موقع متخصص بالشؤون الصينية

رئيس مجلس الدولة الصيني: يتعين على دول المنطقة أن تقرر شؤونها الإقليمية عبر التشاور دون تدخل من الخارج

0

قال رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانغ إنه بالنظر إلى التطلع التأسيسي لمنظمة شانغهاي للتعاون، فقد اجتمع أعضاؤها معا لضمان أن تقرر دول المنطقة شؤونها الإقليمية من خلال التشاور ودون تدخل من خارج المنطقة.

وخلال كلمته التي ألقاها في الاجتماع الـ22 لمجلس رؤساء حكومات الدول الأعضاء بمنظمة شانغهاي للتعاون، دعا لي إلى بناء حاجز أمني في المنطقة بشكل مشترك ومقاومة التدخل الخارجي بكل حزم.

وفي كلمته، قال لي إن قمة منظمة شانغهاي للتعاون التي انعقدت في يوليو من العام الجاري توصلت إلى توافق مهم وحددت مهام رئيسية بشأن المضي قدما بروح شانغهاي وبناء مجتمع مصير مشترك أوثق للمنظمة، مضيفا أن الصين مستعدة للعمل مع جميع الأطراف لتنفيذ روح القمة.

وذكر أنه في قمة سمرقند العام الماضي، أكد الرئيس شي جين بينغ ضرورة التمسك بالثقة السياسية والتعاون المربح للجميع والمساواة بين الدول والانفتاح والشمول والإنصاف والعدالة، إذ أن هذه الأمور تعد مفتاح نجاح تنمية المنظمة ونموها.

وقال لي إنه بينما نتطلع إلى المستقبل، يتعين على أعضاء المنظمة أن يضعوا في اعتبارهم التطلع التأسيسي وأن يتمسكوا بهذا المفتاح من أجل النجاح، مشددا على أنه يتعين على أعضاء المنظمة العمل معا وتحقيق إنجازات متبادلة ودفع التعاون في مختلف المجالات بقوة، وضخ المزيد من اليقين والطاقة الإيجابية في السلام والتنمية في المنطقة والعالم، مسترشدين في ذلك برؤية مجتمع مصير مشترك للبشرية.

وقدم لي أربعة مقترحات بشأن تعميق تعاون المنظمة. أولا، يتعين على أعضاء المنظمة العمل بشكل مشترك لتقوية حاجز الأمن الإقليمي، ورفض التدخل الخارجي بكل حزم، وتحسين آلية المنظمة لمواجهة التهديدات والتحديات الأمنية في أقرب وقت ممكن، ومكافحة “قوى الشر الثلاث” المتمثلة في الإرهاب والانفصالية والتطرف، فضلا عن الجرائم المنظمة العابرة للحدود الوطنية.

ثانيا، يتعين على أعضاء المنظمة التعزيز المشترك للتعافي الاقتصادي السريع، والتعاون لبناء نُظم نقل آمنة وفعالة، والتعزيز المستمر لتحرير التجارة والاستثمار وتيسيرهما، والمحافظة على استقرار وسلاسة سلاسل الصناعة والإمداد.

ثالثا، يتعين على الأعضاء التعزيز المشترك لتعاون الحزام والطريق. لقد عُقد منتدى الحزام والطريق الثالث للتعاون الدولي بنجاح، وأصبح الحزام والطريق أكثر المنافع العامة العالمية شعبية وأكبر منصة للتعاون الدولي في السنوات الـ10 الماضية.

ويتعين أيضا على أعضاء المنظمة تعزيز مواءمة تعاون الحزام والطريق عالي الجودة مع استراتيجيات التنمية الخاصة بالدول الأعضاء، ودفع بناء الممرات الاقتصادية الرئيسية إلى الأمام، وتطوير بنك التنمية التابع للمنظمة على نحو جيد.

رابعا، يتعين على الدول الأعضاء في المنظمة تعزيز التفاهم والصداقة بشكل مشترك بين شعوبها، ومواصلة تعميق التعاون في مجالات تشمل التعليم والثقافة والسياحة والرياضة.

وحضر الاجتماع قادة من بينهم رئيس الوزراء الكازاخي علي خان إسماعيلوف، ورئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، ورئيس الوزراء الطاجيكي قاهر رسول زاده، ورئيس الوزراء الأوزبكي عبد الله أريبوف، والنائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر، ووزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار، ووزير الخارجية الباكستاني جليل عباس جيلاني، إلى جانب رئيس الوزراء البيلاروسي رومان جولوفتشينكو ورئيس الوزراء المنغولي لوفسان نامسراي أويون-إردين، وهما قائدا الدولتين المراقبتين. واستضاف الاجتماع رئيس الوزراء القيرغيزي أكيلبيك جباروف.

وقال المشاركون في الاجتماع إن منظمة شانغهاي للتعاون ملتزمة بالمضي قدما بروح شانغهاي، مضيفين أنه منذ تأسيسها قبل 22 عاما، تطورت المنظمة على نحو مطرد، ويزداد تأثيرها العالمي باستمرار.

واتفقوا على تنفيذ التوافق الذي تم التوصل إليه في اجتماع مجلس قادة دول منظمة شانغهاي للتعاون، والاشتراك معا في مكافحة “قوى الشر الثلاث”، وهي الإرهاب والانفصالية والتطرف، ومكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، وتعزيز التعاون في مجالات مثل الاقتصاد والتجارة والنقل والزراعة والطاقة والمالية والتكنولوجيا الفائقة والجديدة وحماية البيئة والتنمية الخضراء، وتعزيز التعاون في إطار الحزام والطريق، وتحسين ارتباطية البنية التحتية، وتعميق التبادلات الشعبية في مجالات مثل السياحة والتعليم.

واتفقوا أيضا على تعزيز البناء المؤسسي لمنظمة شانغهاي للتعاون، وممارسة التعددية الحقيقية، وحماية الأمن الإقليمي بشكل مشترك، وتعزيز الرخاء الإقليمي، والمساعدة في جعل النظام الدولي أكثر شمولا واستدامة.

ووقع رئيس مجلس الدولة الصيني والقادة الآخرون من الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون الذين حضروا الاجتماع بيانا مشتركا وأصدروا هذا البيان، وصدقوا على سلسلة من وثائق وقرارات التعاون في إطار المنظمة بشأن الاقتصاد والتجارة والسكك الحديدية وبناء المؤسسات، من بين مجالات أخرى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.