موقع متخصص بالشؤون الصينية

ماذا قدمت الصين وسط الجهود العالمية لمواجهة تحديات المناخ؟

0

وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:

يجتمع أكثر من 70 ألف مندوب من جميع أنحاء العالم خلال الأسبوعين المقبلين لحضور الدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب28)، في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة.

من المتوقع أن يكون (كوب28) علامة تاريخية، حيث يقوم العالم بتقييم التقدم بشأن اتفاقية باريس، وستساعد النتيجة في مواءمة الجهود العالمية بشأن العمل المناخي.

فقد نجحت الصين، باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى النصف لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي. وأصبحت رائدة عالميا في استخدام الطاقات الخضراء والمنخفضة الكربون، وعملت بنشاط على تعزيز التعاون الدولي في حوكمة المناخ.

 

 

— انخفاض كثافة الطاقة إلى النصف

حذرت الأمم المتحدة من أن عصر الاحتباس الحراري قد انتهى وأن “حقبة الغليان العالمي” قد حلت.

وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الاثنين مرة أخرى المندوبين المشاركين في (كوب28) على اتخاذ إجراءات قبل مواجهة “نقطة تحول حرجة”.

واستجابة لهذه الدعوة، سارعت الصين إلى خفض الانبعاثات الكربونية، وهي إحدى الأسباب الأساسية لظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.

وفي عام 2022، انخفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 51 في المائة عن المستوى في عام 2005، حسبما أظهرت أرقام التقرير السنوي لعام 2023 بشأن سياسات الصين وإجراءاتها لمعالجة تغير المناخ.

كما أظهر التقرير، الذي أصدرته وزارة الإيكولوجيا والبيئة الصينية في الشهر الماضي، أنه بحلول نهاية العام الماضي، وصلت نسبة استهلاك الطاقة غير الأحفورية إلى 17.5 في المائة في الصين.

وبينما تنخفض كثافة الطاقة في الاقتصاد بسرعة، فإن الجهود المبذولة في مجال التشجير تؤتي ثمارها أيضا. ووصل معدل التغطية الحرجية الوطنية في الصين إلى 24.02 في المائة في عام 2021.

وقد أدرجت الصين أهداف خفض انبعاثات الكربون في التخطيط الشامل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعهدت ببلوغ ذروة انبعاثات الكربون بحلول عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.

وللمساعدة في تحقيق هذه الأهداف، تم إنشاء سوق وطنية للكربون، وبحلول النصف الأول من هذا العام، وصل حجم المعاملات التراكمية لبدلات انبعاثات الكربون إلى 238 مليون طن على المستوى الوطني.

 

— رائدة عالمية في مجال الطاقة الخضراء

مع وصول إجمالي القدرة المركبة للطاقات المتجددة إلى 1213 جيجاوات في عام 2022، أصبحت الصين رائدة عالميا في استخدام مصادر الطاقة الخضراء ومنخفضة الكربون.

واحتلت الصين المرتبة الأولى في العالم لمدة ثماني سنوات متتالية في إنتاج ومبيعات سيارات الطاقة الجديدة.

وبحلول نهاية يونيو من هذا العام، بلغ عدد مركبات الطاقة الجديدة في جميع أنحاء البلاد 16.2 مليون.

بدوره قال سلطان أحمد الجابر، الرئيس المعين لـ(كوب28)، لوكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، إن الصين رائدة عالميا في التوسع في مجال الطاقة المتجددة، وهي القوة المحركة التي لديها القدرة على مضاعفة توليد الطاقة المتجددة ثلاث مرات على المستوى العالمي.

وذكر أن “الصين محورية في عملية إزالة الكربون من الطاقة التي نستخدمها اليوم”، مشيرا إلى أن أكثر من ثلاثة أرباع الألواح الشمسية في العالم، وحوالي 60 في المائة من توربينات الرياح في العالم، وثلاثة أرباع بطاريات الليثيوم أيون على هذا الكوكب تأتي من الصين.

وقال الجابر إن الصين لا تصنّع فقط ما يحتاجه العالم لانتقال الطاقة، وإنما تساهم قوتها الصناعية أيضا في خفض التكاليف لكافة الدول.

 

 

— المساهمة للتعاون المناخي

تنشط الصين في تعزيز التعاون الدولي في مواجهة تحديات المناخ، وقد شاركت بعمق في التعاون بين بلدان الجنوب في هذا الصدد.

وحتى يونيو 2023، وقعت الصين 46 مذكرة تفاهم بشأن تغير المناخ مع 39 دولة نامية، وأطلقت أكثر من 70 مشروعا للتخفيف من تغير المناخ والتكيف معه، وساعدت في تدريب نحو 2300 مسؤول وفني في مجال تغير المناخ لأكثر من 120 دولة نامية، وفقا للتقرير الصادر عن وزارة الإيكولوجيا والبيئة الصينية.

وفي عام 2017، أنشأت الصين آلية مؤتمر وزاري للعمل المناخي بشكل مشترك مع الاتحاد الأوروبي وكندا.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أصدرت الصين والولايات المتحدة “بيان سانيلاندز حول تعزيز التعاون لمعالجة أزمة المناخ”، مؤكدتين مجددا التزامهما بالعمل بشكل مشترك ومع الدول الأخرى لمعالجة أزمة المناخ.

وعلى مر السنين، عملت الصين على تعزيز التعاون بشأن تغير المناخ في إطار مبادرة الحزام والطريق، وتقديم الدعم للدول النامية الأخرى لتعزيز قدراتها في التعامل مع تغير المناخ.

ووفقا لما لاحظه الرئيس المعين لـ(كوب28)، فإن 56 في المائة من استثمارات الصين الخارجية في مجال الطاقة في الدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق، التي اقترحتها الصين، خلال النصف الأول من عام 2023، ذهبت إلى الطاقة المتجددة مثل مشاريع الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح أو الطاقة الكهرومائية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.