موقع متخصص بالشؤون الصينية

شاب سوري شاهد عيان على التطورات السريعة في الصين أثناء دراسته بها على مدار 12 عاماً

0

وكالة أنباء شينخوا-

مقالة خاصة:

بدأ زين العابدين علي، شاب سوري عمره 31 عاما، دراسته في الصين منذ عام 2010، ويشتهر الآن بلقب “الشاب السوري زين” على منصات عديدة للتواصل الاجتماعي في الصين، حيث يهوى زين مشاركة حياته وأفكاره على شكل مقاطع فيديو قصيرة عبر هذه المنصات، وقد حظيت مقاطع الفيديو هذه بإعجاب ومتابعة عشرات الآلاف من مستخدمي الإنترنت في الصين.

وعلى مدار الأعوام الـ12 الماضية، زار زين مدينتي هانغتشو ونانجينغ وغيرهما من المدن الصينية للدراسة والإقامة فيها، حيث واصل دراسته من المرحلة الجامعية إلى الدراسات العليا ويدرس حاليا في معهد نانجينغ للفنون لنيل شهادة الدكتوراه بتخصص التصميم الصناعي. وفي عيني الشاب السوري، كانت التغييرات في الصين كبيرة جدا، حيث قال: “كلما سافرت عبر قطارات فائقة السرعة أو الطائرات، وجدت أشياء جديدة تشير إلى تحسن المرافق الملحقة في المحطات أو ترقية الخدمات المقدمة من الموظفين، مما يجعل السفر أسهل وأكثر راحة”.

وعند بداية دراسته في الصين، كانت أكبر صعوبة واجهها زين هي تعلم اللغة الصينية، وقال: “اللغة الصينية مختلفة تاما عن اللغة العربية، كنت أعتقد أني لن أستطيع إتقانها، غير أنه مع مرور الوقت ومواصلة الجهود في الممارسة الشفوية في البيئة اللغوية المحلية، يتحسن مستوى اللغة الصينية لديّ بشكل تدريجي”.

وتذكر زين رحلاته في عدة مدن بالصين ورأى أن كل مدينة لها ميزات خاصة، وأن “أجمل مكانين في رأيي هما مقاطعة يوننان ومنطقة قوانغشي الذاتية الحكم لقومية تشوانغ، نظرا للمناظر الطبيعية الجبلية والمائية الخلابة فيهما”. كما أبدى زين إعجابه بالأطعمة الوفيرة والثقافة الغذائية العريقة في الصين، قائلا: “اهتمام الصينيين بإعداد الأطباق الغذائية بشكل منتظم وأنيق ترك لدي انطباعا عميقا، إنه أمر مختلف عن ثقافتنا في سوريا”.

وحول تخصصه في التصميم الصناعي، يتطلع زين إلى مستقبل مشرق لهذا التخصص في الصين، لأن “التصميم الصناعي أمر عادي في حياتنا مثل تصميم الهواتف النقالة وأثاث المنزل والمركبات وغيرها”. ويكتب زين حاليا بحثا للمقارنة بين تصميم أثاث المنازل في كل من الصين وسوريا ليستكشف من خلاله الفنون والحضارة التقليدية للبلدين.

كما يدرس ويقيم زين حاليا مع أخيه وأخته في مدينة نانجينغ، وكذلك أتى والداه إلى المدينة قبل أعوام، حيث اجتمع شمل الأسرة في الصين. ويرى زين أن “حلمه يتحقق” في الصين، مؤكدا أن “أفضل قرار في حياتي هو القدوم إلى الصين، وإنه بغض النظر عن أي مكان ذهبت أو سأذهب إليه، ستظل ذكرياتي في الصين هي الأجمل”.

أما والد زين فهو فنان سوري ينشط في السنوات الأخيرة في إبداع أعمال فنية تحت موضوع “الحزام والطريق” لأجل تعزيز التواصل بين الثقافات. وبالنسبة لوالدة زين، فهي كانت صحفية سورية وكانت أول تغطية صحفية لها حول الصين، ولديها العديد من الأصدقاء الصينيين”، ولهذا السبب، سمع زين منذ صغره قصصا كثيرة عن الصين وتعرّف على أصدقاء من الصين، ليوضح أن “الصين صديق قديم بالنسبة لي”.

وفي معرض حديثه عن الصين وسوريا، رأى زين أن الدولتين تربطهما العديد من الصلات رغم المسافات البعيدة بينهما، حيث كان هناك تواصل بين الصين وسوريا القديمة عبر طريق الحرير قبل أكثر من ألفي سنة. وفي يوم 12 يناير/ كانون الثاني عام 2022 ، أصبحت سوريا شريكا رسميا في بناء “الحزام والطريق”، وابتهج زين وأفراد أسرته جميعا بهذا التقدم الحقيقي في الروابط الثنائية بين البلدين.

ولدى زين أكثر من 400 ألف متابع على منصة “دوين” (النسخة المحلية الصينية لتطبيق “تيك توك”) حاليا، ووصل عدد الإعجاب لأحد مقاطعه من الفيديوهات القصيرة إلى قرابة ثلاثة ملايين إعجاب. وكان هذا المقطع يصف حياة زين أثناء بقائه في المنزل خلال تفشي وباء كوفيد-19، حيث أرسل موظفون في الحي السكني الذي يقطنه خضروات وفواكه طازجة إلى منزله. وقال زين: “أرغب في مشاركة هذه التجارب والأحوال الحقيقية أثناء تفشي الوباء في الصين مع أصدقائي الأجانب”.

والآن يحتضن زين حلما جديدا يتمثل في أن يصبح “جسرا” للصداقة بين الصين وسوريا، حيث سيستمر في عرض قصته وحياته في الصين عبر منصات التواصل الاجتماعي من خلال التقاط مقاطع الفيديو القصيرة، حتى يتعرف مزيد من الأشخاص في داخل البلاد وخارجها على الصين الحقيقية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.