موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق “شينخوا”: أمريكا — المرتكبة الفعلية لمخاطر عالمية متعددة

0

هيروشيما، اليابان، وجد العم سام صعوبة أكثر مما كان يعتقد في إخفائه لأنف بينوكيو عند محاولته التلاعب بحلفائه في مجموعة السبع لتلفيق قائمة من الأحكام البالية يوم السبت بذريعة “إزالة المخاطر” القادمة من الصين.

فالولايات المتحدة، الممارسة للتنمر والمعروفة منذ زمن طويل بكونها المرتكبة الرئيسية للمخاطر والتهديدات العالمية المتعددة، مع تقديمها ادعاءات طنانة حول “تعزيز عالم سلمي ومستقر ومزدهر”، تمزق العالم فعليا وتعرض النمو الاقتصادي للبلدان الأخرى للخطر من خلال استلال سيف “دبلوماسية الإرغام”.

في بيان قادة مجموع السبع في هيروشيما الذي صدر للتو، تعهدت القمة التي اختطفتها واشنطن بتكثيف جميع أنواع المساعدات لأوكرانيا، وهي خطوة تهدف لصب الزيت على النار فقط من أجل تصعيد التوتر في المنطقة وخدمة مصالحها المهيمنة.

وهذه خدعة قديمة لعبتها مرارا وتكرارا الأمة المثيرة للحرب. من نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945 إلى عام 2001، من بين 248 نزاعا مسلحا وقعت في 153 منطقة من العالم، بدأت الولايات المتحدة 201 نزاعا منها، وهو ما يمثل 81 في المائة من العدد الإجمالي، وفقا لإحصاءات غير مكتملة تمت الإشارة إليها في مقال عام 2021 من قبل الجمعية الصينية لدراسات حقوق الإنسان.

ويتضمن البيان تعليقات على الوضع في مضيق تايوان واتهامات تتعلق بهونغ كونغ وشينجيانغ والتبت، وهي شؤون داخلية بحتة للصين. وتستمر مجموعة السبع في التشدق بالسلام عبر المضيق، ومع ذلك فإنها تحرض على “استقلال تايوان”، والذي يتواطأ في واقع الأمر مع قوى “استقلال تايوان” أو حتى يشجعها، فقط لتقويض السلام والاستقرار عبر المضيق بشدة.

وأثارت الولايات المتحدة، باعتبارها أقوى دولة مالكة للأسلحة النووية، جلبة حول الطاقة النووية الصينية خلال القمة، بدلا من التعهد بـ”عدم البدء بالاستخدام” للأسلحة النووية، واستمرت في توسيع “مظلتها النووية” في شرق آسيا، وشكلت مخاطر متعلقة بالانتشار النووي من خلال مشروع التعاون الخاص بالغواصات النووية مع بريطانيا وأستراليا، وغضت الطرف عن تصريف مياه فوكوشيما العادمة النووية في المحيط.

 

 

وفي هيروشيما، حيث ألقت الولايات المتحدة قنبلة ذرية في عام 1945، قال كيومي كاوانو، أحد الناجين من القنبلة الذرية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الأسلحة النووية هي شيء من شأنه أن يبيد الجنس البشري، معربا عن أسفه لأن اليابان لم تشارك بعد في معاهدة حظر الأسلحة النووية.

وباعتبارها أكبر مخرب للقانون والنظام الدوليين، تروج واشنطن لما يسمى بـ”النظام الدولي الحر والمفتوح”، والذي ليس سوى قواعد وضعها ديكتاتور يبرز جوهر “أمريكا أولا”.

في مجال الأمن السياسي، انتهكت الولايات المتحدة أحكام ميثاق الأمم المتحدة مثل “تقرير المصير” و”السيادة” و”التسوية السلمية للنزاعات” عبر شن الحروب والتحريض على “الثورات الملونة” في مناطق مثل الشرق الأوسط، فضلا عن التآمر للإطاحة بأكثر من 50 حكومة أجنبية والتدخل بشكل سافر في الانتخابات الديمقراطية في أكثر من 30 دولة. في الاقتصاد والتجارة، تظهر البيانات أن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن ثلثي انتهاكات قواعد منظمة التجارة العالمية، مما يجعلها أكبر “منتهك للقواعد” على مستوى العالم.

وتعد الولايات المتحدة ممارسة الإكراه الاقتصادي من الدرجة الأولى في العالم. وعلى مدى العقود الماضية، قامت بفرض عقوبات أحادية ضخمة، وضوابط تصدير، وتعريفات جمركية إضافية من بين وسائل أخرى بشكل تعسفي لقمع منافسيها المحتملين. وإلى جانب ذلك، فهي مهووسة بـ”الولاية القضائية طويلة الذراع” من خلال سن قوانين، من بينها “قانون الممارسات الأجنبية الفاسدة” و”قانون التجارة مع العدو”، لابتزاز الاقتصادات الأخرى. وباستغلال قوتها السياسية والعسكرية، تضغط واشنطن على الدول الأخرى للانحياز و”فك الارتباط” عن الصين على حساب تكبد الخسائر المالية.

أعضاء مجموعة السبع، ناهيك عن الدول الناشئة، ليسوا محصنين بأي حال من الأحوال من الممارسات القسرية لواشنطن. إذ تسبب اتفاق بلازا الذي تم توقيعه في عام 1985 في انهيار الاقتصاد الياباني، الذي كان ثاني أكبر اقتصاد في العالم آنذاك، ودخوله في دوامة “عقوده الضائعة”، قبل أن تقع سيمنز الألمانية وألستوم الفرنسية ضحية للقمع الأمريكي الفائق.

وفي معرض إشارتهم إلى أن الصين تجلب للعالم الفرص والاستقرار واليقين، أشار خبراء إلى أن جوهر بيان مجموعة السبع هو تقييد أو حتى رفض التجارة الحرة، وبالتالي خنق النمو الاقتصادي العالمي وتعطيل سلسلة التوريد العالمية وإعاقة التعاون الاقتصادي.

تشكل الولايات المتحدة تهديدا كبيرا للاستقرار المالي العالمي. ففي اليوم الأول من قمة مجموعة السبع، اضطر الرئيس الأمريكي جو بايدن للمغادرة في منتصف مناقشة أقيمت على العشاء وتوجه إلى الفندق للتعامل مع قضية الديون الأمريكية. وحذرت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين مؤخرا من أن الحكومة الأمريكية قد تتخلف عن سداد ديونها بحلول أول يونيو كأقرب تقدير إذا لم تتم معالجة مسألة سقف الديون، وهو ما قد يشل الاقتصاد الأمريكي ويهدد الاستقرار المالي العالمي.

ويكمن وراء أزمة الديون والأزمة المصرفية وتحدي التضخم في الولايات المتحدة مؤخرا سياسات العجز المالي والتعديل العدواني للسياسات النقدية والاستقطاب السياسي الشديد، والذي كان يوجه مخاطره الخاصة إلى بقية العالم. والأسوأ من ذلك أن واشنطن تمارس ضغوطا على دول أخرى من خلال التهديد بقطع أو تقييد المعروض من الدولار الأمريكي، وهي العملة المهيمنة في العالم، مما يسبب في صدمات مالية متعددة.

ومن شأن تحليل ما فعلته واشنطن أن يساعد الدول الأخرى، داخل أو خارج مجموعة السبع، على رؤية الوجه الحقيقي للقوة العظمى الوحيدة في العالم. إذ اتضح أن المسؤول الفعلي وراء الكثير من البؤس والمعاناة التي ابتلي بها العالم لفترة طويلة ليس أحدا سوى الولايات المتحدة نفسها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.