موقع متخصص بالشؤون الصينية

مشروع رئيسي في إطار “الحزام والطريق” يساعد في صعود مدينة وسط صحراء مصر

0

وكالة أنباء شينخوا-

مقالة خاصة: 

بناء مدينة جديدة من الصفر وسط الصحراء بمصر؟ هذا أمر يصعب تحقيقه حتى في الخيال بالنسبة إلى عمرو صادق.

عمرو صادق، البالغ من العمر 32 عاما، ويعمل كمساعد مدير عام في شركة صينية كبيرة في مصر، شهد التغيرات في منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر بالسويس، التي تقع على بعد 120 كيلومترًا شرق القاهرة بالقرب من قناة السويس.

وبدأ إنشاء المنطقة التي تعتبر مشروعا رئيسيا في إطار مبادرة الحزام والطريق، في عام 2008 رسميًا، وقد تطورت المنطقة إلى مجموعة من المؤسسات الصناعية ومدينة جميلة وصالحة للعيش ومزودة بأنظمة من المرافق الداعمة.

سلط تقرير المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني الضوء على التطور عالي الجودة لمبادرة الحزام والطريق، ما أعطى عمرو المزيد من التوقعات للمستقبل.

 

— تجمع الأعمال

تمت ترقية عمرو صادق إلى المنصب الحالي من مترجم في شركة جيويشي الصينية، وهي شركة عملاقة لتصنيع الألياف الزجاجية. قال: “بمساعدة زملائي الصينيين، أصبحت خبيرًا في الألياف الزجاجية وأستطيع تحمل المسؤوليات الرئيسية في الشركة”.

وشأنه شأن عدد كبير من الموظفين المصريين في الشركة حيث نموا هنا إلى مهنيين ذوي خبرة.

وعملت نهلة عماد، البالغة من العمر 38 عاما، في منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر بالسويس منذ ما يقرب من 10 سنوات. وتتولى الآن منصب الرئيسة التنفيذية لشركة تيدا – مصر للتنمية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، المسؤولةً عن الاستثمار والتشغيل لمناطق توسيع التعاون.

وقالت نهلة: “يمكن للموظفين المصريين أن يصبحوا مدراء تنفيذيين، حيث تم توفير قنوات الترقية الوظيفية لنا بشكل متساوٍ”، مضيفة أنها تلقت “تدريبات مختلفة وسافرت كثيرا إلى الصين”.

وفي نفس السياق؛ قال وي جيان تشينغ نائب المدير العام لشركة تيدا الاستثمارية الصينية الإفريقية المحدودة، وهي الهيئة المشغلة لمنطقة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر بالسويس، قال إن منطقة التعاون قد وفرت وظائف مباشرة لأكثر من 4000 شخص وخلقت حوالي 40 ألف فرصة عمل من خلال الصناعات التي جذبتها إلى المنطقة.

وأضاف وي: “أن حوالي 96 في المائة من العاملين في المنطقة من المصريين، وخُمسهم من الإناث. ويتقاضون رواتب جيدة بشكل عام، ما يزيد بنسبة 20 إلى 30 في المائة عن متوسط رواتب موظفي الشركات المحلية”.

والأهم من ذلك، أن المنطقة قد تطورت إلى محرك اقتصادي من خلال جذب استثمارات من أفضل الشركات في دول العالم مثل الصين والإمارات العربية المتحدة وكندا وغيرها. على سبيل المثال، جعلت شركة جيويشي مصر خامس أكبر منتج للألياف الزجاجية في العالم، وذلك من خلال قاعدة تبلغ طاقتها الإنتاجية 200 ألف طن من الألياف الزجاجية أنشأها فرع الشركة المحلي.

تشير البيانات إلى أنه بنهاية يونيو/ حزيران عام 2022، اجتذبت المنطقة 134 شركة باستثمارات فعلية تجاوزت 1.4 مليار دولار أمريكي، وتجاوزت المبيعات التراكمية 3.3 مليار دولار أمريكي، وتجاوزت مدفوعات الضرائب 200 مليون دولار أمريكي.

 

— مدينة صالحة للعيش

يُطلق على المنطقة اسم “تيدا” بين المحليين في مصر، حيث يرون أن تيدا لا تمثل اسم مشغل المنطقة فحسب، بل تمثل نوعًا من أنماط التطوير أيضا.

“تيدا” اسم مختصر لمنطقة تيانجين للتنمية الاقتصادية والتكنولوجية، التي تقع على بعد حوالي 150 كيلومترًا شرق العاصمة الصينية بكين، وتطل على بحر بوهاي.

في السابق، كان موقع المنطقة أرضًا ذات تربة مالحة قلوية، بيد أنه تم تحويله الآن إلى مدينة صناعية حديثة بعد ما يقرب من 40 عاما من التطوير.

“مع ظروف جغرافية مماثلة، أصبحت شركة تيدا الهيئة المسؤولة عن تشغيل المشروع في مصر، مما جلب خبرة تيدا لبناء مدينة صالحة للعيش مع دفع الاقتصاد المحلي” ، قال تشيوي ده فو، رئيس مجلس إدارة شركة تيدا للاستثمار القابضة المحدودة.

تم تخطيط المنطقة ليس فقط لتصبح مجموعة من المؤسسات الصناعية والمصانع، بل أيضا مدينة بها مطاعم ومحلات سوبر ماركت وفنادق ومناطق سكنية تجارية ومراكز تسوق بالإضافة إلى حديقة ملاهي تجذب عشرات الآلاف من الزوار كل عام.

قال أحمد عبد الباقي، مدير هندسي في المنطقة، “لقد تطورت المنطقة بالفعل لتصبح مدينة جميلة تعطيني شعور المنزل والشعور بالانتماء.” ويرغب أحمد في جلب عائلته للعيش هنا في المستقبل.

كما سلط تشيوي الضوء على التبادلات الثقافية في منطقة التعاون، حيث تم بناء فرع لمعهد كونفوشيوس منذ عام 2010 لتقديم دورات مثل اللغة الصينية والتاي تشي والخط، بينما تتم دعوة الفنانين المصريين بانتظام لأداء الرقص الصوفي المصري التقليدي.

 

— ازدهار المستقبل

في عام 2019، وقعت مجموعة تيدا الصينية والهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن)، وقعت اتفاقية تعاون لتعزيز استثمارات الشركات الصينية في المملكة العربية السعودية.

وتحت إطار مبادرة “الحزام والطريق”، وقعت مجموعة تيدا وشركة تيانجين الجديدة للصلب التابعة لمجموعة دلونغ للصلب، اتفاقية تعاون استراتيجي في أغسطس من هذا العام لجذب الاستثمار إلى مشروعات الصلب في السعودية. ومن المتوقع أن تتعاون الشركتان في تطوير منطقة صناعية لصناعة الصلب في السعودية، تبلغ طاقتها الإنتاجية 10 ملايين طن سنويا.

لقد طبقت شركة تيدا نمطها التطويري في أكثر من 10 مشاريع أخرى في أنحاء العالم، مثل منطقة التجارة الحرة في مومباسا في كينيا، ومشروع مدينة محمد السادس طنجة – تيك في المغرب.

وقال تشيوي: “من أجل تنفيذ التنمية عالية الجودة لمبادرة الحزام والطريق، سنبذل المزيد من الجهود في التبادلات والتعاون في السياسات والبنية التحتية والتمويل والثقافة بين مناطق التعاون الخارجية ومقر تيدا الرئيسي بالصين”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.