موقع متخصص بالشؤون الصينية

حقائق وأرقام عنCRI بتأسيسها الـ75 والـ59 لإعلان قسمها العربي

0

ousama-moukhtar-china-cri

“من وثائق إعلامي في الصين”

موقع الصين بعيون عربية ـ
أسامة مختار*:
مع إشراقة شمس يوم الـ3 من ديسمبر عام 1941تأسست إذاعة الصين الدوليةCRI (بالانجليزية (وهى اختصار لـChina Radio International لتمثل صوت التواصل، ونداء الصداقة الصينى الذى يقرّب المسافات ويزيد التقارب والتلاقى بين الشعوب بلغات العالم المتعددة، واستطاعت خلال هذه السنوات الطويلة والعامرة بالنشاط الكبير، مواصلة مسيرة الانجاز والعطاء الموصول، وأن تصل الى أفئدة وقلوب الكثيرين من المستمعين المُحبين للصين دولةً وشعباً وثقافةً وحضارةً عريقة.
في أوراق التاريخ نقرأ، أن الاذاعة تبث برامجها حالياً على مدار 24ساعة يوميا بـ65 لغة، وهي تعتبر أكبر مؤسسة إعلامية قائمة بالاتصال الدولي في العالم، من حيث عدد اللغات المستخدمة، وحتى هذا العام2016م، امتلكت إذاعة الصين الدولية 170قناة إذاعية، تبث من خارج الصين لتغطي 56دولة، وتبث برامجها في 4800ساعة يومياً.
وجدير بالذكر، أن إذاعة الصين الدولية أسست 14من فصول كونفوشيوس الإذاعية خارج الصين؛ و33 مكتباً للمراسلين (بما في ذلك مكتبان في هونغ كونغ وماكاو)؛ وثلاث قنوات على موجة FMفي الصين؛ فضلاً عن 4112من نوادي ومنتديات المستمعين خارج الصين؛ و29 أستديو للإنتاج؛ بالإضافة إلى 130 إذاعة خارجية متعاونة.
وفي عام2014 أُطلقت منصة تفاعلية على الانترنت لتعلّم اللغة الصينية، الأمر الذي يُشكل نمطاً جديداً من ترويج اللغة الصينية حول العالم ولفت الانتباه إليها، وتم بث البرنامج التلفزيوني “أهلا بالصين” الذى أنتجته الإذاعة في القنوات الرئيسية لأكثر من10 دول.
وقد أصبحت إذاعة الصين الدولية من أهم الإذاعات الدولية من حيث عدد اللغات المستخدمة، وساعات البث، وعدد رسائل المستمعين. وامتلكت الإذاعة شبكة ضخمة لجمع المعلومات ونشرها تضم 33 مكتباً للمراسلين، و6 مكاتب إقليمية في الخارج.
وفي العالم الشبكي، يُعتبر موقع إذاعة الصين الدولية الالكتروني من أهم وأشهر المواقع الإخبارية في الصين، فهو يَنشر الأخبار ب56 لغة، ليتصدر بذلك المواقع الصينية. وإضافة إلى ذلك، أطلق الموقع18 قناة اذاعية عبر الانترنت.
كما تلقت الإذاعة ملايين الرسائل، وأنا أكتب هذا المقال المطول منذ أيام، أُراجع بعض الأرقام والمعلومات مع زميلى الصينى فى القسم العربى، الأستاذ شن إكسو واسمه العربى )شمس(، وقد طلبت منه أن يَسأل لى الجهة المختصة فى هذه الإذاعة الضخمة عن عدد رسائل المستمعين التى وردت للإذاعة تقريباً؟ أجابنى ضاحكاً، لايُمكن تقدير ذلك، ولكن بعد أيام قليلة وجدت إجابة لسؤالى عبر معلومات المؤتمر الصحفى الذى عقدته الإذاعة فى الـ2من ديسمبر، حيث استعرض السيد وانغ فنغ تيان المدير العام لإذاعة الصين الدولية بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس الاذاعة، الدراسات والبحوث والمنجزات التى حققتها الإذاعة خلال الـ10سنوات الماضية، حيث وجدت هذه المعلومة، وهى أن عدد رسائل وردود أفعال المتابعين والمستخدمين بلغت (4800000)، وأن عدد المتتبعين والمستخدمين فى كل انحاء العالم بلغ (170000000)، مع ملاحظة أن هذا العدد حصيلة العشر سنوات الماضية فقط.
