موقع متخصص بالشؤون الصينية

العام القمري الصيني الجديد يثير مشاعر وذكريات مرتبطة بالصين لدى مواطني دول الشرق الأوسط

0

وكالة أنباء شينخوا-

مقالة خاصة:

مع حلول السنة القمرية الجديدة الصينية، “عام النمر” الذي يرمز للشجاعة والعدالة في الثقافة التقليدية بالصين، لم يدر بخلد المؤثرة الإيرانية أريزو شاه محمدي، “عاشقة الرياضات الثلجية” سوى دورة الألعاب الشتوية في بكين.

ولم تكن الإيرانية شاه محمدي، وحيدة في هذا الشأن، فعلى غرارها دارت بأذهان طلاب وموظفين من دول بمنطقة الشرق الأوسط أفكار ومشاعر وذكريات مرتبطة بالصين كانت بمثابة “كلمات مفتاحية” تلقي الضوء على ارتباطهم بالثقافة الصينية وعلى العلاقات الوثيقة بين بلدانهم والصين.

— إيران … تطلعات إلى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية ببكين

“بصفتي عاشقة للرياضة الثلجية، أكثر الأشياء التي أتطلع إليها هي دورة الألعاب الأولمبية الشتوية ببكين!”، هكذا استقبلت الإيرانية شاه محمدي، العام الصيني الجديد بتغريدة على حسابها في موقع ((وي بوه))، أحد أكثر منصات التواصل الاجتماعي شعبية بين الصينيين.

وتشارك إيران بثلاثة رياضيين في منافسات الرياضات الثلجية خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية ببكين التي ستنطلق اليوم (الجمعة) رسميا.

وقالت شاه محمدي إن الإيرانيين شغوفون بالرياضات الجليدية والثلجية، موضحة أن المشاركة في هذا النوع من الرياضات لا يقوي الجسم فحسب، بل يمكنه صقل شخصية عدم الخوف من الصعوبات والمضي قدما بشجاعة لتحقيق الأهداف.

وترى الشابة الإيرانية أن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين ليست مجرد حدث أو مسابقة رياضية للاعبين من جميع أنحاء العالم، ولكنها منصة واسعة للتبادلات الودية بين كافة المشاركين.

وتابعت “أتمنى لكل الرياضيين أن يحققوا إنجازا عظيما ونتيجة جيدة!” حسب تعبيرها.

وعلى غرار الإيرانية شاه محمدي، أثار حلول السنة الجديدة الصينية ذكريات الدراسة والزواج لدى السعودي هشام الحجيري، الذي يرى في نفسه “جسرا” يربط بين السعودية والصين.

— جسر بين مبادرة “الحزام والطريق” الصينية و”رؤية 2030″ السعودية

ويتذكر الحجيري، وهو نائب رئيس شركة طريق الحرير للخدمات الصناعية المحدودة الصينية السعودية سنوات دراسته في الصين، قائلا “كنت أدرس في الصين لست سنوات، حيث شهدت تطور العلاقات الثنائية المطردة بين السعودية والصين، كما التقيت زوجتي الصينية لأصبح صهرا للصين”.

وتابع أن هناك العديد من النقاط المشتركة بين مبادرة الحزام والطريق الصينية ورؤية 2030 السعودية، مضيفا “أشعر بأنني مثل جسر يربط الجانبين ببعضهما البعض، ندفع التعاون بين الشركات من البلدين في إطار الحزام والطريق.”

بالنسبة للحجيري، فقد حاز ختم الاندماج بين السعودية والصين سواء في عائلته أو في أعماله.

ويتمنى الحجيري أن تتطور العلاقات بين الصين والعرب إلى آفاق أوسع في العام الجديد.

قال الحجيري إن القمة الصينية العربية الأولى ستعقد هذا العام 2022، مما يوفر منصة جديدة لتعزيز التفاهم بين الدول العربية والصين، علاوة على تقديم مزيد من الفرص للتبادل والتعاون في المجالات المختلفة مثل التجارة والاستثمار والصحة وألخ.

وتعد مصر، وهي أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان، واحدة من أبرز هذه الدول المرتبطة بشراكة استراتيجية شاملة مع الصين منذ العام 2014، ومنذ ذلك الحين تشهد العلاقات بين مصر والصين تطورا ملحوظا.

— التعاون المشترك ضد الجائحة

ففي بداية العام الجاري وقعت شركة (سينوفاك) الصينية والشركة القابضة للقاحات والمستحضرات الحيوية المصرية (فاكسيرا) اتفاقا لإنشاء مخزن تبريد للقاحات تبلغ سعته نحو 150 مليون جرعة من اللقاحات، ما يجعله أكبر مركز لتخزين اللقاحات في مصر وإفريقيا.

