موقع متخصص بالشؤون الصينية

فنون صناعة التماثيل الفخارية في بلدة شيوان

0

تُعتبر مدينة فوشان الواقعة في مقاطعة قوانغدونغ من أقدم الموانئ التجارية في جنوب الصين، وأُطلق عليها اسم فوشان بسبب العثور على ثلاثة تماثيل بوذا فيها عام 628. وأما اليوم فأصبحت مشهورة بالخزف الفخار والسيراميك، وكذلك السياحة وصنع الأثاث والحرف اليدوية.

وتطل المدينة على نهر اللؤلؤ، وتبلغ مساحتها 3848 كيلومترا مربعا، وبالإضافة إلى موقعها الجغرافي المتميز وجمال طبيعتها الساحرة، يوجد فيها العديد من المعابد البوذية القديمة التي تُعتبر تحفة هندسية في الفن المعماري الصيني.

وتقع بلدة شيوان في مدينة فوشان، وتنتشر فيها فنون صناعة التماثيل الفخارية. وبفضل الموارد الطبيعية الغنية والظروف الجغرافية الرائعة والمواصلات السهلة، أصبحت بلدة شيوان قاعدة مهمة لصناعة الفخار الصينية.

وتجمع فنون صناعة التماثيل الفخارية في بلدة شيوان بين عناصر الثقافة الإنسانية والخصائص المحلية والقومية مما شكل أسلوبها المميز. وتنقسم تماثيل شيوان الفخارية إلى خمسة أنواع رئيسية وهي تماثيل البشر وتماثيل الحيوانات والأواني والتماثيل المصغرة والتماثيل الزخرفية على سقوف البيوت. واستفادت فنون صناعة تماثيل شيوان الفخارية بصورة مستفيضة من مختلف الفنون والثقافات مما جعلها ذات أسلوبين واقعي وفني في آن واحد. وتشمل عملية صنع تماثيل شيوان الفخارية ستة خطوات بما فيها التصوُّر والإبداع قبل الإنتاج، وخلط الطين، وتشكيل القالب، والتزيين، والطلي بالمينا، والحرق في الأتون. وتطلب خطوة الحرق في الأتون التي ينقسم إلى ثلاث طبقات لحرق مختلف أجزاء التماثيل بواسطة حرفيين يتمتعون بخبرات وتجارب وفيرة ويجيدون مهارات بارعة.

وأظهرت التماثيل الفخارية المكتشفة في المقابر ببلدة شيوان أن فنون صناعة التماثيل الفخارية فيها تطورت على أساس الأواني الفخارية اليومية. وتنقسم عملية تطور هذه الفنون إلى أربع مراحل وهي مرحلة التطور خلال عهد أسرة تانغ (من عام 618 إلى 907)، ومرحلة الازدهار خلال عهد أسرتي مينغ وتشينغ (من 1368 إلى 1911)، ومرحلة الركود خلال حقبة الجمهورية الصينية (من 1912 إلى 1949)، ومرحلة الإبداع الجديد خلال حقبة ما بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية (في عام 1949). وكان ليو جيا، وتشوانغ جيا، وليو تسه ميان، ولياو شيونغ بياو من أشهر حرفيي صناعة التماثيل الفخارية في البلدة.

ولكن فنون صناعة تماثيل شيوان الفخارية أصبحت في الوقت الراهن على وشك التلاشي لأن معظم الشباب لا يريدون تعلم هذه الفنون القديمة لتكون مهنة العمر لهم. وفي ظل هذا الوضع، أُدخل العديد من العناصر الخارجية في هذه الفنون، ويضر ذلك بتوريث الفنون التقليدية، ومن الملحوظ أن فنون صناعة تماثيل شيوان الفخارية في حاجة ملحة إلى حماية فعالة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.