موقع متخصص بالشؤون الصينية

مقالة خاصة: المناطق المتضررة من الفيضانات في الصين تكثف جهود إعادة الإعمار

0

وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:

بعد أن نجت تشن شيو بينغ بأعجوبة من الفيضانات المفاجئة بالاحتماء على سقف منزلها، واجهت مهمة شاقة لدى عودتها من مأوى مؤقت– تطهير منزلها وتنظيفه من الوحل المتراكم.

واستذكرت تشن، إحدى سكان قرية بانبيديان في حي فانغشان، إحدى المناطق الأكثر تضررا في بكين إثر هطول أمطار تعتبر الأكثر غزارة في المدينة منذ بدء تدوين السجلات المعنية قبل 140عاما، تلك الكارثة قائلة “بيتي مدفون تحت طبقة من الطين بعمق نصف متر تقريبًا، ومن ثم فإن تطهيره بمفردي يمثل مهمة صعبة للغاية”.

وخلال الفترة من أواخر يوليو حتى أوائل أغسطس، شهدت عدة مناطق في شمالي الصين، بما في ذلك بكين ومقاطعة خبي المجاورة وبلدية تيانجين، أمطارا وفيضانات غير معهودة بعد أن تحرك إعصار “دوكسوري” إلى اليابسة في البلاد، ما تسبب في وقوع ضحايا وإلحاق أضرار.

وتجري أعمال إعادة الإعمار بعد الكارثة بوتيرة متسارعة، مع التركيز على إصلاح البنية التحتية المتضررة مثل النقل والاتصالات وكذلك استعادة الأراضي الزراعية والمرافق الزراعية لضمان الاستئناف التدريجي للحياة الطبيعية للسكان المحليين.

 

 

ضمان العودة السلسة إلى المنازل

بعد أكثر من يومين من الجهود المبذولة من قبل أكثر من 100 عامل، أكملت قرية تشن أعمال إزالة الرواسب يوم الأربعاء الماضي. وعاد السكان إلى منازلهم، مع أضواء تنير القرية الصغيرة مرة أخرى.

وقال تشنغ قوي جيانغ، مسؤول في قرية بانبيديان: “طالما هناك حياة فهناك أمل”.

وفي حي فانغشان، وحتى الساعة 7 مساء يوم السبت الماضي، تم الانتهاء من استعادة إشارات الاتصالات لجميع القرى البالغ عددها 132 التي كانت تعاني من اضطرابات في الاتصالات، في حين، أعيد التيار الكهربائي بالكامل في 134 قرية متأثرة وعادت إمدادات المياه إلى طبيعتها في 216 قرية.

وقال شيا لين ماو، النائب التنفيذي لعمدة بلدية بكين، في مؤتمر صحفي، إن بكين حددت خطة إعادة الإعمار بعد الكارثة، من أجل تحقيق التعافي الأساسي في غضون عام واحد والتجديدات الكاملة في غضون نحو ثلاث سنوات.

وفي بلدية تيانجين، عاد أكثر من 35 ألف شخص تم نقلهم من المناطق المعرضة لفيضانات نهر يونغدينغ، إلى ديارهم، وفي مقاطعة خبي، أجرى أكثر من 170 متخصصا تقييمات للمخاطر في 211 قرية و173 مجمعا سكنيا غمرتها مياه الفيضانات في مدينة تشوهتشو، واحدة من أكثر المناطق تضررا.

وفي أعقاب الفيضانات، تكثف منطقة بكين-تيانجين-خبي جهودها لتنفيذ أعمال التطهير والوقاية من الوباء بعد الكارثة.

وأرسل مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في مدينة باودينغ 20 خبيرا في الصحة العامة إلى تشوهتشو للإشراف على أعمال التطهير ومكافحة الأمراض. وتم إرسال 11 مجموعة عمل أخرى إلى البلدات المحلية لتوجيه الأعمال مثل التطهير ومراقبة الأمراض.

وتهدف خبي إلى إكمال إعادة الإعمار بعد الكارثة في غضون عامين، وضمان عودة كل طالب متضرر إلى المدرسة بحلول الأول من سبتمبر القادم، وإعادة السكان المتضررين إلى منازلهم أو نقلهم إلى مساكن جديدة قبل بداية فصل الشتاء، وفقا لحكومة المقاطعة.

 

 

استعادة الإنتاج الزراعي

وتتخذ السلطات المحلية تدابير متعددة الجوانب للإغاثة من الكوارث لتقليل تأثير الفيضانات على الإنتاج الزراعي في المناطق المتضررة.

وفي مدينة شولان بمقاطعة جيلين في شمال شرقي الصين، كثف خبراء الزراعة جهودهم لتصريف المياه المتراكمة من الحقول. وقام المكتب المحلي للزراعة والشؤون الريفية بنشر 434 من معدات تصريف المياه في البلدات المتضررة. وحتى الآن، تم الانتهاء من أعمال الصرف لأكثر من 248 ألف مو (حوالي 16533 هكتارا) من الأراضي الزراعية.

وقال لي ون شنغ، مسؤول بالمكتب، إن المزارعين المتضررين يتلقون إرشادات فنية تركز بشكل أساسي على إنقاذ المحاصيل الرئيسية مثل الذرة وفول الصويا والأرز، وتعديل وصيانة الآلات الزراعية المستخدمة في المناطق التي ضربتها الفيضانات.

وفي مقاطعة خبي، أرسلت السلطات الزراعية أكثر من 230 خبيرا إلى الحقول في مدن شيجياتشوانغ وشينغتاي وباودينغ، لتقديم الدعم الميداني للمزارعين في المناطق المتضررة.

وخصصت السلطات الصينية بشكل مسبق مليار يوان آخر (حوالي 137 مليون دولار أمريكي) يوم السبت الماضي كجزء من دعم الحكومة المركزية للإغاثة من الكوارث.

ومن خلال صناديق مختلفة للوقاية والإغاثة من الفيضانات، خصصت الحكومة المركزية أكثر من 9.68 مليار يوان للمناطق المنكوبة منذ بداية موسم الفيضانات هذا العام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.