ومن إنجازات هذه المؤسسة الإعلامية، أن أصبح تطبيق “تلفزيون CRIعبر الجوال” متاحاً على منصتي تشاينا يونيكوم وتشاينا موبايل، بينما تم تشغيل برنامج “CRI Mobile ” باللغتين الصينية والانجليزية رسمياً.
وفي يناير2011 أسست إذاعة الصين الدولية بصورة رسمية شبكة الإذاعة الدولية الصينية (CIBN) ، لمواكبة اتجاه تطور تقنيات الإعلام الجديد وتحقيق الارسال الشامل بلا حدود، وعبر الوسائل المختلفة. وتعتبر شبكة الإذاعة الدولية الصينية إذاعة إلكترونية شاملة، تقدم خدمات إذاعية وتلفزيونية وإعلامية للمستمع والمشاهد والمتصفح على الإنترنت، ولمستخدم الهاتف النقال في أنحاء العالم باللغات المتعددة، وتعمل على أن تقدّم لجمهور المتلقين في أنحاء العالم، خدمات معلوماتية شاملة أفضل في مجالات السياسة، والاقتصاد، والثقافة، والرياضة، والسياحة، والمجتمع، وتعلّم اللغة الصينية وغيرها من المجالات.
لقد امتلكت إذاعة الصين الدولية مختلف وسائط النشر، المتمثلة في الصحيفة والإذاعة والتلفزيون والموقع الألكتروني، وغيرها من وسائط الاعلام الجديدة والتي شملت جميع أشكال وسائل الاعلام.
أعدت إذاعة الصين الدولية مجموعة من الموارد البشرية ذات الكفاءات العالية خلال مسيرتها التنموية، ويعمل فيها حالياً أكثر من1000 متخصص ب65 لغة وأكثر من700 صحفي و محرر و فني، إضافة إلى أكثر من200 خبير أجنبي، ودائما مايروق لى وصفها بأنها أمم متحدة مصغّرة، لتنوع العاملين فيها الذين يتحدثون كل لغات العالم الرئيسية.
وأطلقت شبكة الصين التابعة للإذاعة مواقعها على الهاتف المحمول بـ22لغة، إضافة إلى 27برنامجاً على الهاتف المحمول ب28 لغة، وتم إعداد 228 حساباً بـ43لغة على مختلف المنصات الإجتماعية الخارجية، ويبلغ عدد المستخدمين من مختلف الحسابات أكثر من 7 ملايين شخص. وخلال زيارة الرئيس شى جين بينغ للولايات المتحدة فى عام 2015م، أجرت البث المباشر لسلسة من البرامج الخاصة على المدونات الصغيرة، وتجاوز عدد المشتركين 10ملايين شخص، وأيضاً أثناء زيارته فى نفس العام للولايات المتحدة وبريطانيا، تم إطلاق برنامجى )وأهلا أميركا (و)وأهلا لندن( على المدونات الصغيرة وبلغ عدد المتابعين أكثر من22 مليون شخص.
وتلقت إذاعة الصين الدولية إشادة من عدد من الزعماء، منهم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ورئيس لاوس بونهانغ موراتشيت، كما منح الرئيس البلغارى وسام شرف خاصاً للإذاعة.
يُعتبر القسم العربي الذى يحتفل بذكراه التاسعة والخمسين من أهم أقسام إذاعة الصين الدولية، وبدأ بثه الإذاعى بصورة رسمية لأول مرة في 3ديسمبر عام 1957تحت رعاية رئيس مجلس الدولة الصينى الراحل تشون ان لاي، وتوجه خدماته إلى الدول العربية بشكل عام.
وإلى جانب ذلك، فقد غطت تردداته بعض الدول غير العربية في إفريقيا وغرب آسيا وأوروبا. وفي عام1958 أطلق القسم العربي باذاعة الصين الدولية أول برنامج له تحت عنوان “أيها الاخوة العرب نؤيدكم”. وشهد القسم تقدماً كبيراً من حيث عدد ساعات البث ومضامين البرامج، إذ إن برامجه العربية كانت في البداية تبث مرتين يومياً، و فى كل مرة ثلاثين دقيقة. وفي عام1959 بدأ بثه مرتين يومياً لمدة ساعة واحدة كل مرة، وتوسّعت مضامين البرمجة في المقابل. وفي عام1981 ازدادت ساعات البث إلى ثلاث ساعات يومياً. وفي اليوم الثامن والعشرين من مارس عام1999 أطلقت إذاعة الصين الدولية برنامجها العربي الداخلي في قناةFM 88.7 على نطاق بكين، عاصمة الصين، وتبث ساعة واحدة كل يوم.
