موقع متخصص بالشؤون الصينية

مقالة خاصة: شي جين بينغ يدعو الصين وجنوب إفريقيا إلى تعزيز الشراكة في العصر الذهبي

0

وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:

دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ الصين وجنوب إفريقيا إلى تعزيز شراكاتهما في أربعة أبعاد، وذلك خلال زيارة الدولة التي أجراها إلى الدولة الإفريقية.

صرح الرئيس شي بذلك خلال اجتماعه مع نظيره الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا هنا في العاصمة الإدارية للبلاد.

وقبل وصوله، قال الرئيس شي في مقال موقع نشرته وسائل إعلام جنوب إفريقيا، إن العلاقات المزدهرة بين الصين وجنوب إفريقيا “دخلت ‘عصرا ذهبيا’ حتى أصبحت تتمتع بآفاق واسعة ومستقبل واعد”.

وخلال لقائه رامافوزا، دعا الرئيس الصيني الجانبين إلى أن يكونا شريكين استراتيجيين يتمتعان بثقة متبادلة رفيعة المستوى، مضيفا أن “المودة والأخوة” هما الجودة الحقيقية للعلاقات الثنائية.

وقال الرئيس شي إنه يتعين على الجانبين تعزيز التبادلات والتعاون بين المجالس التشريعية والأحزاب السياسية والجيشين والمحليات، ومواصلة دعم كل منهما للآخر في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية والشواغل الرئيسية لكل منهما.

وأضاف أن الجانب الصيني على استعداد لتعزيز التبادلات الحزبية والتعاون في مجال التدريب مع جنوب إفريقيا، ومساعدة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي على بناء معهد القيادة الإفريقية.

وقال الرئيس شي إنه ينبغي على الصين وجنوب إفريقيا أن تكونا شريكتين في التنمية لتحقيق تقدم مشترك.

 

 

ووصف المنافع المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين بأنها السمة المميزة للتعاون بين الصين وجنوب إفريقيا، قائلا إنه يتعين على الجانبين التركيز على دفع مبادرة الحزام والطريق، وتنفيذ البرامج التسعة للتعاون الصيني-الإفريقي، فضلا عن البرنامج الاستراتيجي العشري للتعاون بين البلدين، وتوطيد التعاون في مجالات القوة، وتعزيز نقاط نمو جديدة للتعاون.

وعلى مر السنين، شهدت العلاقات الثنائية ما وصفه شي بأنه “قفزات تنموية” من شراكة إلى شراكة استراتيجية، ثم إلى شراكة استراتيجية شاملة.

أظهرت الإحصاءات الرسمية أن التجارة الثنائية في عام 2022 وصلت إلى 56.74 مليار دولار أمريكي، ما يمثل 20.1 بالمئة من التجارة الصينية-الإفريقية. وفي النصف الأول من العام، تجاوزت التجارة الثنائية 28.25 مليار دولار، بزيادة 11.7 بالمئة على أساس سنوي.

ظلت الصين أكبر شريكة تجارية لجنوب إفريقيا لمدة 14 عامًا متتالية، بينما كانت جنوب إفريقيا أكبر شريكة تجارية للصين في إفريقيا لمدة 13 عامًا متتالية.

وفي الوقت نفسه، فإن جنوب إفريقيا من الدول الإفريقية التي لديها أكبر مخزون من الاستثمارات الصينية، والذي ارتفع إلى 10 مليارات دولار. وقد خلقت أكثر من 200 شركة صينية في جنوب إفريقيا أكثر من 400 ألف فرصة عمل محلية، كما تتسابق شركات جنوب إفريقيا للاستثمار في السوق الصينية لاغتنام فرص الأعمال الوافرة.

وجدير بالذكر أن جنوب إفريقيا كانت أول دولة إفريقية تنضم إلى تعاون الحزام والطريق. ويزداد حجم كعكة التعاون الثنائي مع رواج منتجات النبيذ وشاي الرويبوس وجل الألوفيرا من جنوب إفريقيا في الأسواق الصينية، في حين تكتسب السيارات والأجهزة المنزلية ذات العلامات التجارية الصينية شعبية كبيرة بين المستهلكين المحليين.

وفي بيان مشترك بين البلدين صدر اليوم بعد اجتماع الرئيسين، سيدرس الجانبان العمل نحو تعزيز التعاون الثنائي والتضافر في إطار مبادرة الحزام والطريق وإطار خطة التعافي الاقتصادي لجنوب إفريقيا.

كما تعهد الجانبان بمواصلة السعي لتعزيز التعاون في المجالات الرئيسية مثل البنية التحتية والخدمات اللوجستية، والتجارة والاستثمار والتصنيع ومعالجة المنتجات الزراعية والطاقة والموارد والقطاع المالي والاقتصاد الرقمي والعلوم والتكنولوجيا والتنمية الخضراء.

 

 

وقال الرئيس شي خلال المحادثات إن الصين ستعمل على زيادة وارداتها من منتجات جنوب إفريقيا وستشجع المزيد من الشركات الصينية على الاستثمار في جنوب إفريقيا.

