موقع متخصص بالشؤون الصينية

المَبعوث قونغ شياوشنغ وجهد لتعزيز المشتركات مع الاردن والعرب (1)

0

marwan-soudah-china-jordan-envoy

موقع الصين بعيون عربية ـ
الأكاديمي مروان سوداح*:
زيارة قونغ شياو شنغ – المَبعوث الصيني الخاص بالشرق الاوسط – الى الاردن وعدد من الدول العربية، ترتدي أهمية خاصة في الوقت الراهن بالذات، لجهة الوضع الحربي في المنطقة، وتراجع الأمن والاستقرار في العالم العربي بصورة كارثية، وإستمرار الإحتلال الإسرائيلي الغاشم لفلسطين ورفض تل أبيب الجلاء عن الدولة الفلسطينية، والعدوان الارهابي الدولي على بلدان عربية اخرى، واحتلال الإرهاب لها.
المبعوث الصيني تطرّق في لقاءاته الاردنية، في محطته الاولى بالاردن، الى ملفات التعاون السياسي مع الاردن أولاً، والاقتصادي ثانياً، وقد عكست زيارته رقياً في علاقات البلدين، والتفاهمات الشاملة التي وصلا إليها بعد “38” سنة من إقامة العلاقات الدبلوماسية بين العاصمتين عمّان وبيجين (في السابع من نيسان/ إبريل 1977).
وفي ملف ذكرياتي لعلاقاتي مع سفراء جمهورية الصين الشعبية لدى الاردن، أن السفير شياو شينغ إنسان هادئ جداً وعميق وشمولي التفكير، ويَنحى ناحية التفكير المنهجي والعلمي في القضايا السياسية دون الفصل بينها لكونها مترابطة، ويلتزم بالتصريحات الناعمة لكن عميقة المعاني والأبعاد، ويُدَعمّها بالعديد من المحطات والحقائق التاريخية والمنطقية دون وجل، برغم حساسية استحضارها على لسان سفير دولة كبرى وكبيرة كالصين، تُعتبر كل كلمة يَنطقها ممثل لها في تصريحات ومؤتمرات صحفية نهجاً للدولة الصينية وسياسة رسمية تلتزم بها. chinese-envoy-marwan1
في تصريحات السفير شياو شينغ في المؤتمر الصحفي في سفارة الصين الصديقة بالاردن، يتبدّى تعاطفه الواضح مع القضايا العربية العادلة، سيّما في فلسطين أولاً، وفي البلدان العربية الاخرى ثانياً، وفي تناوله الحقب والمديات التاريخية العربية كلها، إبتداء من التدخلات التاريخية في القرن الماضي والى اليوم، بدأ بالاستعمار العالمي الذي عمل ومايزال يعمل تقسيماً وتفتيتاً بالعرب والعالم العربي، الى ان تمكّن من تجزئتهم وتحطيم وحدتهم، وزرع جسم غريب بينهم يُسمّى “اسرائيل”، لحماية ليس الخطوط البحرية للنهب الامبريالي لأساطيل “دُرّة التاج البريطاني” – الهند – ، بل وكدركي ومَخفر أمامي للامبريالية العالمية للإبقاء على تفتيت العرب، وشرذمتهم بين مذاهب وقوميات وألوان وألسنة متناحرة.

chinese-envoy

التحديات التي تواجه كل من الصين والاردن والعالم العربي واحدة على صعيد عالمي. فمنذ كل حُقب التاريخ كانت المنطقة العربية وماتزال منطقة نهب وهيمنة اوروبية استعمارية تعتبر منطقة العرب منطقة محكومة بالتخلف، كذلك هي الصين التي كانت بلداً يتطلع اليه الاستعمار العالمي الآسيوي، بوجهه الياباني خلال الحروب العالمية والعسكرية الماضية، والاستعمار الاوروبي الغربي المباشر، بغية تقطيع أوصالها وتحويلها الى مناطق نفوذ بريطانية وبرتغالية وفرنسية وعثمانية، وقائمة الدول التي تَحلم باستعمار الصين راهناً عسكرياً واقتصادياً تطول..

chinese-envoy-marwan1

وفي جردة سريعة للقاء الذي عقد بعمّان وجَمع ناصر جودة وزير الخارجية والمغتربين الاردني بالسفير الصيني للشرق الاوسط قونغ شياو شينغ، اتفاقهما على ضرورة إعلاء الجهد الدبلوماسي لإيجاد حل سياسي في سورية، لا سيّما بعد اجتماعات فيينا، حيث اكد الطرفان موقفهما الداعي الى اهمية التوصل الى حل سياسي يضمن أمن وأمان سورية ووحدتها الترابية، وبمشاركة مختلف مكونات الشعب السوري، استناداً الى المقررات الاممية والاخيرة في جنيف..
وفي القضية الفلسطينية، بيّن الطرفان ضرورة الحل التفاوضي وصولاً الى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وهو ما تدعمه الصين من خلال عضويتها الدائمة في مجلس الأمن الدولي للامم المتحدة، وتطرّق المبعوث الصيني بالاخص الى “تقديره الصين لموقف الأردن” تجاه بيجين في المحافل الدولية.
*رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حلفاء الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.