وانطلقت النسخة العربية من موقع إذاعة الصين الدولية على شبكة الانترنت بصورة رسمية في “1”مايو2002، حيث أصبح تجديد البرامج متاحاً في أي وقت على الانترنت، كما تتجدد الأخبار في وقتها.
في ديسمبر عام2007 بدأت النسخة العربية من موقع إذاعة الصين الدولية بث البرامج الإذاعية عبر الانترنت، الأمر الذي يوفر مجالاً أوسع للبرامج الصوتية باللغة العربية.
وأصدر القسم العربي باذاعة الصين الدولية مطبوعة دورية تحت اسم “جريدة الصداقة” في عام2006، وتم تغيير اسمها ليكون “مرافئ الصداقة” في عام 2008، وهي مجلة تنشر مرة واحدة كل فصل. وشهدت وسائل إعلام القسم العربي توسعاً وتنوعاً مع اصدار مطبوعته الدورية.
بعد مسيرة تنموية على مدى 59عاماً، يبث القسم العربي حاليا برامجه لمدة 84ساعة يوميا مقارنة مع نصف ساعة يوميا في البداية كما توسعت وسائل بثه من الموجات القصيرة فقط الى الموجات القصيرة والمتوسطة والأقمار الصناعية وموجاتFM وشبكة الانترنت ووسائل الاعلام الجديدة. وشهدت برامج القسم العربي تنوعاً متزايداً وتطورت من البرامج الاخبارية فقط ، إلى البرامج الاخبارية والثقافية والاجتماعية والسياحية والاقتصادية وغيرها من البرامج، ويعمل القسم العربي على توسيع وسائله بشكل مستمر، حيث يقوم بانتاج مقاطع الفيديو لنشرها على موقعي إذاعة الصين الدولية وتشاينا دوت كوم، وفي غيرهما من منصات الإعلام الجديدة.
ويعمل حاليا نحو30 موظفاً صينياً في القسم العربي باذاعة الصين الدولية، إضافة إلى5 خبراء أجانب (من السودان، موريتانيا، الجزائر ومصر.( وفى سنوات سابقة عمل في القسم خبراء من فلسطين وسوريا والعراق واليمن، وتعمل الإذاعة الآن لتوسع نطاق تعاونها ليشمل عدداً من البلدان العربية الأخرى.
وأسس القسم العربي لإذاعة الصين الدولية المكتب الاقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في القاهرة، ومكتبين للمراسلين في مصر وقطر، وفصل كونفوشيوس لتدريس اللغة الصينية في صفاقس بتونس، فضلاً عن استوديو لإنتاج البرامج في القاهرة، كما عين ثلاثة مراسلين أجانب في العراق وسوريا وجزر القمر.
إضافة إلى مهامه الاذاعية وخدماته عبر الانترنت، أنجز القسم العربي أعمال دبلجة المسلسلات التلفزيونية والأفلام في عام2013، وأنجز أعمال ترجمة ودبلجة للمسلسلين “حياة سعيدة”، و”دو دو”، كما تم بثهما في كل من مصر وتونس والجزائر واليمن، وعدد من الدول، حيث حظيا بإقبال كبير من جانب المشاهدين المحليين.
وأطلقت إذاعة الصين الدولية حالياً قنوات اذاعية على موجات FMفي موريتانيا وجزر القمر وجيبوتي والأردن، لخدمة المستمعين العرب على نحو أفضل. بينما كانت اول محطةFM لعموم الإذاعة فى نيروبى عام2006م.
وتحافظ إذاعة الصين الدولية على التعاون الجيد مع وسائل الاعلام العربية بشكل دائم، حيث نظم قسمُها العربى بالتعاون مع السفارة الصينية في الجزائر والإذاعة الوطنية الجزائرية، مسابقة معلومات بمناسبة الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والجزائر، والتي صادفت20 ديسمبر عام 2008، حيث تم استعراض مسيرة الصداقة الصينية – الجزائرية على مدى50 عاماً.
كما أقام القسم العربي باذاعة الصين الدولية بالتعاون مع الهيئة القومية للإذاعة السودانية، مسابقة معلومات بمناسبة الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والسودان، والتي صادفت 4 فبراير عام2009.
