موقع متخصص بالشؤون الصينية

من بكيـن إلى عمان.. بشائر حلول سيذكرها الزمان

0

ahmad-kaysi-china-jordan-envoy

موقع الصين بعيون عربية ـ
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي*:
دُعيت يوم الثلاثاء الماضي، من قبل رئيس الإتحاد الدولي للكتاب والإعلاميين العرب أصدقاء وحلفاء الصين وكل الشعوب الحرة والأبية الأستاذ مروان سوداح، لحضور مؤتمر صحفي للمبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط السيد (قونغ شياو شنغ)، في دار السفارة الصينية في العاصمة عمّان, ولأسباب عملي الخاص المتبعثرة ساعته الطويلة إعتذرت مع الأسف الشديد عن الحضور, ولكني تابعت مجريات هذا المؤتمر الهام عبر قنوات فضائية عدة, والذي يحمل من بكين إلى عمّان بشائر حلحلة لما يدور في منطقتنا من أزمات ونزاعات منذ خمسة سنوات مضت سيذكرها جيلنا والأجيال القادمة طول الزمان.
هذا المؤتمر الصحفي عُقد في مرحلة خطرة تمر بها المنطقة والعالم برمته, وأيضا في مرحلة تسعى الصين من خلالها ليلاً ونهاراً للمساعدة والتعاون الإقليمي والدولي لحل كل الخلافات والأزمات في منطقتنا العربية والإسلامية وفي العالم, من خلال إيجاد حلول دائمة ومستمرة وليست مؤقته, ليعود الأمن والآمان إلى شعوب المنطقة والعالم, لتساعد تلك الحلول في تنفيذ رؤى الصين المستقبلية للمنطقة والعالم أجمع, ولتحقيق الإستقرار العالمي الدائم في تنفيذ برامجها وأفكارها الإقتصادية، التي طرحها الرئيس الصيني في قمة العشرين التي عقدت في أنطاليا التركية قبل عدة أيام, والتي وجدت تأييدا من قبل معظم المجتمعين ومن الدول الأخرى.
وقد تبلورت محاور عديدة في القمة المذكورة لحل النزاعات والقضاء على التطرف والإرهاب وتحقيق الأمن والآمان والإستقرار وإعادة بناء البنى التحتية للدول التي عانت من الإرهاب, لتحقيق التنمية الشاملة والعادلة بالتفاهم والتعاون المشترك والشمولي بين كل بلدان العالم, لتنفيذ فكرة الإقتصاد الشمولي العالمي كحل وحيد ومهم جدا لتوحيد الدول العالمية, وهي أفكار صينية تنبع من مبادئها وقيمها السليمة والتي كانت وما زالت تنادي بها كل الدول وعبر إجتماعات متعددة ومتنوعة, وهي حلول تؤدي لإنعاش الإقتصاد العالمي, ولتعزيز التواصل والتنسيق بين الدول ولدفع الإصلاح الإقتصادي للأمام ولرفع مستوى الإنتاج العالمي لتعزيز التنمية الإقتصادية وتحفيزها, ولتطبيق أجندة الإقتصاد المستدام عالميا ليتقاسم العالم أجمع المنافع التي أثمرت نتيجة لذلك التعاون والتفاهم والتواصل والتنسيق والتطبيق.
والصين بقيادة الرئيس شي جينبينغ الحكيمة وهو يحمل فكر سليم ناهيك عن انه شخصية محنكة تعمل وبكل الوسائل لإنهاء تلك الأزمات، قبل إجتماع القمة القادم للدول العشرين والذي سيعقد في الصين العام القادم (2016)، والذي يولي الخبراء الإقتصاديون والسياسيون في العالم إهتماماً كبيراً بها لما يعرفونه عن الصين وقدرتها السياسية على إنهاء الخلافات، وقوتها الإقتصادية المتصاعدة الكبرى التي تجعلها قادرة على إنهاء كل النزاعات والخلافات العسكرية والسياسية والأزمات الإقتصادية في المنطقة والعالم.