وفي إبريل/ نيسان الماضي وقعت شركتا فاكسيرا وسينوفاك على اتفاقيتين لتصنيع لقاح (سينوفاك) المضاد لكوفيد-19 في مصر.

وتأثرا بهذا التعاون وبجائحة كوفيد-19، لم تخل رسائل التهنئة الخاصة بالطالبة المصرية نورهان مصطفى، بمناسبة السنة الجديدة وفقا للتقويم التقليدي الصيني وعيد الربيع الصيني، من عبارة “بالصحة والعافية”.

فقد كتبت نورهان مصطفى، وهي طالبة دراسات عليا بجامعة قناة السويس في مصر، رسالة تهنئة لمعلمتها للغة الصينية، قائلة “كل عام وأنتم بخير وبصحة وعافية!”.

وبالنسبة لنورهان، التي أكملت معظم دوراتها الدراسية في الفصل الجاري عن طريق التعلم عن بعد، فإن “الصين ومصر شريكان جيدان”.

وقالت الطالبة المصرية “لطالما كانت الصين ومصر شريكين جيدين، ويمثل توقيع الاتفاق بشأن إنشاء مخزن تبريد للقاحات بين البلدين خطوة مهمة خلال المعركة المشتركة العالمية ضد كوفيد-19.” فمنذ تفشي الجائحة، تبرعت الصين بعدة دفعات من اللقاحات لمصر، مما أعطانا المزيد من القوة في مكافحة الفيروس. حسب تعبيرها.

وأضافت “أن الوحدة والتعاون سيساعدان بالتأكيد الجانبين على التغلب على الفيروس في وقت مبكر.”

وإذا كان “الوحدة والتعاون” مع الصين هما السبيل للتغلب على كورونا لدى المصرية نورهان مصطفى، فإن “النضال” على الطريقة الصينية هو طريق السعادة بالنسبة للشاب العراقي سجاد حيدر القزاز.

— السعادة من خلال النضال

ومع حلول السنة الصينية الجديدة، يتذكر القزاز عندما كان ضمن فريق قناة تلفزيونية محلية قام بزيارة بعض الأمثلة للقرى النموذجية الصينية للتخفيف من حدة الفقر في عام 2019 خلال دراسته في الصين، حيث شهد تحولاتها الهائلة من قرى جبلية فقيرة إلى أرياف تم انتشالها من الفقر وتحقيق النهوض.

لذلك تعد عبارة “السعادة من خلال النضال” هي الجملة المفضلة لسجاد حيدر القزاز.

وقال القزاز إنه “بفضل حملة التخفيف المستهدف من حدة الفقر، غير القرويون معالم الفقر وحققوا الازدهار والنهوض من خلال النضال الجاد، إن الخبرات الصينية في مجال التخفيف من حدة الفقر تستحق التعلم منها”.

وأضاف “حققت الصين هدفها في الحد من الفقر في الموعد المحدد، وهو أمر يثير الإعجاب. الوضع الآن في العراق ليس جيدا، وآمل أن نثابر ونناضل مثل ما فعل الصينيون لكي نحقق التنمية والتطوير من خلال جهودنا وعرقنا في العام الجديد”.

ويثير النجاح الصيني في شتى المجالات الحماس لدى قطاعات واسعة في دول الشرق الأوسط لتعلم اللغة الصينية لاكتشاف الثقافة والتجربة الصينية الناجحة.

— تركيا … حماس لتعلم اللغة الصينية

وقد عكس المشهد الحيوي في درس اللغة الصينية في جامعة اسطنبول هذا الحماس لتعلمها.

وبحسب الأستاذ أيوب ساريتاس، رئيس قسم اللغة الصينية وآدابها بجامعة اسطنبول “ازداد حماس طلاب الجامعات التركية للثقافة الصينية، وخاصة اللغة الصينية، بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة”.

ويجعل حماس جيل الشباب الأتراك للثقافة الصينية وتعلم اللغة الصينية الأستاذ أيوب يشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقه. وحتى الآن أنشأت خمس جامعات في تركيا أقساما صينية.

وباتت كيفية توجيه الشباب الأتراك لاكتشاف نقاط التقارب بين الثقافتين الصينية والتركية وتعزيز التفاهم وتوطيد الارتباطات الشعبية بين البلدين موضوعًا جديدًا لأستاذ أيوب في عام النمر، بحسب قوله.

وأوضح أن الشباب هم مستقبل الوطن، واللغة هي الجسر الذي يربط بين الثقافتين. متمنيا أن تزدهر التبادلات الشعبية والثقافية بين الصين وتركيا لتصل إلى مستوى أعلى جديد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.