موقع متخصص بالشؤون الصينية

مبعوث صيني: مأساة أفغانستان ينبغي عدم السماح بتكرارها مطلقاً

0

وصف تشانغ جيون، مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، يوم الإثنين، حرب الـ 20 عاما التي شنتها القوات الأجنبية في أفغانستان بالفشل الذريع، مؤكدا على أن المأساة في أفغانستان ينبغي عدم السماح بتكرارها مطلقا.

وقال تشانغ في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي بشأن أفغانستان، إن هذا الفشل الذريع أثبت مجددا أن التدخل العسكري وسياسة القوة ليسا الطريق الصحيح، مضيفا أن النماذج الأجنبية والتحول الديمقراطي لا يمكن أن يكسبا قلوب وعقول الشعب، مؤكدا أن “المأساة في أفغانستان ينبغي عدم السماح بتكرارها”.

وتابع تشانغ قائلا إن انسحاب القوات الأجنبية هو ليس نهاية المسؤولية، ولكنه بداية التفكير العميق وتصحيح الأخطاء، مضيفا أنه كان يتعين على الدول المعنية التفكير بجدية في أخطائها وتصحيحها في الوقت المناسب، بدلاً من إظهار عدم المبالاة.

ومضى تشانغ قائلا إنه “للأسف، بدلاً من الاضطلاع بمسؤولياتها الواجبة، قامت الدول المعنية بقطع المساعدات الإنمائية، وتجميد الأصول الأفغانية، وفرض العزلة والحصار السياسيين. وهذا لا يقتصر فقط على التهرب من المسؤولية والتخلي عن الشعب الأفغاني فحسب، بل إنه يديم الأخطاء ويؤدي إلى تفاقم معاناة الشعب الأفغاني”.

وأوضح المبعوث الصيني أنه عقب انسحاب القوات الأجنبية، أصبح أمام الشعب الأفغاني فرصة حقيقية لتقرير مصيره، مشيرا إلى أن العام الماضي شهد تشكيل حكومة مؤقتة في أفغانستان وتحسن في الوضع الأمني بالبلاد.

واستطرد تشانغ قائلا إن الصين تتوقع من الحكومة الأفغانية المؤقتة إتباع سياسات داخلية وخارجية سليمة وشاملة، وحماية وتحسين سبل معيشة الشعب بشكل فعال، ومكافحة الإرهاب بحزم، والعيش في وئام مع جميع الدول، بما في ذلك الدول المجاورة.

وأردف تشانغ قائلا إنه يتعين على المجتمع الدولي تعزيز التعاون مع الحكومة الأفغانية المؤقتة بطريقة منطقية وعملية.

مستشهدا بالوضع الإنساني الخطير في أفغانستان، قال تشانغ إنه لأمر مدمر من الناحية الأخلاقية والعملية الادعاء بالاهتمام بحقوق النساء والفتيات الأفغانيات، في ظل تقليص المساعدات الإنسانية والتنموية للبلاد والإبقاء بعناد على عقوبات أحادية الجانب ضد البلاد.

وحث تشانغ الولايات المتحدة على إعادة الأصول المجمدة إلى أفغانستان بشكل كامل دون تأخير وشروط.

وأضاف المبعوث الصيني أن أصول أفغانستان في الخارج تخص الشعب الأفغاني، مشيرا إلى أن تجميد مثل هذه الأصول هو بمثابة حرمانهم من أموالهم المنقذة للحياة.

وقال تشانغ ” نحث المجتمع الدولي، خاصة الدول المسؤولة عن الحرب، على اتخاذ إجراءات ملموسة لمواصلة مساعدة الشعب الأفغاني وليس التخلي عنهم أو معاقبتهم. أفغانستان بحاجة إلى مساعدة المجتمع الدولي، وكذلك العالم بحاجة إلى أفغانستان تنعم بالسلام والاستقرار”.

وقالت تشانغ إن الصين، باعتبارها أكبر جار لأفغانستان، تدعم دائما وبشكل ثابت تحقيق السلام والاستقرار والتنمية في هذا البلد، ولهذا فهي تبذل جهودا هائلة في هذا الصدد.

واختتم تشانغ كلمته قائلا: إن “الصين أوفت دائما بوعدها بتقديم المساعدة التي تعود بالنفع على الشعب الأفغاني وتعكس المساواة والاحترام المتبادل”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.