موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين تنشأ قواعد زراعية في إفريقيا لمواجهة أزمات الغذاء

0


بوابة الشرق الالكترونية:
يهدد الصعود المطرد للطبقة الوسطى في الصين استقرار الأوضاع الاقتصادية لأكبر دول العام من حيث عدد السكان، والتي قد تضطر في المستقبل لاستيراد ملايين الأطنان من الغذاء لسد احتياجاتها.

وكانت الدراسة البحثية التي نشرتها الجارديان البريطانية، قد حذرت من أن الصين التي نجحت في تحقيق الاكتفاء الذاتي غذائيا حتى الآن، مهددة في المستقبل بمواجهة عجز كبير قد يدفعها خلال 20 أو 30 عاما إلى استيراد حوالي 100 مليون طن إضافية من الغذاء سنويا، وهو ما دفعها في الوقت الحالي لتعزيز استثماراتها الزراعية في إفريقيا لمواجهة العجز المتوقع مستقبلا.

وتجدر الإشارة إلى أن الاستثمارات الصينية في مجال الزراعة بإفريقيا لا تزال ضعيفة، وذلك إذا ما تم مقارنتها بالاستثمارات الصينية في قطاعات أخرى مثل التعدين والنفط والغاز وكذلك البنية التحتية في إفريقيا.

وضخت الصين استثمارات في إفريقيا بلغت قيمتها حوالي 67 مليار دولار خلال الفترة ما 2006 إلى 2012، استقبل منها قطاع الزراعة 3.5 مليار دولار وفقا للبيانات والإحصائيات التي أوردها بنك ستاندارد تشارتارد الذي تمثل إفريقيا وآسيا ومنطقة الشرق الأوسط ما إجمالي نسبته 90% من مصادر أرباحه.

لكن على الجانب الأخر تعكس هذه الأرقام حجم الاهتمام الصيني بالاستثمار الزراعي بالقارة الإفريقية، ، مع ملاحظة أن بكين كانت قد تعهدت بإيفاد 3 آلاف خبير لتقديم المساعدات التقنية والتدريب، لحوالي 2000 من الفنيين المتخصصين في مجال الزراعة بالإضافة إلى إنشاء 14 من أكبر المراكز التكنولوجية الزراعية.

إلى ذلك، فمن المتوقع أن يتساوى عدد السكان في القارة السمراء تقريبا أو حتى يفوق مثيله في الصين وذلك بحلول عام 2050، لكن الدراسة البحثية لـ ستاندارد تشارتارد قد أكدت على أن الصين سوف تحتاج عما قريب إلى أن تطور وتنمي علاقاتها مع الدول الإفريقية كافة بغية تقديم العون لها في توفير الاحتياجات والمستلزمات الغذائية لسكانها الذين يقدر عددهم بـ 1.3 مليار نسمة.

على صعيد متصل، أشار البحث إلى أن ” الاستثمارات التي تضخها الصين في مجال الزراعة في إفريقيا تهدف بصورة رئيسية إلى تعزيز الأمن الغذائي للقارة السمراء،” مضيفا في الوقت ذاته ” لكن الاستثمارات في المنطقة الغنية جدا بالموارد الزراعية، يمكن للصين أن تدعم أمنها الغذائي على المدى الطويل.”

ولطالما أشير بأصبع الاتهام إلى كل من الصين وبعض الدول الشرق الأوسط وكذلك الهند بالتعدي على الأراضي الزراعية في إفريقيا، لكن يرى البعض أن تلك المقولة تحمل في طياتها الكثير من المبالغة، وفقا لدراسة ستاندارد تشارتاردز.

وكانت تقارير اقتصادية صينية قد ذكرت أن الصين تواجه مشاكل تتعلق بالأمن الغذائي في الوقت الذي ارتفع فيه إنتاج البلاد من الحبوب في الآونة الأخيرة.

وأضافت التقارير أن ارتفاع مستوى المعيشة للمواطن الصيني وازدهار الاقتصاد قد غير مستوى الغذاء وأسهم في زيادة الطلب عليه مما فرض ضغوطا على إنتاج الحبوب. وبينت التقارير أن إنتاج البلاد من الحبوب ارتفع بنسبة 4.5% في عام 2011 العام الماضي ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 571,000 طن.

جدير بالذكر أن إنتاج الصين من الحبوب كان قد تضاعف 4 مرات منذ عام 1949 بالرغم من أن مساحة الأراضي المزروعة في البلاد مازالت على حالتها دون تغيير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.