موقع متخصص بالشؤون الصينية

السلطات الصينية تعتقل نشطاء في ذكرى احداث تيان انمين

0


وكالة الصحافة الفرنسية:
اعلن ناشطون حقوقيون ان السلطات الصينية اعتقلت مئات النشطاء في بكين اثناء احيائهم الذكرى الثالثة والعشرين لقمع حركة ساحة تيان انمين المطالبة بالديموقراطية في الرابع من حزيران/يونيو 1989.

وجاءت هذه الاعتقالات فيما دعت واشنطن بكين الى الافراج عن جميع النشطاء الذين لا تزال تحتجزهم منذ الاحتجاجات قبل 23 عاما والتي قتل فيها مئات وربما آلاف المتظاهرين السلميين بنيران القوات الصينية.

الا ان الصين عبرت اليوم عن “استيائها الشديد” من هذه الدعوة. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية ليو ويمين ان هذه التصريحات تشكل “تدخلا في الشؤون الداخلية للصين واتهامات لا اساس لها من الصحة للحكومة الصينية”.

كما عبرت فرنسا عن قلقها على مصير هؤلاء المعتقلين ودعت الى “اطلاق سراح سجناء الضمير الصينيين بشكل عام”، مؤكدة “تمسكها الثابت بالدفاع عن حقوق الانسان التي تشكل حرية التعبير عنصرا اساسيا فيها”، كما قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو.

ويتسم احياء ذكرى حملة القمع القاسية التي جرت وسط بكين بحساسية عالية، وخصوصا هذا العام اذ انها تأتي قبل تسليم السلطة الذي يجري مرة كل عشرة اعوام وشابته خلافات داخلية عنيفة داخل الحزب الشيوعي الحاكم.

وقالت جو جينشيا التي شاركت في احياء الذكرى من مقاطعة لياونينغ الصينية لوكالة فرانس برس “احضروا الكثير من الحافلات واعتقلوا المشاركين في احياء الذكرى في محطة قطارات جنوب بكين ليلة السبت”.

واضافت ان “ما بين 600 والف شاركوا في احياء الذكرى من جميع انحاء الصين. سجلوا اسماءنا وبعد ذلك بدأوا في اعادة الناس الى بلداتهم الاصلية”.

وتابعت ان الشرطة اوضحت ان اعتقال المشاركين في احياء الذكرى — الذين تجمعوا في مكاتب الحكومة المركزية في بكين للمطالبة باصلاح انتهاكات الحقوق في مناطقهم — كان بدافع منعهم من الاحتجاج في الرابع من حزيران/يونيو.

ولا تزال الصين تعتبر تظاهرات الرابع من حزيران/يونيو “تمردا معاديا للثورة” وترفض حتى الان الاقرار بارتكابها اي خطأ او التفكير في دفع تعويضات لعائلات القتلى.

وتحاول الحكومة منع اي مناقشة علنية او احتفالات لاحياء تلك الذكرى من خلال قيامها باخفاء كبار المنشقين قبل يوم الرابع من حزيران/يونيو من كل عام، واحتجازهم او فرض الاقامة الجبرية عليهم.

وتحظر السلطات اي ذكر لاحتجاجات 1989 في الاعلام الرسمي في الصني حيث تعتبر هذه القضية من المحرمات. وقد تم حجب البحث عن كلمة 04 حزيران/يونيو او الرقم 23 او كلمة “شمعة” على مواقع التواصل الاجتماعي الاثنين.

ورغم الاجراءات الامنية المشددة، اقيمت العديد من النشاطات العامة في انحاء البلاد لاحياء ذكرى “مجزرة تيان انمين” والمطالبة باصلاحات ديموقراطية.

وتجمع اكثر من ثمانين من نشطاء حقوق الانسان في ساحة بكين السبت وحملوا لافتات ورددوا هتافات تدعو الى اعادة دراسة ما حدث في احداث 1989.

وصرح وانغ يونغفينغ الناشط من شنغهاي الذي شارك في الاحتجاج لوكالة فرانس برس “هتفنا +يسقط الفساد+ و+احموا حقوقنا+”. واضاف “قتل العديدون في الرابع من حزيران/يونيو ونعتقد انه يجب محاسبة الحكومة عن ما حدث”.

واظهرت صور احتجاج السبت التي نشرت على المواقع الالكترونية للمتظاهرين وهم يحملون لافتات كبيرة كتب عليها “تذكروا النضال من اجل الديموقراطية والحرية والحقوق والابطال الذي كان مصيرهم ماساويا”.

وحدث احتجاج مماثل في حديقة في مدينة غويانغ جنوب شرق الصين الاسبوع الماضي، اعتقلت على اثره الشرطة اربعة على الاقل من منظمي الاحتجاج، بحسب ما افادت مجموعة “المدافعين عن حقوق الانسان الصيني” على موقعها.

وفي بكين قال هو جيا، احد المنشقين القدامى على مدونته الصغيرة انه وكما كان الحال في السنوات السابقة في ذكرى الرابع من حزيران/يونيو، قامت الشرطة بتعزيز الاجراءات الامنية حول منازل العديد من النشطاء السياسيين والنقاد الاجتماعيين.

وقال نشطاء حقوقيون ومحامون ان الشرطة اتصلت بهم كذلك وحذرتهم من مغبة المشاركة في النشاطات الاحتفالية بذكرى حملة القمع.

وصرحت يو شياومي وهي من المدافعين الاخرين عن حقوق الانسان لوكالة فرانس برس عبر الهاتف ان ثلاثة رجال تبعوها عندما غادرت منزلها الاثنين.

وقالت “تعرفت على احدهم كان قد ضربني واعتقلني قبل عامين. وهربت، ولكنني لم اعد اجرؤ على الخروج الى الشارع اليوم”.

وفي هونغ كونغ المكان الوحيد الذي يحي علنا ذكرى الحركة، دعا السكان الى عدم نسيان الطلاب الذين قتلوا، بينما يستعد 150 الف شخص لاحياء امسية في اكبر حديقة في المدينة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.