موقع متخصص بالشؤون الصينية

قصة مغترب صيني مسن عاد لأحضان الوطن لخدمته

0

11

ولد المسن تشانغ قوه هونغ الذي تجاوز عمره 80 عاما في إندونيسيا، ومسقط رأس أجداده مقاطعة فوجيان جنوب الصين، وظل لديه شعور عميق بحب وطنه الأصلي الصيني منذ طفولته، فكان يقضي الوقت يوميا وهو طفلا للاستماع مع زملائه إلى محطة “أصوات من بكين” الإذاعية. وبفضل هذه الإذاعة أصبح متابعا لأحوال الصين ومستجدادتها يوميا. وعندما أصبح تشانغ معلما في مدرسة إبتدائية إندونيسية، تواصل مع العديد من المغتربين الصينيين في الأوساط الثقافية، واحتفظ بنسخة من الأغاني الوطنية التي تبثها المحطة الإذاعية يوميا، ونقلها للتلاميذ. وفي عام 1950، حضر تشانغ قوه هونغ حفل استقبال بمناسبة العيد الوطني بالسفارة الصينية لدى إندونيسيا، ما أثار فخوره الشديد بكونه صينيا، فعزم تشانغ منذ ذلك الوقت على العودة إلى وطنه، حيث قدم طلبا وبدأ إتمام الإجراءات ذات صلة للعودة للوطن الأم، وخلال هذه الفترة حاول أفراد من أسرته إثنائه عن فكرته والبقاء في إندونيسيا، ولكن قلب تشانغ اختار الصين، وقال “اخترت العودة إلى الصين وكنت عازما على ذلك”.

وفي عام 1953، وطأت أقدام تشانغ قوه هونغ الصين، وسافر شمالا حتى الوصول إلى بكين، واستقبله حينها مسؤول مكتب شؤون المغتربين الصينيين التابع لمجلس الدولة الصيني. وفي يوليو 1953، شارك في امتحان قبول الجامعات الذي نظمه مكتب الصينيين العائدين من الخارج للدراسة والمشاركة، واختار اللغة الروسية كاختصاص في الجامعة، ودرس مجانا لمدة أربع سنوات في الجامعة بمساعدة مكتب شؤون المغتربين الصينيين.

وعمل تشانغ بعد تخرجه من الجامعة كمعلم في المدرسة الثانوية السابعة بمدينة تيانجين تلبية لاحتياجات توجهات بناء الدولة الصينية. وعرف تشانغ معرفة جيدة أهمية مسؤولية التعليم، فبذل جهوده في هذا المجال، وكان يراجع واجبات نحو 200 تلميذ يوميا. واعتبر تلاميذه بمثابة أطفاله، ودائما ما كان يستخدم وقت راحته لمساعدة التلاميذ ضعيفي المستوى لمنحهم الحماسة لمواصلة الدرسة. ومن بين تلاميذ تشانغ كثير من الناجحين، منهم أكاديميين في الأكاديمية الوطنية للعلوم وممثلي المسرح الحديث وغيرهم.

من بداية رحلة العودة إلى الوطن الأم بعد اجتياز التحديات الكثيرة وحتى عمله كمعلم لعشرات السنين، تتميز حياة تشانغ قوه هونغ بألوان استثنائية تماما، ليقرر تسجيل سيرته الذاتية في مذكرات لكي تعرف الأجيال الجديدة مسيرة ترعرعه ووطنيته غير المزعزعة من ناحية، وتذكير نفسه بصعوب الحصول على حياة جميلة من ناحية أخرى. وبعد نهاية كتابة مذكراته، عزم تشانغ تقديمها لمتحف الأرشيفات بمدينة تيانجين شمال الصين لتوريث شعوره الوطني إلى الأجيال المقبلة.

ولم تتوقف خطوات تشانغ لإعداد وتدريب أكفاء ممتازين للوطن بعد تقاعده من وظيفته في المدرسة، وشارك مع زوجته بنشاط في فريق متطوعين لخدمة سكان المجمعات السكنية، وتولى بمبادرة ذاتية مسؤول العقار الذي يقيم فيه، فعمل على خدمة جيرانه لقرابة عشر سنوات، ومازال يبذل قصارى جهده لإتمام مسؤولياته، وقال تشانغ “صحيح أنني كبير في السن، ولكن سأحافظ على عهدي بالتدريس طول حياتي”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.