وأبرز ما تحدث فيه المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط في مؤتمره الصحفي في عمان بعد إختتامه جولة إقليمية شملت إيران والإمارات العربية المتحدة والأردن، هو ما تشهده المنطقة والعالم من نزاعات ومآسي نتيجة للتطرف والإرهاب المستورد, حيث أنه أكد على وجوب إيجاد حلول سريعة للأحداث السورية والقضية والفلسطينية كقضايا ساخنة في المنطقة والعالم, لذلك جاءت جولته لتبادل وجهات النظر المعمّقة مع المسؤولين في الشرق الأوسط, وقد عَبر المبعوث الخاص عن قلق الصين قيادة وحكومة وشعبا لتصاعد النزاعات المستمرة وتمدد التطرف والإرهاب وإنتشاره, وقال بأن هذه المنطقة دائما تشهد تطورات مفاجئة فوق تصوراتنا جميعا تصاعدت مؤخرا مع تنامي وتفشي ظاهرة التطرف والإرهاب وتصاعد الإشتباكات الدموية في المنطقة والعالم, وقال بأننا في الصين قلوبنا مع الشعوب العربية, وإستشهد بذلك العمليات الإرهابية التي ضربت الأردن وسقط فيها قتلى وجرحى من الصين, وأكد على إستعداد الصين الكامل للعب دورا أكثر وأكبر إيجابية في المنطقة والعالم.
وأكد هنا على المجتمع الدولي والذي يجب أن يبذل جهدا أكبر لتحقيق الحلول السريعة والسليمة لكافة القضايا الساخنة في الشرق الأوسط, لأن الحلول العسكرية لا تخدم أحدا والحل الوحيد هو الحل السياسي السلمي, وأكد على أن المجتمع الدولي مهتم الآن أكثر بالأحداث السورية, وأكد هنا على دور الأردن المحوري والجوهري بقيادة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله, والذي لعب دورا مهما في الحفاظ على إستقرار الأردن, والذي من خلاله سيلعب الأردن دورا مهما جدا في جميع القضايا العربية والعالمية بحنكة الملك وحكمته وهذه الحكمة دائما تأتي بالأمن والسلام والإستقرار والتنمية للأردن وإحترام وإعجاب المجتمع الدولي بهذا النموذج الفريد في المنطقة.
وأكد على أن القضايا العربية وبالذات السورية والفلسطينية لا تحل دون مشاركة الأردن, والصين تدعم الأردن للقيام بدور أكبر وأكثر لإيجاد حلول لإيجابية لتلك القضايا, وأكد بأن لقائه مع وزير الخارجية ناصر جودة وجد إهتماما وتطابقا في المواقف والرؤى بين البلدين من القضايا الساخنة في المنطقة والعالم, وأكد توافقه مع الموقف الأردني بأن القضية الفلسطينية هي لب الصراع في المنطقة والعالم, وهي السبب الرئيسي لإنتشار التطرف وتمدّده وتوسّعه في العالم, لذلك يجب تكثيف التنسيق مع الأردن لجمع كافة أطراف الصراع والنزاع القائم في المنطقة على طاولة واحدة وهذه حلول ممكنة كما أشار السيد قونغ شياو شنغ, في بلد كالأردن والذي لقي الإحترام والتقدير من العالم, فرغم أن الأردن صغير في حجمه لكن وزنه السياسي أكبر بكثير من مساحته الجغرافية وحجمه السكاني.
فالتصريحات التي اطلقت في هذا المؤتمر تدل على بشائر خير لحل الأزمات وإنهاء كل الصراعات الدائرة في المنطقة العربية بإذن الله تعالى، وبجهود الخيّرين من الدول الشقيقة والصديقة، أمثال الرئيس شي جينبينغ ومبعوثه لمنطقتنا، السيد قونغ شياو شنغ, تلك الدول التي تقف مع قضايانا عبر التاريخ كجمهورية الصين الشعبية العظيمة، المتحررة والأبية.
*عضو ناشط في الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين/ باحــــــــث وكاتــــــــب أردنــــــــــــــي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.