ونظّم القسم العربي بالتعاون مع اذاعة الرياض وهي الاذاعة الوطنية السعودية، مسابقة معلومات تحت عنوان “التعاون والمستقبل”، عبر أثير الإذاعة وعلى شبكة الانترنت، بمناسبة الذكرى العشرين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والسعودية والتي وافقت 21 يوليو عام 2010.
وأشرف القسم العربي بالتعاون مع صحيفة (الوفد) المصرية، على مسابقة معلومات بمناسبة الذكرى ال55 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر في عام 2011، وتلك هي المرة الأولى التي يتعاون القسم العربي فيها مع وسائل الإعلام الأجنبية المطبوعة لتنظيم نشاط مشترك.
إلى جانب ذلك، ينظم القسم العربي بإذاعة الصين الدولية أنشطة مميزة بشكل دائم، إذ أقام مسابقة الخطابة باللغة العربية لطلاب الجامعات الصينية فى الأعوام 2011م و2013م و2016م، وتعتبر هذه المسابقة الوحيدة من نوعها على مستوى الدولة، وهي أكبر مسابقة للغة العربية في الصين حتى الآن، من حيث نطاقها وكفاءة لجنة تحكيمها، وعدد المشاركين فيها، حيث شارك فيها طلاب دارسون للغة العربية، من نحو30 جامعة من بكين وشانغهاي وقوانغدونغ ولياونينغ ونينغشيا وتشهجيانغ، وعدد من المناطق الصينية، مما أثار ردود أفعال قوية في مؤسسات اللغة العربية ودارسي لغة الضاد في الصين.
وأبرزت العديد من وسائل الاعلام الصينية والأجنبية نشاطات المسابقات، ومنها إذاعة الصين الدولية، ووكالة أنباء شينخوا الرسمية، وتلفزيون الصين المركزيCCTV، وموقع صحيفة الشعب اليومية وشبكة الصين ومجلة الصين اليوم، وقناة الجزيرة القطرية، ووكالة الشرق الأوسط المصرية، والإذاعة السودانية، ووكالة الأنباء المغربية، وصحيفة الوفد المصرية.
اللافت للانتباه أن برامج القسم العربى شاملة، وهي تتركز على الأخبار بشكل أساسي، لكنها تتسم بمزايا متباينة. وما البرامج الموسيقية – مثل “ألحان شرقية”- إلا تميّز مرغوب جداً لدى المستمعين المحليين والعرب. وأصبح البث العربي أول اختيار لمستمعي اللغة العربية المحليين في الصين، الذين يريدون متابعة الأخبار الراهنة وتعلم اللغة العربية، والتمتع بالموسيقى العربية الخلابة، ومن المعروف أن البث العربي وسيلة فعّالة وسهلة لتعريف المستمعين العرب على الصين. حيث يقدرون التطورات التي طرأت على البرامج العربية ودورها في تعزيزالتفاهم بين شعب الصين وشعوب الدول العربية.

وهكذا، نلمس كيف أن إذاعة الصين الدولية تسعى بكل جهدها وبكل أقسامها، بما فيها القسم العربي، لخدمة مستمعيها بإخلاص يَعز نظيره، وبناء جسور صداقة تربط ما بين الصين والدول والشعوب العربية، واضعاً فى إعتباره طبيعة المنافسة العالمية مع المحطات الإذاعية الاخرى، ومراعاة المتغيرات الإعلامية لتلامس هموم وأحتياجات المستمع، لتمثل بحق طريق حرير آخر، وتجسّد واقع الحُلم الصينى الذى تدعو له القيادة الصينية وعلى رأسها الرفيق العزيز شي جين بينغ.

*خبير إذاعي من السودان الشقيق، يعمل في القسم العربي لإذاعة الصين الدولية CRI ، وقائم بأعمال الإتحاد الدولى للصحفيين والإعلاميين والكُتّاب العرب حُلفاء الصين لدى الصحافة والإعلام والإعلام الاجتماعي الصيني الناطق بالعربية في جمهورية الصين الشعبية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.