حجم أكبر ونقاط نمو جديدة… تزايد دور الاستهلاك كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي بالصين خلال النصف الأول
وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:
مع تنفيذ السياسات الداعمة للاستهلاك، الذي يعتبر محركا رئيسيا للنمو الاقتصادي، شهد حجم السوق الاستهلاكية بالصين نموا مستمرا خلال النصف الأول من العام الجاري، مع ظهور نقاط نمو جديدة مثل استبدال السلع القديمة بجديدة واستهلاك الخدمات ونماذج جديدة للتجارة الإلكترونية.
وأظهرت بيانات صادرة عن الهيئة الوطنية للإحصاء ارتفاع مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية في الصين بنسبة 3.7 في المائة على أساس سنوي لتبلغ نحو 23.6 تريليون يوان (حوالي 3.3 تريليون دولار أمريكي) خلال النصف الأول من العام الجاري.
وقالت وانغ وي، المديرة السابقة لمعهد اقتصاد السوق بمركز بحوث التنمية التابع لمجلس الدولة، إن أداء السوق الاستهلاكية خلال النصف الأول يتماشى مع التوقعات بشكل عام، مشيرة إلى أنه وبينما نلاحظ توسعا مستمرا في الحجم، يجب علينا أيضا الأخذ في الاعتبار نقاط النمو الجديدة، مضيفة: “سيكون هناك اتجاه ومساحة لمزيد من النمو ما إذا كانت هناك نقاط نمو جديدة”.
على سبيل المثال، حفّز برنامج استبدال السلع الاستهلاكية القديمة بأخرى جديدة الذي طرحته الحكومة الصينية في مارس الماضي ارتفاع مبيعات منتجات مثل السيارات والأجهزة المنزلية والأثاث.
وأظهرت بيانات رسمية أصدرتها وزارة التجارة أنه وحتى 25 يونيو الماضي، تلقت الوزارة إجمالي 113 ألف طلب إعانة لتخريد المركبات القديمة واستبدالها بأخرى جديدة، مشيرة إلى تسجيل الطلبات الجديدة منحى تصاعديا.
وفي هذا السياق، قال متحدث باسم الهيئة الوطنية للإحصاء إن من شأن سياسة استبدال السلع الاستهلاكية القديمة بأخرى جديدة إطلاق العنان للإمكانات الاستهلاكية لدى السكان، وتحفيز نمو مبيعات السلع الاستهلاكية المعمرة مثل السيارات والأجهزة المنزلية.
وتجلى ذلك في نتائج بيانات السوق خلال مهرجان التسوق في شهر يونيو المنصرم، حيث سجلت شركة التجارة الإلكترونية العملاقة “جي دي. كوم” زيادة بأكثر من 100 في المائة على أساس سنوي في حجم المعاملات التجارية لاستبدال الأجهزة المنزلية والأثاث في سبع مناطق هي: بكين وخبي وهوبي وشيآن وشنتشن وقوانغتشو وهاينان.
وفي الوقت نفسه، زاد حجم الطلبات لاستبدال الأجهزة الالكترونية مثل الكمبيوتر والهاتف المحمول في متاجر “سونينغ.كوم” بأكثر من 100 في المائة على أساس سنوي، فيما زاد حجم طلبات الهواتف المحمولة التي تجاوز سعرها 10 آلاف يوان بأكثر من 70 في المائة على أساس سنوي.
وقال يوي جيان شيون، المسؤول بالهيئة الوطنية للإحصاء إن المرحلة المقبلة ستشهد دفع استبدال السلع الاستهلاكية القديمة بأخرى جديدة لإطلاق إمكانات الاستهلاك، مع التركيز على تعزيز القدرة الاستهلاكية لدى السكان، ومواصلة تنمية وتوسيع نقاط نمو جديدة للاستهلاك، من أجل تحقيق توسع مستمر في السوق الاستهلاكية، وإفساح المجال كاملا لدور الاستهلاك في دفع التنمية الاقتصادية.
كما يعتبر استهلاك الخدمات نقطة بارزة أخرى لنمو السوق الاستهلاكية، حيث توسعت مبيعات التجزئة للخدمات بنسبة 7.5 في المائة على أساس سنوي في النصف الأول.
وكشفت بيانات صادرة عن وزارة الثقافة والسياحة أنه وبعد الزيادة الكبيرة في استهلاك السفر خلال عطلة عيد الربيع، زاد عدد الرحلات المحلية خلال عطلتي عيد العمال وعيد قوارب التنين بنسبتي 7.6 في المائة و6.3 في المائة على التوالي، وارتفع إجمالي نفقات السفر بنسبتي 12.7 في المائة و8.1 في المائة على التوالي.
وبالإضافة إلى ذلك، لعب التطور السريع في نماذج جديدة للتجارة الإلكترونية مثل البث المباشر وتجارة التجزئة الفورية دورا مهما في دفع نمو الاستهلاك عبر الإنترنت، حيث زادت مبيعات السلع المادية عبر الإنترنت بنسبة 8.8 في المائة مقارنة بالعام الماضي، ما يمثل 25.3 في المائة من إجمالي مبيعات التجزئة خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري.
واستجابة لاحتياجات السكان الجديدة لاستهلاك الخدمات وأنماط الاستهلاك الجديدة، أصدرت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح وأربع هيئات حكومية أخرى تدابير بشأن خلق سيناريوهات استهلاك جديدة وتنمية نقاط نمو جديدة للاستهلاك في قطاعات متعددة، بما في ذلك السياحة والسيارات والإلكترونيات، بهدف تعزيز الطلب الاستهلاكي وتعزيز النمو المطرد للاستهلاك.
وقالت وانغ وي إن تلك التدابير تتوافق مع الاحتياجات الاستهلاكية في الوقت الحالي، مشيرة إلى الاحتياجات الكبيرة لدى السكان الصينيين على المنتجات والخدمات عالية الجودة. وتوقعت أن تؤدي تدابير مثل زيادة الدعم لاستبدال السلع الاستهلاكية القديمة بأخرى جديدة وابتكار سيناريوهات استهلاك جديدة إلى تحفيز الاستهلاك خلال مواسم ذروة التسوق المقبلة، ما يشكل ركيزة للنمو المطرد للاستهلاك على مدار العام.
وبالتطلع إلى المدى المتوسط وطويل الأجل، ترى وانغ أن هناك أساسا متينا لتعافي الاستهلاك وتوسعه بشكل مستمر، مضيفة: “مع الاندماج الأفضل بين سياسات تعزيز الاستهلاك واتجاهات تحول الاستهلاك وترقيته لدى السكان، فإن دور الاستهلاك باعتباره المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي سوف يبرز بشكل أكبر.”