موقع متخصص بالشؤون الصينية

الإبتكار الصيني في تكنولوجيا التزلج الجاف يساعد الأولمبيين على التحليق عالياً

0

وكالة أنباء شينخوا-

مقالة :

أصبحت الروح الرياضية التي تُعرض على منصة شوقانغ للقفزات الهوائية من أحد المحاور الرئيسية في أولمبياد بكين الشتوي 2022، حيث قدم كل من: قو آي لينغ، بطلة القفزات الهوائية في التزلج الحر، وسو يي مينغ، الفائز بذهبية القفزات الهوائية في السنوبورد، قدّما عروضا متفوقة على المنحدرات الجليدية.

وفي مدينة تشنغدو، حاضرة مقاطعة سيتشوان بجنوب غربي الصين، تستقطب منصة القفزات الهوائية بدون ثلوج بارتفاع 43 مترا وطول 112 متراً، تستقطب أيضا متابعات من هواة الرياضات الشتوية ، باعتبارها مرفقاً لتدريب اللاعبين الأولمبيين الصينيين ومن بينهم قو وسو.

وقال تشانغ وي، المسؤول في منتجع محلي للتزلج الجاف، إن المرفق بُني باستخدام ابتكارات محلية في تكنولوجيا الجليد الجاف لتلبية متطلبات التدريب لرياضات القفزات الهوائية، ما جذب الأولمبيين لإعداد أنفسهم والتحضير للألعاب.

وتعود جذور تكنولوجيا التزلج الجاف إلى بريطانيا في الخمسينيات من القرن الماضي، حيث تحاكي الثلوج لكي يتزلج الناس أو يقومون بالتزلج على السنوبورد وسط درجات حرارة الغرفة باستخدام مواد اصطناعية مثل البلاستيك.

واستخدم سطح منحدرات التزلج الجاف في الفترات الأولى بلاطا بلاسيتيكيا مثل الفرش أو الأمشاط الواقفة، حيث كان من السهل أن يتعرض المتزلجون لإصابات على المسامير البلاستيكية المتجهة نحو الأعلى إذا ما سقطوا عليها.

وفي هذا الصدد؛ بدأ جيان فنغ، أحد هواة التزلج في مقاطعة سيتشوان، والذي كان منزعجا منذ فترة طويلة من مثل هذه المشاكل على المنحدرات الاصطناعية، بدأ العمل على ابتكار نسخة جديدة قبل قرابة عقد من الزمن.

وليبدأ ذلك؛ قام بتغيير شكل المسامير المتجهة نحو الأعلى عن طريق تثبيت حبات مثل فول الصويا على أطراف المسامير لتبدو مشابهة لشكل فطر الإبرة، وهو طعام شهي شائع في سيتشوان. وتمكنت هذه الحبات على المسامير من ضمان سطح سلس على المنحدرات بدون إيذاء أي شخص يسقط عليها.

واستخدمت النسخة الجديدة التي ابتكرها جيان فنغ، مواد مركبة لتعزيز مرونة البلاط البلاستيكي وغيرت ارتفاع المسامير البلاستيكية، حيث تم ترتيب المسامير التي تشبه شكل فطر الإبرة على فترات وعند ارتفاعات مختلفة لتشكيل طبقات، ما يُمكن من امتصاص التأثير الناجم عن المتزلجين أو لوحات التزلج والارتداد للوراء، تقريبا مثل الثلوج الحقيقية.

وقال تشانغ إن البلاط الجديد للتزلج الجاف قد حصل على براءة اختراع صينية في عام 2012 ، ويتم استخدامه حاليا في أكثر من 40 منتجعا محليا للتزلج، كما تم تصديره إلى الولايات المتحدة والنمسا وكندا والسويد وبريطانيا وروسيا.

وإلى جانب ذلك، فإن منحدرات القفزات الهوائية بدون الثلوج في المرفق بمدينة تشنغدو مجهزة بوسادة تم تصميمها من جديد، وكان يتم وضع وسائد ملائمة في نهاية المنحدرات للتزلج الجاف منفوخة بالهواء لتحمي الرياضيين عند سقوطهم، إلا أنهم عادة ما يعلقون فيها ويخفقون في تنفيذ الحركات المطلوبة لاحقاً.

أما الوسادة المصممة حديثاً، فمملوءة بقش بلاستيكي، وقادرة على امتصاص تأثير الرياضيين ودعمهم ليقفوا بثبات حتى يمكلوا حركات اللمس وغيرها من الحركات الضرورية، تماماً كما يأملون بالقيام به خلال المنافسات الحقيقية.

وتشمل التحسينات الأخرى على هذه المنحدرات للتزلج الجاف مصعداً سحرياً لنقل الرياضيين ومعداتهم إلى أعلى المنحدر، ليوفر الوقت والطاقة التي قد يتم استهلاكها أثناء التسلق إلى قمة المنحدرات.

وقال تشانغ إن قو آي لينغ خضعت للتدريبات في المنتجع لحوالي 5 ساعات يوميا لـ5 أيام في نهاية يناير هذا العام، أيام فقط قبل افتتاح أولمبياد بكين الشتوي 2022 .

وأضاف: “بدعم من الابتكار التكنولوجي، يُمكن للرياضيين أن يطوروا حركات جديدة ويتحدوا حدودهم على مدار جميع المواسم، ويعرضوا أفضل مهاراتهم للعالم”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.