موقع متخصص بالشؤون الصينية

السفير الصيني في لبنان يحيّي الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين لبنان والصين

0

كلمة سعادة السفير تشيان مينجيان بمناسبة

الذكرى السنوية الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ولبنان

“يصادف اليوم الذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية والجمهورية اللبنانية. يطيب لي نيابة عن سفارة الصين لدى لبنان أن أتقدم باحر التهاني بهذه المناسبة.

إن كلا من الصين ولبنان دولة ذات تاريخ طويل وحضارة عريقة. كان طريق الحرير القديم يربط بعضنا بالبعض قبل أكثر من 2000 سنة، وشهد البلدان اندماجا حضاريا وازدهارا اقتصاديا وتجاريا وتقاربا شعبيا، وتتجدد صداقة بينهما مع مرور الوقت. في 9 نوفمبر عام 1971، تم إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ولبنان على مستوى السفراء رسميا.

ومنذ ذلك الحين، تقدمت العلاقات بين البلدين بخطوات سلسة وأحرزت تقدمات ملحوظة في مختلف المجالات.

على مدى الخمسين عاما الماضية، ظل البلدان يتبادلان الدعم ويواصلان ترسيخ الثقة السياسية. ظل الجانب الصيني يدعم جهود الجانب اللبناني في الحفاظ على سيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، ويدعم الشعب اللبناني في اختيار طريق التنمية بإرادة مستقلة، ويشكر  الجانب اللبناني على ما قدمه من الدعم القوي فيما يتعلق بالمصالح الجوهرية والهموم الكبرى  للجانب الصيني. حافظ البلدان على التنسيق الإيجابي في الشؤون الدولية والإقليمية وتوصلا إلى التوافقات عديدة، حيث أصبحنا قدوة يحتذى بها للتعامل الخالص والتعاون المتبادل المنفعة بين الدول المختلفة.

على مدى الخمسين عاما الماضية، تعمق التعاون العملي بين الصين ولبنان باستمرار. ظلت الصين من أكبر الشركاء التجاريين للبنان لسنوات عديدة متتالية. انضمّ لبنان إلى مبادرة “الحزام والطريق” في عام 2017 والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية في عام 2021. ومنذ فترة طويلة، استمر الجانب الصيني في تقديم مساعدة دون أي شروط سياسية إلى الجانب اللبناني عبر القنوات الثنائية والمتعددة الأطراف، وخاصة بعد تفشي جائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت، قدم الجانب الصيني إلى الجانب اللبناني المستلزمات الطبيبة والمساعدات الإنسانية في اللحظة الأولى، على أمل مساعدة لبنان على الخروج من الأزمة فى يوم مبكر.

على مدى الخمسين عاما الماضية، حققت التبادلات الثقافية بين الصين ولبنان نتائج مثمرة. حيث تنتشر أعمال الأدباء اللبنانيين مثل جبران خليل جبران ومي زيادة على نطاق واسع في الصين وأثرت على أجيال عديدة من الصينيين. وقامت فرقة كركلا وفرقة المجد البعلبكية وغيرها من الفرق اللبنانية المشهورة بزيارة الصين وأداء عروض لبنانية كلاسيكية عدة مرات، مما أعجب المشاهدين الصينيين على نطاق واسع. وشهد تعليم اللغة الصينية في لبنان تطروا متزنا، مما وفر منصة مهمة للشعب اللبناني لاستكشاف الثقافة الصينية والاطلاع الأحوال الأساسية للصين. تم إشاء معهد كونفوشيوس بجامعة القديس يوسف في عام 2006 باعتباره الأول من نوعه في العالم العربي، وتم إنشاء قسم اللغة الصينية في الجامعة اللبنانية في عام 2015. وفي عام 2020، وقعت الصين ولبنان اتفاقية حول تبادل إنشاء مراكز ثقافية، ودخل مشروع المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى الجديد الممول من الحكومة الصينية حيز التنفيذ بشكل رسمي. نتطلع إلى إنجاز هذين المشروعين الأيقونيين في يوم مبكر لتسجيل صفحة جديدة للتبادلات الثقافية بين البلدين.

يمر العالم اليوم بتغيرات لن يشهدها منذ مئة سنة، وإن الوضع الدولي الراهن معقد ومتقلب. وتواجه كل من الصين ولبنان مهاما وتحديات التاريخية. إن تكريس الصداقة التقليدية بين الصين ولبنان وإجراء التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف بمعايير أعلى لا يتفق مع المصالح المشتركة للبلدين وشعبين فحسب، بل يصب أيضًا في الازدهار والاستقرار في المنطقة. ستصون الصين دوما السلام العالمي، وستساهم دوما في التنمية العالمية، وستدافع دوما عن النظام الدولي. سيواصل الجانب الصيني كالمعتاد دعم لبنان في صيانة سيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، وتعزيز الدعم المتبادل والتعاون مع الجانب اللبناني في الشؤون الدولية والإقليمية، والعمل المشترك مع الجانب اللبناني على صيانة العدالة الدولية والتعددية والتجارة الحرة، وتشجيع التباحث حول سبل تعزيز التعاون العملي على أساس المنفعة المتبادلة في إطار تشارك الجانبين في بناء “الحزام والطريق”. كما سيواصل الجانب الصيني تقديم ما في وسعه من المساعدات إلى الجانب اللبناني، والمشاركة الفعالة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان ودعم الشعب اللبناني للعمل سويا بروح الفريق الواحد، والتضامن في تجاوز الصعوبات العابرة، وتقديم مساهمات أكبر في إقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك.

شكراً.”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.