موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين تمكنت من سرقة أسرار أحدث طائرة أوروبية مقاتلة

0


جريدة ايلاف الالكترونية:
صلاح أحمد من لندن:
تمكن العملاء الصينيون من اختراق الدفاعات الإلكترونية الحصينة في BAE Systems «بي ايه ئي سيستمز»، أكبر شركة بريطانية للسلاح وأبحاث الفضاء، وسرقوا معلومات مهمة عن الانظمة التي تعمل بها آخر المقاتلات الأوروبية.

ويذكر أن اتهام بكين بالسرقة الإلكترونية لأسرار الغرب الدفاعية طفا على الصحافة الأميركية للمرة الأولى في 2009. لكن الأمر لم يكن يتعلق في ذلك الوقت بهذه الشركة التي تعتبر «متعددة الجنسيات الأوروبية» رغم كونها بريطانية الأصل والتركيبة.

وجاء هذا الاتهام الأخير على ألسنة عدد من كبار المصادر الأمنية ونقلته صحيفة «تايمز». وتبعا لهؤلاء فقد استغل الصينيون حلقات ضعيفة في السلسلة الأمنية التي تطوّق خزانة معلومات الشركة. وأتاح لهم هذا سرقة معلومات كافية حساسة عن المقاتلة «إف – 35» المعروفة أيضا باسم مشروعها الأوروبي المشترك وهو «جوينت سترايك فايتر» أو «جيه إس إف» اختصاراً.

ووفقا للخبراء العسكريين فقد كان لـ«إف 35»أن تتيح للغرب عموما التفوق الجوي في العالم لسنوات عديدة مقبلة. لكن العملية الصينية تثير مخاوف عميقة إزاء أن هذا الهدف صار بعيد المنال في الوقت الحالي لأن قدرات المقاتلة الراداربة أصبحت موضع شك بعد ذلك الهجوم الصيني «الناجح».

يذكر أنه منذ أن رفع النقاب عن وجود هذه الطائرة قبل قرابة ثلاث سنوات، ظل أمرها مغلّفا بستار سميك من السرية داخل الدوائر الاستخباراتية البريطانية بحيث لم يُعرف على وجه اليقين ما إن كانت موجودة فعلا. لكن مسؤولا استخباراتيا كشف شيئا عنها العام الماضي خلال حفلة غداء خاص ضم عددا من الخبراء الأمنيين.

وقال أحد الحاضرين في هذا الغداء إن المسؤول المذكور ذكر في تلك المناسبة إن الهاكرز الصينيين ظلوا يخترقون دفاعات «بي ايه ئي سيستمز» الأمنية على مدى فترة لا تقل عن 18 شهرا ، وإنهم تمكنوا في ما يبدو من العثور على خرائط إحدى أحدث مقاتلاتها. ومضى المصدر يقول إن المسؤول «كان يبدي قلقا حقيقيا على عجز الشركة البريطانية عن اكتشاف هذا الاختراق الخطير ولكل تلك الفترة من الزمن».

ونقلت الصحيفة عن البروفيسير انتوني غليس، مدير «مركز الدراسات الأمنية والاستخباراتية» الذي حضر أيضا حفلة الغداء تلك، قوله: «يبدو أن الصينيين حصلوا على معلومات تكفي لزعزعة قدرات البلاد الدفاعية. ومن المقلق بشكل عميق أن «جي سي إتش كيو» (مركز التنصت الاستخباراتي الحكومي) لم يتمكن من ضبط النشاط الصيني في كل تلك الفترة. فضمن مسؤوليات المركز الكبرى في نهاية الأمر التصدي بفعالية كاملة للجريمة الإلكترونية، لكن هذا لم يحدث للأسف».

ومن جهتها رفضت شركة «بي ايه ئي سيستمز» تأكيد الاتهام أو نفيه. فقال مسؤول للصحيفة: «نحن لا نعلّق على مزاعم كهذه. والشركة تتمتع بقدراتها المستقلة على اكتشاف أي هجمات إلكترونية على دفاعاتها ومنع أصحابها من التسلل في أي وقت كان».

ويقول خبراء عسكريون وأمنيون الآن إن التأخر المتكرر في مشروع إنجاز المقاتلة وتكلفة إنتاجها المتصاعدة أبدا، ربما كانا يعودان الى سرقة التكنولوجيا الدفاعية عموما وإن هذا ترك خرائط المقاتلة نفسها عرضة سهلة للغزوات الإلكترونية المتطورة.
وقال خبير أميركي طلب حجب هويته إنه من المؤكد تقريبا إن مشروع «إف – 35» تعرض لاختراقات ناجحة من قبل الصينيين. لكنه أضاف أن للمشروع نفسه أوجها عديدة، ومن شبه المؤكد في الجهة المقابلة أن بكين لم تنجح في سرقتها جميعا وإنما نذر يمكن أن يوصف بأنه يسير. على أنه أقر بأن هذا النذر اليسير نفسه يتعلق بالقدرات الرادارية وهذا بحد ذاته أمر يدعو للقلق العميق.

وردا على هذا كله أصدرت السفارة الصينية في لندن بيانا جاء فيه أن الاتهامات «محض تكهنات مختلقة لا أساس لها من الصحة». وأضاف البيان إن السلطات الصينية «تدين سائر أنواع التجسس الإلكتروني وتصنّفه في خانة الجرائم الخطيرة».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.