موقع متخصص بالشؤون الصينية

بدء الحوار الإستراتيجي بين الصين واميركا ..قضية الناشط الضرير على طاولة اللقاء

0

صحيفة الصباح الجديد العراقية:
بدأ في بكين الحوار الإقتصادي الإستراتيجي بين الصين و الولايات المتحدة الأمريكية. ويشارك في هذا الحوار من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وزيرة الخارجية (هيلاري كلينتون) و وزير الخزانة (تيموثي غايتنر) و من الجانب الصيني نائب رئيس الوزراء (فانغ جيشان) و عضو المجلس الحكومي (داي بينغو) ، فضلا عن أكثر من عشرين مسؤولا رفيعا أخرا من الجانبين. وفي كلمة له خلال الجلسة الإفتتاحية لبرنامج الحوار تحدث الرئيس الصيني (هو جينتاو) قائلا « أن الحوار الإقتصادي الإستراتيجي سيكون مفيدا للغاية من ناحية فهم الطرفين لبعضهما على نحو أفضل و تدعيم الصداقة بين البلدين « . وأكد الرئيس هو جينتاو على ضرورة لجوء الصين و الولايات المتحدة الأمريكية إلى دعم السلام و الإستقرار في منطقة الباسيفيك. وأفيد أن المباحثات الجارية بين الصين و الولايات المتحدة الأمريكية ترمي إلى ترسيخ التعاون الإستراتيجي و تطوير العلاقات الإقتصادية بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.  وعلى صعيد اخر اعلنت الصين  ان بامكان الناشط الحقوقي الصيني (شين غوانغشينغ) تقديم طلب للتوجه للدراسة في الخارج ممهدة بذلك الطريق امام حل لهذا المأزق الذي خلفه لجوء الناشط الى سفارة الولايات المتحدة. وقضية هذا المحامي الضرير الذي خاض معركة ضد عمليات الاجهاض القسرية في الصين التي تعتمد سياسة «الطفل الواحد»، تسببت بازمة في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين مع انعقاد اليوم الثاني في بكين للحوار الاستراتيجي والاقتصادي السنوي بين البلدين.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية (ليو وايمين) امس على موقع الوزارة الالكتروني «اذا اراد الدراسة في الخارج فيمكنه، بصفته مواطنا صينيا وعلى غرار المواطنين الصينيين الاخرين، تقديم طلب لدى السلطات المختصة عبر الاجراء المعتادة بشكل يتوافق مع القانون». واوضح الناطق ان «شين غوانغشينغ يخضع حاليا للعلاج في المستشفى». وكان المحامي الضرير اعلن  لوكالة فرانس برس انه يشعر انه «في خطر كبير» في الصين، مكررا الاعراب عن رغبته في مغادرة البلاد. وقال شين «انا في خطر كبير»، معربا عن امله في ان «تحترم الحكومة (الصينية) التعهدات الموقعة بين الصين والولايات المتحدة لضمان حقوقه كمواطن».
واوضح المحامي الضرير الموجود حاليا في مستشفى (شاويانغ) في بكين انه تلقى زيارة من مسؤول حكومي. وقال «ليس موظفا من وزارة العدل وانما شخص من مكتب الشكاوى»، مشيرا الى هذه الادارة التي تتلقى عادة شكاوى المواطنين
واضاف «لا ينفع بشيء التحدث، ان وضعي حساس جدا»، مشيرا الى ان السلطات «لا تسمح بدخول اعضاء سفارة» الولايات المتحدة الى المستشفى لزيارته.
وكان شين غوانغشينغ تحدث سابقا بشكل مباشر الى الكونغرس الاميركي الذي كان يعقد جلسة استماع حول وضعه عبر اتصاله بهاتفه النقال بناشط يدعى (بوب فو) كان يشارك في الاجتماع.
وقال شين الذي ترجم بوب فو تصريحاته «ارغب في لقاء (وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون. آمل في ان اتمكن من الحصول على مساعدة اضافية من قبلها». ووزيرة الخارجية الاميركية موجودة في بكين للمشاركة في «الحوار الاستراتيجي والاقتصادي» السنوي بين الولايات المتحدة والصين الذي طغت عليه مسالة الناشط الحقوقي. وقام فو الذي يرأس جمعية «تشاينا ايد» بوضع هاتفه النقال خلف مذياع وبالتالي تمكن الحاضرون من سماع صوت المعارض الصيني متحدثا من غرفته في المستشفى في بكين. وقال الناشط الصيني انه يرغب في الحصول على حرية السفر بهدف التمكن من اخذ قسط من الراحة في الولايات المتحدة. واعرب عن قلقه الشديد ازاء امن والدته وشقيقه اللذين بقيا في قريته في (شاندونغ) (شرق) قائلا ان ليس لديه اخبار عنهما. وفي حديثه مع وكالة فرانس برس، قال «لقد خرجت زوجتي هذا الصباح لكن تم تعقبها وتصويرها. اعتقد ان هناك مشكلات كبرى لانه لا يمكنني رؤية مسؤولي سفارة الولايات المتحدة. لم التق بهم منذ الاربعاء الماضي».
واضاف «اعلم ان هناك العديد من الصحافيين في الخارج لكنهم لا يسمحوا لهم بالدخول». ويعالج شين في المستشفى في بكين بسبب اصابة في قدمه تعرض لها اثر فراره في 22 نيسان من المنزل الذي كان يخضع فيه للاقامة الجبرية.
وقد اقتادت الشرطة مساء الخميس الفائت محاميا صينيا جاء لتقديم الدعم له ويدعى (جيانغ تيانيونغ) وتعرض للضرب بحيث انه «لم يعد يسمع شيئا في احدى اذنيه»، كما قالت زوجته (جين بيالينغ) لوكالة فرانس برس.
وكان شين لجأ الى السفارة الاميركية الاسبوع الماضي بعد فراره. وغادر السفارة الاميركية الاربعاء المنصرم بعدما حصل على ضمانات بخصوص امنه وامن عائلته. لكن بعد لقائه عائلته واصدقاءه، قال شين انه يريد مغادرة البلاد.
وقال «لم اطرح مسالة اللجوء السياسي، اريد فقط مغادرة» الصين.
من جانب اخر، قال شين غوانغشينغ لشبكة «سي ان ان» الاميركية ان حراسا مسلحين نصبوا كاميرات داخل منزله في شاندونغ وانه لم يعد بامكانه الفرار اذا عاد.
واكد احد اصدقائه ويدعى (غو يوشان) ان المحامي الضرير لا يفكر في طلب اللجوء. وقال على مدونة الكترونية تم محوها بسرعة من قبل الرقابة على الارجح «لم يقل غوانغشينغ لوسائل الاعلام انه يريد اللجوء السياسي. لقد قال فقط انه يريد التوجه الى الولايات المتحدة لاخذ قسط من الراحة لبضعة اشهر».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.