وفي إشارته إلى أن الحد من الفقر وبرامج التنمية الزراعية والنهوض الريفي هي مكونات مهمة للتحديث صيني النمط، قال الرئيس شي إن بكين على استعداد لتعزيز تبادل الخبرات مع جنوب إفريقيا ومساعدتها في تنفيذ مشروع القرية النموذجية للحد من الفقر.

كما تناول الرئيس شي بالتفصيل ضرورة أن يكون البلدان شريكين صديقين يتمتعان بتفاهم متبادل عميق ونوايا حسنة، قائلا إن الروابط الأوثق بين الشعبين يمكن أن تكون أفضل شهادة على الصداقة بين البلدين.

وأعرب عن استعداد الصين للاستفادة بشكل جيد من آليات مثل تحالف التعليم المهني بين الصين وجنوب إفريقيا لتعزيز التعليم المهني للبلدين، وتدعيم التبادلات والتعاون في توظيف الشباب، ومساعدة جنوب إفريقيا على تدريب المزيد من المواهب المطلوبة بشكل عاجل لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأضاف الرئيس شي أنه يتعين على الجانبين تعزيز التعاون السياحي، ودعم مؤسسات وشركات البحث العلمي لتعزيز التعاون التكنولوجي والبحوث المشتركة، من أجل تحقيق المزيد من المنافع للشعبين.

كما رحبت جنوب إفريقيا في البيان المشترك بتحديد جنوب إفريقيا ضمن أول 20 دولة مرشحة لعودة السياحة الجماعية للسياح الصينيين وتدعم الدولة الإفريقية زيادة وتيرة الرحلات الجوية المباشرة بين جنوب إفريقيا والصين.

 

 

وتتعلق الشراكة الرابعة، التي دعا الرئيس الصيني الجانبين إلى تعزيزها، بالسلام والاستقرار العالميين.

وتأتي قمة البريكس هذا العام في وقت يواجه فيه العالم شكوكا متزايدة وتغيرات متسارعة لم يسبق لها مثيل منذ قرن.

وحث الرئيس شي الصين وجنوب إفريقيا على أن تكونا شريكتين عالميتين تدعمان العدالة، قائلا إن الاستقلال مبدأ يلتزم به الجانبان.

وقال شي إن الجانب الصيني يدعم جنوب إفريقيا في لعب دور أكبر في الشؤون الدولية والإقليمية، ويقف على استعداد للعمل مع جنوب إفريقيا والدول النامية الأخرى لتنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية.

وأضاف الرئيس شي أن بكين مستعدة كذلك للانضمام إلى العالم النامي في ممارسة التعددية الحقيقية، وزيادة تمثيل وصوت دول الجنوب العالمي في الحوكمة العالمية، وتعزيز التعاون في قضايا مثل تغير المناخ والأمن الغذائي وأجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، بهدف حماية المصالح المشتركة ومساحة التنمية للدول النامية.

وفي نظر الرئيس شي، تنتمي الصين وإفريقيا دائما إلى مجتمع مصير مشترك. وأخبر رامافوزا أنه في عالم يشهد تحولات واضطرابات، يحتاج الجانبان إلى تضامن وتعاون على نحو أقوى من أي وقت مضى.

وفي بيانهما المشترك، أكد الجانبان مجددا عزمهما على مواصلة تعزيز التعاون فيما يتعلق بالشؤون الإفريقية ودعم الاتحاد الإفريقي في حل الصراعات الإفريقية سلميا.

وأعربت الصين في الوثيقة عن دعمها للجهود التي تبذلها الدول الإفريقية والمنظمات الإقليمية تحت رعاية الاتحاد الإفريقي لتقديم حلول إفريقية للمشكلات الإفريقية، بما في ذلك دعم الانضمام المبكر للاتحاد الإفريقي إلى عضوية مجموعة العشرين.

ووصف الرئيس رامافوزا الصين بأنها شقيقة وصديقة وشريكة مخلصة لبلاده، قائلا إن الصين قدمت دعما قيما لجنوب إفريقيا في نضالها من أجل الاستقلال الوطني والتحرير الوطني وكذلك تنميتها الوطنية. كما أشار إلى دعم الصين في الوقت المناسب لبلاده خلال جائحة كوفيد-19.

وقال إنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 25 عاما، تمسكت جنوب إفريقيا بقوة بمبدأ صين واحدة، مضيفا أن البلدين يشتركان في المواقف نفسها أو في مواقف مماثلة بشأن العديد من الشؤون الدولية الكبرى.

كما قال إنه في عالم اليوم الذي يواجه العديد من التحديات الشديدة والمعقدة، تأمل جنوب إفريقيا ودول الجنوب العالمي الأخرى في تعزيز الوحدة والتعاون مع الصين، من أجل مواجهة التحديات معا بشكل أفضل، والدفع نحو نظام دولي أكثر مساواة وعدلا وعقلانية.

وفي جنوب إفريقيا، سيحضر الرئيس شي أيضا قمة البريكس من الثلاثاء إلى الخميس، وسيشارك رامافوزا في رئاسة حوار قادة الصين-إفريقيا على هامش القمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.