موقع متخصص بالشؤون الصينية

منتدى تونس وغزو فضاءات جديدة

0


صحيفة الديار الاردنية:

مروان سوداح:
في مقالته المُميّزة المُعنونة “تعميق التعاون الإستراتيجي وتعزيز التنمية المشتركة”، يصف وزير الخارجية الصيني “يانغ جي تشى”، انعقاد الدورة الخامسة للإجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في تونس، في اليوم الأخير من هذا الشهر، بأنه “إطار هام لتعزيز الحوار والتعاون الجماعي بين الصين والدول العربية”، مستذكراً بإهتمام بالغ أنه وفي مطلع عام 2004، نفّذ الرئيس “هو جينتاو” “زيارة “تاريخية” الى مقر جامعة الدول العربية، حيث طرح مبادرة لإقامة الشراكة الصينية العربية “الجديدة” القائمة على أركان أربعة هي: 1/ تعزيز العلاقات السياسية على أساس الإحترام المتبادل؛ 2/ تكثيف التبادل الإقتصادي والتجاري بهدف تحقيق التنمية المشتركة؛ 3/ توسيع التواصل الثقافي بما يحقق الاستفادة المتبادلة؛ 4/ وتوثيق التعاون في الشؤون الدولية من أجل حماية السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة”.
وفي العناوين العريضة، فإن مبادرة منتدى التعاون والإجتماع الوزاري على هامشه تحدّد “بكل وضوح”، كما يصف الوزير الصيني بدقة، “إتجاهات” العلاقات الصينية العربية في القرن الجديد، وهي إذ تجد “تجاوباً إيجابياً” من قِبل القادة العرب، تعتبر “إطاراً هاماً ومطلوباً” في ظل تسارع التطورات السياسية الخطيرة، بغية تعزيز الحوار والتعاون الجماعي بين الصين والدول العربية.
فعلى مساحة الثماني سنين الماضية، بذل الجانبان جهوداً ملموسة لدفع الشراكة الصينية العربية “الجديدة”، وتحديداً كما يكشف الوزير، “على ضوء توافق الآراء الذي توصل إليه الرئيس الصيني والقادة العرب، حيث عقدت أربع دورات للإجتماع الوزاري في إطار المنتدى، وشهدت علاقات التواصل الودي والتعاون المشترك بين الجانبين تطوراً موصولاً في مَناحي السياسة والإقتصاد والتجارة، والتواصل الثقافي والإنساني وغيرها. كما يبقى الجانبان على الإتصال والتنسيق المكثفين في الشؤون الدولية والإقليمية.
نقرأ في مقالة الوزير الأبعاد الصينية الكامنة في ولادة المنتدى وأهدافه، فهو إذ يُعد “جامعاً منتظماً وعلى أعلى مستوى” لتثبيت علائق التعاون الإستراتيجي بين الصين والدول العربية، يبحث الأفكار والإجراءات “الكفيلة” بتوسيع وتعميق التعاون المشترك بين الصين والدول العربية، وتحديد أولويات التعاون في العامين المقبلين، ووضع البرنامج التنفيذي له، بما يحقق تطوراً أكبر للعلاقات الصينية العربية. الصين تهدف الى الإبقاء على علاقاتها العربية، لذا نراها تستمر تستعيد تاريخ هذه العلاقات منذ العصور التاريخية الأولى، وتواصل تبعث في خطابها بمحطاتها الأبرز، وبما تمخض عنها عبر الأزمان من نتائج إيجابية وخطوات عملية، طارحة ما اعتراها من تعرّجات، فصيرورة التاريخ ليست بالقطع مستقيمة شبيهة بشارع غوركي في موسكو كما وصف لينين، إلا ان هذه العلاقات التي تعود إلى زمن بعيد تزداد قوة ومتانة وازدهاراً مع مرور الأيام والسنين، وهي ترتكز الى أوتاد الحضارتين الصينية والعربية وتبادلاتهما، لذا نرى الحضارتين تتكاملان وتنسجمان في عمائر مشتركة لصرح حضاري وإنساني القسمات ويفيض بإسهامات كبرى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.