موقع متخصص بالشؤون الصينية

رؤية صينية: لنجعل التراث الصناعي أكثر نشاطاً وحيوية

0

صحيفة الشعب الصينية-

تعليقات الشعب:

أصبحت منطقة المواد الخام لصناعة الحديد مقر إقامة للجنة المنظمة للألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، كما تم تحويل ورشة الفحم النظيف إلى مكان تدريب للفريق الوطني للرياضات الجليدية والثلجية. وبعيدا عن ذلك كله، تقف منصة القفز على الجليد شامخة، وتتقاطع مسارات المناظر الطبيعية، مما يجذب السياح للتوقف والتقاط الصور … منذ وقت ليس ببعيد، ذهبت لزيارة حديقة شوقانغ في بكين، ووجدت أن هذه الحديقة الصناعية الفولاذية القديمة المتجذرة في الذاكرة العميقة لمدينة بكين قد تحولت إلى مكان مشهور لالتقاط الصور.

ليست منطقة مصنع شوقانغ القديمة فحسب، فمع تغير الزمن، بدأت بعض المصانع والمناجم القديمة والمناطق الصناعية تتدهور تدريجياً، وذهبت أيام ازدهارها في الماضي، وأصبحت تراثاً صناعياً. التراث الصناعي هو من بقايا ثقافية صناعية ذات قيمة تاريخية أو تكنولوجية أو اجتماعية أو معمارية أو علمية. أصبحت كيفية التعامل مع التراث الصناعي بشكل صحيح بحيث يمكنه الحفاظ على حياة جديدة وتجديد شبابها وتوليد قيمة جديدة موضوعًا تستكشفه العديد من المدن.

لم يفهم البعض قيمة التراث الصناعي، بل اعتبروه عبئًا على التطور السريع للمدن، إما أن يهدموه ويحولوه إلى مباني شاهقة، أو يتركوه قاحلا. في الواقع، فإن زيارة التراث الصناعي المنتشر في كل مكان تشبه تصفح تاريخ مختصر من النضالات التي تمت في الصين. كشاهد على عملية التصنيع والتحول الهيكلي الاقتصادي في الصين، فإن ورشات المصانع التي كانت صاخبة بالآلات ومليئة بالحماس هي على وجه التحديد “الصفحات الحية” للثقافة الصناعية، والتي تحمل الذاكرة التاريخية للصناعات التحويلية في الصين ومختلف مراحلها من النشأة إلى العظمة، ومن الضعف إلى القوة.

وتجدر الإشارة إلى أن محتوى التراث الصناعي غني ومتنوع، لذلك، وأنه لا يمكن حمايته والاستفادة منه بنفس الطريقة، بل من الضروري استكشاف مسارات ونماذج تنموية فريدة ومناسبة للتكيف مع الظروف المحلية. خلال السنوات الأخيرة، أخذت بعض المناطق زمام المبادرة في المحاولة، وذلك عن طريق الاعتماد على الخصائص الإقليمية للعثور على نماذج تجريبية يمكن استخدامها كمراجع. وقد تم استخدام مصانع السيراميك المملوكة للدولة في مدينة جينغ ده تشن بمقاطعة جيانغشي لإنشاء منطقة تاوشيتشوان الثقافية الإبداعية، وجذب ما يقرب من 15000 صانع صيني وأجنبي للابتكار وبدء الأعمال التجارية. ونذكر كذلك متحف الجعة، الذي أنشئ في مصنع تشينغداو للجعة الذي يبلغ عمره قرن، ويعرض تاريخ مصنع تشينغداو للجعة الذي يعود إلى قرن من الزمان، وأصبحت طريقًا مشهورا للسياحة التجريبية… ويمكن ملاحظة أنه بعد إزالة سمات الإنتاج من ورش النفايات والآلات القديمة، يمكن الإفراج عن قيمة التراث الصناعي بالكامل، طالما أنه يمكن عرض الخصائص الثقافية بشكل دقيق.

ليس من السهل تجديد التراث الصناعي، فمن الضروري التعامل بشكل صحيح مع العلاقة بين الحماية والتنمية. وإذا أخذنا حديقة شوقانغ كمثال، فمن أجل الحفاظ على النسيج الأصلي لفرن الصهر القديم، قام المهندسون بشكل خاص بتطوير مادة طلاء شفافة، والتي لا يمكنها حماية موقد الانفجار الساخن من المزيد من التآكل فحسب، بل تقدم أيضًا الآثار الأصلية للتاريخ. من وجهة نظر دولية، يكمن مفتاح نجاح عدد من الموروثات الصناعية مثل مضيق الجسر الحديدي في المملكة المتحدة ومنطقة الرور في ألمانيا في التركيز على التصميم والتخطيط، حيث تم القيام بالعرض الإبداعي والارتقاء بالمستوى الصناعي على أساس الحماية الشاملة، مما يضخ نشاطا جديدا وحيوية للتراث الصناعي.

بوصفها أكبر دولة صناعية في العالم، تمتلك الصين موارد صناعية وفيرة. فمع تسارع وتيرة التحول الصناعي والارتقاء به، فإن بعض المؤسسات الصناعية والتعدين في طور الإغلاق أو التحول، والعديد منها لديه تراث صناعي عالي القيمة. من خلال الحماية والتنمية وإعادة الاستخدام، لا يعد التراث الصناعي المتجدد ضرورة للابتكار والتطوير الحضريين فحسب، بل يمثل أيضًا ضرورة من أجل العمل على تنمية زخم تنموي جديد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.