موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين تسعى الى تغيير احوال (العبادة العمياء) للتمدن

0


صحيفة الشعب الصينية:
أطلق مستخدمو شبكة الانترنت لقب ” اكبر منطقة كثافة بالمارة فى العالم ” على محطة شيتشمن لمترو الانفاق ببكين .
ولاحظ عامة الناس ان احوال المواصلات الارضية والتحت أرضية في العاصمة الصينية ، حيث يبلغ عدد السكان الدائمين حوالى 20 مليونا ، لا تزال تواجه ضغوطا ثقيلة لم تشهد تحسنا بشكل تام حتى الآن .
وأشار مشروع الخطة الخمسية الـ12 الى التوزيع الاستراتيجى الجديد للتمدن بشكل ” خطين عرضيين و ثلاثة خطوط طولية ” ( توزيع جيولوجي للمدن في الصين ) و” تنمية صحية للتحول الحضري ” . وبذلك اظهرت الحقائق ان الصين ستعيد التفكير في النمو المحموم من ” نشاط بناء المدن” فى الخمسة اعوام المقبلة وستسعى الى تخفيض الضغوط التي تثقل كاهل السكان فى المدن كبيرة الحجم وتجنب التوسع المدني غير المنتظم .
وتود الحكومة الصينية استخدام ” تحول البلدات والتحول الحضرى” حاليا بدلا من استخدام كلمة ” التمدن” ، مما يلفت انظار المواطنين فى المدن الصغيرة والمتوسطة الحجم .
وفى الخمسة اعوام الماضية حققت الصين نموا من 43 بالمئة الى 47.5 بالمئة من نسبة تحول البلدات والتحول الحضرى, ومن ذلك سترفع الصين الهدف المخطط الى 51.5 بالمئة فى عام 2015 , ما يعنى ان اكثر من نصف سكان الصين سيعيشون فى المدن وسيتجاوز عدد السكان فى المدن عدد السكان فى الارياف لاول مرة .
واظهرت الاحصاءات الواردة من دائرة السكان لقسم الاقتصاد والشؤون الاجتماعية التابع للامم المتحدة ان عدد المدن الصينية التى يتجاوز عدد سكانها 500 الف نسمة ازداد بشكل متسارع فى ال30 عاما الماضية , ومن بينها ، هناك نحو ربع المدن في العالم من نفس الحجم تتركز فى الصين .
وفى معرض شانغهاى العالمى الذي أقيم فى العام الماضى تحت عنوان ” المدينة ” اشار الخبراء الى ان التمدن الصينى هو ” الاكبر والاسرع فى العالم فى نفس الوقت” . وذكر استطلاع أجرته مجلة (( مراقبة الشرق )) الاسبوعية ان 655 مدينة صينية أعلنت ” تقدمها نحو العالمية ” و183 مدينة ستتحول الى ” مدينة كوزموبوليتانية ” .
” ان النمو الاقتصادى الصينى المتسارع قد يشكل ” عبادة للمدن الكبيرة ” , لكن الانشاء المدنى المتسارع لا يعكس احوال التمدن بشكل تام ولا يمثل تحديثا فى الوقت نفسه “، حسبما قال يان تشنغ تشونغ رئيس معهد التنمية والتعاون الاقتصادي التابع لجامعة دونغهوا .
واشار الى ان استخدام الحكومة الصينية ” البلدات ” بدلا من ” المدن ” عكس قلقها على التمدن .
وأفاد يانغ وى مين الامين العام للجنة الدولة للتنمية والاصلاح بأن كل المناطق الادارية على مختلف المستويات تسعى الى التمدن حاليا ما سيؤدى الى تشتيت التوزيع المكانى ومشاكل أخرى .
وذكر تقرير التنمية الصينية لعام 2010 الذى اصدره صندوق الابحاث الصينى للتنمية ان تحقيق التمدن يشير الى تنمية وطنية بأكملها وليس من الضرورى ان تحققه كل المناطق الادارية على مختلف المستويات . وبالنسبة الى التوزيع المكانى للتمدن , فيستخدم معظم الاراضى الوطنية كالأراضى الزراعية والاراضى البيولوجية الطبيعية .
وقال وانغ جيان لين ، عضو المؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى ان جودة تشغيل المدن تعد مشكلة جوهرية للتمدن الصيني وليس عدد المدن والمساحة التوسعية المدنية فقط .
وفى السنوات الاخيرة شكلت بعض “امراض المدينة” مثل التضخم السكانى والنقص المكانى وازدحام المواصلات ، شكلت ضغوظا وازعاجا كبيرا على بكين وشانغهاى والمدن الكبيرة الاخرى . ومن ذلك أرست بكين مبدأ ” بذل أقصى الجهود لكبح النمو السكانى غير النظامى” فى الخطة الخمسية الـ12 المحلية لمعالجة المشكلة . وفى الوقت نفسه اشتملت الخطة الخمسية الـ12 الوطنى على ” تعزيز وتحسين الادارة السكانية فى المدن المتوسطة والكبيرة الحجم” و” تخفيف الضغوط فى الاحياء المركزية فى المدن الكبيرة “.
وفي واقع الأمر ، تواجه الصين مشكلة اخرى فى التمدن وهى كيفية احترام نيات الفلاحين والعمال الفلاحين ومعالجة اختلال التوازن في التوزيع الاقتصادى والتفاوت الكبير بين المدن والارياف , وهذا يتمثل خاصة فى الانتقال الضخم للسكان في فترة عيد الربيع التقليدى فى كل عام .
وقال تساي جيه مينغ ،البروفيسور في جامعة تشينغهوا انه ” فى واقع الأمر تتشدد احوال اختلال التوازن لتوزيع السكان بين المدن والارياف في الوقت الراهن , وقد تظهر بعد ثلاثين عاما ” اريافا فارغة ” فى بعض المناطق بدون ايدي عاملة ريفية ، وبالعكس فان المدن كبيرة الحجم تحوي حملا كبيرا من السكان .”
وأفاد تساى بأن أمرا شديد الالحاح يتمثل في مشاركة الفلاحين فى ” الحصة الارضية ” التى تنتج من التصنيع والتمدن بدون تغيرات في الملكيات الارضية .
” لن تبق المدن بدون ارياف , فلا بد من الاهتمام بالتفاعل بين المدن والارياف ، وهذا ما اقترحته الهيئة الدولية للمعارض في الصين عندما قدمت طلبا لاقامة معرض شانغهاى الدولى “، حسبما قال تشو هان مين نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمعرض شانغهاى العالمي .
وأفاد يانغ وى مينغ ان ” خطين عرضيين و ثلاثة خطوط طولية ” من الهيكل الاستراتيجى للتمدن الذى طرح فى الخطة الخمسية الـ12 قدم توزيعا مكانيا أوضح للتمدن فيه علاقة دقيقة بين المدن والارياف والوراثة الثقافية والمسالك الرئيسية للمواصلات .
وأشار المراقبون الى ان الصين تحاول التخلي عن العبادة العمياء لاجمالى الناتج المحلى في الوقت الذي تحاول فيه أيضا التخلي عن العبادة العمياء للتمدن .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.