باحث مصري: القواسم المشتركة بين الحضارتين الصينية والمصرية كبيرة وبصمتهما على البشرية واضحة
وكالة أنباء شينخوا-
مقابلة :
أكد الدكتور أيمن السيد عبد الوهاب نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن القواسم المشتركة بين الحضارتين المصرية والصينية كبيرة، مشيرا إلى أن الحضارتين تملكان بصمة ظاهرة للغاية على البشرية.
وأعد عبدالوهاب، وهو أيضا رئيس تحرير مجلة “أحوال مصرية”، دراسة تحمل عنوان “مصر والصين.. المشترك الحضاري”، وذلك في إطار مشروع بحثي لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية حول العلاقات الثقافية بين مصر والصين.
وقال عبد الوهاب في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، “نستهدف من هذه الدراسة أولا: البحث في القواسم المشتركة بين الحضارتين المصرية والصينية، والتأكيد على أن الحضارتين تركتا بصمة حضارية على البشرية، وهناك مجموعة من القواسم التي تجمع بينهما”.
وأضاف “ثانيا: التكامل الحضاري الذى يجب أن نأخذه في الاعتبار ونحن ندرس الحضارات، وليس منطق الاستعلاء الحضاري الذى يتم ترويجه في بعض الكتابات الغربية”.
ورأى الباحث المصري، أن “القواسم المشتركة تنقسم إلى جناحين، الأول مرتبط بالعلم والتطور، والثاني مرتبط بالثقافة والقيم والفن والإبداع” قبل أن يتابع أن “تكامل الجناحين وقوتهما هو الذي جعل الحضارتين المصرية والصينية باقيتين حتى هذه اللحظة وبصمتهما على البشرية ظاهرة بشكل كبير”.
وأوضح أن الدراسة خلصت إلى أن التشابه بين الحضارتين المصرية والصينية كبير سواء من خلال الثقافة أو منظومة القيم الحاكمة للمجتمعات.
وتمثلت القواسم المشتركة بين الحضارتين الصينية والمصرية في 5 نقاط جوهرية، هي “ثقافة العمل”، حيث حظي العمال وأصحاب الحرف بقيمة خاصة في الحضارتين، و”قيم العدل والحق والقانون” إذ احتلت تلك القيم مرتبة متميزه في منظومتي الأخلاق المصرية والصينية، وفقا للباحث المصري.
ومن بين القواسم المشتركة أيضا “المواطنة والتماسك المجتمعي”، و”تنوع المكون الثقافي بين العديد من الفنون والآداب” ما أدي إلى ثراء الحضارتين المصرية والصينية واستمرارهما، و”أصالة الهوية” حيث حملت كل حضارة ملامح التميز والخصوصية.
وأكد عبد الوهاب، أن “العلاقات الثقافية بين القاهرة وبكين أخذت دفعات كبيرة خلال الفترات السابقة، واعتقد أنها تحتاج إلى المزيد من الدفعات، وإلى تنامي الإدراك المتبادل بين الشعبين المصري والصيني”.
وواصل “لا شك أن العلاقات المصرية الصينية هي علاقات تاريخية ممتدة.. وخلال الفترة الأخيرة هناك حرص كبير على إدراك وفهم الحضارة الصينية التي تقدم بلا شك مسارا للتقدم مختلف عن المسار الغربي”.
وأشار إلى “وجود إقبال من الطلاب والدارسين المصريين على تعلم اللغة الصينية خلال السنوات الأخيرة، واعتقد أن هذا الإقبال سوف يتزايد بشكل كبير خلال الفترة المقبلة”.
ومع ذلك، أوضح أن “هناك حاجة لمزيد من الزخم حتى يتم التعرف على أبعاد التجربة الصينية خاصة أن مصر تحتل مكانة هامة جدا في مبادرة (الحزام والطريق)، وبالتالي اعتقد أن القادم سوف يكون أعمق في التفاعل والتأثير” بين الجانبين المصري والصيني.
ومن المقرر أن يتم ترجمة المشروع البحثي لمركز الأهرام حول العلاقات الثقافية بين مصر والصين إلى اللغة الصينية من أجل “توسيع الإدراك والمعرفة وتحفيز العملية البحثية من جانب مراكز الأبحاث والجامعات في البلدين، بحسب عبد الوهاب الذي قال إن “هذا من الأهداف التي جعلتنا نركز على الأبعاد الثقافية والحضارية (بين مصر والصين) لأنها تمثل نقطة انطلاق قوية في الحقيقة”.
وشدد الباحث المصري، على أن “مراكز الأبحاث والدراسات تلعب دورا في تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين، واعتقد أنها تحتاج إلى المزيد من الدفع بعد أن شهدت في الفترات الماضية زخما”.
ودعا إلى “وضع آليات لتنفيذ أعمال بحثية مشتركة بين مراكز الأبحاث (المصرية والصينية) في كافة المجالات خصوصا ونحن ندرك أهمية مراكز الفكر وتأثيرها على المجتمعات والسياسات العامة بشكل كبير”.
وزار عبد الوهاب، الصين قبل أربعة سنوات تقريبا في “إطار ثقافي وبحثي”.