موقع متخصص بالشؤون الصينية

حياة سعيدة للمسنين في مدينة كورلا بمنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم

0

مع تزايد ظهور مشكلة شيخوخة السكان في الصين، واستمرار زيادة متطلبات الناس لخدمات رعاية المسنين، فإن كيفية بناء نظام رعاية المسنين، وتعزيز الجمع بين الخدمات الطبية ورعاية المسنين وتسريع تطوير قطاع خدمات الشيخوخة بحاجة ملحة إلى إكمالها من قبل الحكومة الصينية.

ويوجد مركز رعاية نهارية للمسنين في مدينة كورلا بمنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم، يتكون من صالة إعادة تأهيل ومكتبة وصالة ترفيه ومطعم ومرافق أخرى. ويمكن للمسنين الذين يعيشون في الجوار القدوم إلى المركز خلال النهار للاستمتاع بالرعاية الحياتية مثل إعادة التأهيل والرعاية الصحية والأنشطة الرياضية والترفيهية وتقديم الطعام. وأَثْرَت القراءة والغناء ولعب تنس الطاولة والشطرنج وحياكة السترات الصوفية ومختلف الأنشطة الثقافية والرياضية أيامهم بعد التقاعد.

وكانت السيدة شياو لينغ لي البالغة من العمر 69 عاما، ترعى حفيدها في المنزل منذ تقاعدها. وقبل عام، جاءت إلى مركز كورلا لرعاية المسنين النهارية لدراسة فن الخط. وكل صباح، تدرس في المركز لمدة ساعتين، وتستمع إلى محاضرات عن الخط، وتتدرب عليه بنفسها، وتتبادل مع الدارسين الآخرين. وقالت لمراسل وكالة أنباء شينخوا إنها شعرت بسعادة بالغة عندما أتت إلى المركز، ولم تساعدها ممارسة الخط في رفع مستواها الثقافي فحسب، بل أعانتها أيضا على التركيز. وشعرت بالرضا التام مع استمرار تحسن مستوى مهارتها في الخط.

وكان عبد المجيد البالغ من العمر 73 عاما مدرسا متقاعدا، جاء إلى المركز قبل ثلاث سنوات. وقال للمراسل إنه كان في صغره يحلم بتعلم العزف على آلة موسيقية، وبسبب عمله المزدحم لم يتحقق هذا الحلم. وبعد مجيئه إلى المركز، وبتوجيه من المعلمين المحترفين، تعلم العزف على آلة “دونغ بو لا” الموسيقية لقومية الويغور، والآن يمكنه عزف العديد من المقطوعات الموسيقية بمهارة، مما جعله سعيدا جدا.

وقد عمل تشاو ليانغ، خبير الطب التقليدي الصيني من مقاطعة خبي، في المركز مدة خمس سنوات حتى الآن، وهو مسؤول عن التدليك والوخز بالإبر لكبار السن. وبينما تتكثف التبادلات بينه وبين كبار السن، تتعمق الصداقة بينهم. وقال للمراسل إنه على الرغم من بُعده عن مسقط رأسه وأقاربه، إلا أن هؤلاء كبار السن قد أصبحوا أفراد عائلته.

وأطلق المركز في العام الجاري منصة معلومات ذكية لرعاية المسنين لتزويد كبار السن بخدمات مثل خدمات التدبير المنزلي والإنقاذ في حالات الطوارئ والرعاية اليومية، بحيث يقدم تسهيلات أكثر لكبار السن.

ووفقا لبيانات التعداد السكاني العام السابع، بلغ عدد سكان الصين الذين تتجاوز أعمارهم 60 عاما 264 مليونا، وأصبح اتجاه شيخوخة السكان أكثر وضوحا. وفي الوقت نفسه، يزدهر قطاع “اقتصاد الشعر الفضي” الذي يستهدف كبار السن وأصبح “قطاعا واعدا” يدفع التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وبحسب بيانات صادرة عن وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، فمن المتوقع أن يتجاوز حجم سوق قطاع رعاية المسنين في الصين 2.96 تريليون دولار أمريكي في عام 2030. ووفقا لـ”الآراء المُرشِدة لتعزيز تنمية قطاع منتجات المسنين” الصادرة بشكل مشترك عن وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات والوزارات الأخرى ذات الصلة في نهاية عام 2019، سيتجاوز الحجم الإجمالي لقطاع المنتجات الخاصة بالمسنين في الصين 74 مليار دولار أمريكي في عام 2025.

وبالنسبة إلى المزيد من المستثمرين الصينيين والدوليين، أصبحت مجتمعات التقاعد اتجاه استثمار لا يقاوم. ونظرا لأن المجتمع بأسره يهتم بالشيخوخة، يتدفق المزيد من الاستثمار إلى هذا المجال. وترى إحدى شركات العقارات والبنية التحتية في سيدني أنه بفضل الجهود الدؤوبة للحكومة الصينية في مواجهة تحديات شيخوخة السكان، ستكون البيئة السياساتية مؤاتية بشكل متزايد.

وفي الوقت الحاضر، يعتمد كبار السن في الصين بشكل أساسي على الرعاية المنزلية، وعدد قليل فقط من كبار السن يعتمدون على دعم الأحياء السكنية أو يختارون الرعاية التي توفرها المؤسسات. واستجابةً لهذا الوضع، أشارت “الخطة الخمسية الرابعة عشرة” والمخطط العام للأهداف الطويلة الأجل لعام 2035 بوضوح إلى أنه ينبغي تحسين نظام خدمات رعاية المسنين الأساسية، وتطوير خدمات رعاية المسنين الشاملة بقوة، ودعم الأسر لأداء وظائف رعاية المسنين، والتنسيق بين الأسر والمؤسسات القائمة في الأحياء السكنية إضافة إلى إنشاء نظام خدمة رعاية المسنين الذي يجمع بين العافية والرعاية الصحية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.