موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصّين والأُردن….بَعد أربعين عَامآ مَن الصَّداقة

0

موقع الصين بعيون عربية ـ
صالح عيدروس علي أحمد*:

تحتفل المملكة الاردنية الهاشمية وجمهورية الصين الشعبية هذا الشهر، بمرور أربعين عامآ على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، والتي بدأت في السابع من أبريل/نيسان عام1977م.
وتمتاز هذه العلاقة بالاحترام المتبادل والتعاون المشترك والتوافق حول العديد من القضايا السياسية الهامة، وتتزايد التبادلات الرفيعة المستوى بين البلدين، وتتعزز الثقة السياسية المتبادلة، كما يتعاون البلدان بشكل فعّال في المجالات الاقتصادية، التجارية، الاجتماعية، الثقافية والتعليمية وغيرها.
وكان جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال قد أرسى أسسآ متينة وعلاقة صداقة بين البلدين، كما ان جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين حرص منذ توليه سلطاتة الدستورية، عام 1999م، على تنمية هذة العلاقات وتطويرها.
وابرز المحطات السياسية التي شهدتها العلاقات بين البلدين، عزم قيادتي البلدين على تطوير هذه العلاقة بالاتجاهين، من خلال الزيارات المتعددة التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين الى الصين، والتي بلغت (8) زيارات، كان آخرها في سبتمبر/أيلول 2015م، وخلال زيارة جلالتة الى الصين في سبتمبر2013م شارك في افتتاح المنتدى الاقتصادي الصيني ـ الاردني الاول في العاصمة الصينية بكين، والذي يهدف الى تطوير العلاقات بين البلدين، كما شارك ايضآ في افتتاح الدورة الاولى لمعرض الصين والدول العربية بمدينة ينتشوان عاصمة منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة في شمال غرب الصين.
وفي آخر زيارة لجلالتة الى الصين، وكانت في سبتمبر2015م زار جلالته خلالها بكين ومدينة ينتشوان حيث شارك في افتتاح معرض الصين والدول العربية، الذي شارك فية الاردن كضيف شرف لعام 2015م الى جانب مشاركة اقتصادية وتجارية واستثمارية من دول عربية أُخرى.
فضلآ عن ذلك، زار الصين العديد من الوفود الاردنية الرفيعة المستوى، ونفذت وفود صينية زيارات الى الاردن، ما عَكَسَ عُمق ومتانة الصداقة بين البلدين.
أما في المجالين الإقتصادي والتجاري، فقد بدأ الإستثمار الصيني في الأردن عام 1999م بشركة واحدة (شركة بوسكان)، بهدف الاستفادة من مزايا المناطق الصناعية المؤهلة (qlzs) ، وفي عام 2007م تم تأسيس شركة china omceالأردنية برأسمال قدره خمسة ملايين دولار أمريكي، لبناء مصنع براميل حفظ وتعبئة المواد الغذائية والمنتجات الكيميائية في مقاطعة هاينان.
وفي عام 2008م بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو مليار و921 مليون دولار أمريكي، أي بزيادة نسبتها6.62%، بما فيها الصادرات الأردنية إلى الصين التي وصل حجمها123 مليون دولار أمريكي، أي بزيادة نسبتها2.50% ، فقد تجاوزت الصين أمريكا لتصبح ثاني أكبر شريك تجاري.
وفي عام 2012م بلغ حجم التبادل التجاري 3.256مليار دولار أمريكي بزيادة نسبتها 17.57%مقارنة مع عام 2011م وتضاعف حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من مرة، ليصل إلى 3.17مليار دولار مع نهاية عام 2016م.
إضافة إلى ذلك، يتم سنوياً إقامة معرض المُنتجات الصينية في عمّان، حيث تشارك فيه مئات الشركات الصينية والالآف من رجال الأعمال الصينيين، حيث اصبح نافذة أخرى للتعاون الاقتصادي مع الاردن.
كما ان الأردن من بين16 دولة عربية التي وقّعت مع الصين، اتفاقية لحماية الأستثمار والذي يوفّر الضمانات القانونية الكاملة للمستثمرين من الجانبين.
كما تقوم الصين حالياً بتنفيذ العديد من المشاريع الاستثمارية الهامة في الاردن منها استثمار1.6 مليار دولار وتمويل600 مليون دولار في مشروع الصخر الزيتي، كما ان البلدين يتباحثان حالياً لإقامة مشاريع السكك الحديد والطاقة المتجددة والمياة وخط انابيب النفط والغاز.
كما ان شركات صينية كبرى ستفتتح المول الصيني أو(مول التنين)، الذي يضم200 شركة صينية في الاردن، ويتكوّن من 200محل تجاري ومركز للأطعمة، ومركزين لوجستيين بالإضافة إلى 700موقف للسيارات.
وفي المجال السياحي يرغب الاردن باستقطاب عدد من السياح الصينيين لما يتمتع به الاردن من ميزات الامن والاستقرار وتوافر الأماكن والخدمات السياحية، وتشير الاحصاءات الاردنية الى زيادة عدد السياح الصينيين الى الاردن بنسبة54% خلال التسعة شهور الاولى من عام 2016م مقارنة مع نفس الفترة من عام 2015م.
كما قامت الخطوط الجوية الملكية الاردنية لفتح رحلات جوية منتظمة بين العاصمة الاردنية عمان ومدينة قوانغتشو بواقع 3 رحلات جوية اسبوعياً اعتباراً من مارس 2016م.

وعلى الصعيد الثقافي تم توقيع اتفاقية التعاون الثقافي والعلمي بين الصين والاردن بتاريخ 11/11/1979م وقد انبثق عن هذة الاتفاقية عدة برامج ثقافية تنفيذية امتد كل منها لثلاث سنوات، تتضمن بنودآ للتعاون في مجالات التعليم العالي والثقافة والفنون والشباب.
وهناك نحو700 طالب اردني يدرسون في الجامعات الصينية ختى نهاية عام2015م، كما يوجد عدد من الطلبة الصينيين يدرسون اللغة العربية في الاردن.
الى ذلك، شاركت فرق فنية اردنية في المعرض العربي الصيني عام 2015م كما تم افتتاح معرض ثقافي اردني ضمن فعاليات المعرض العربي الصيني 2015م كما شاركت فرق فنية وثقافية صينية في مهرجان مدينة جرش الاثرية والتاريخية للثقافة والفنون .
ومن المشاريع التي يتم تنفيذها حالياً على ارض الواقع في الاردن، إنشاء جامعة صينية اردنية مشتركة، تدرّس التخصصات الهندسية، وهي أول جامعة مشتركة تقيمها الصين في الخارج تقديراً لدور الاردن الرائد في مجال التعليم وسيستفيد منها الشباب الاردنيون.
وفي مجال مبادرة الحزام و الطريق التي طرحها الزعيم الصيني شي جينغ بينغ، يُعدُ الاردن من خلال موقعه الجغرافي الهام، حلقة وصل بين الصين والعالم العربي وايضاً مع شمال أفريقيا وأوروبا، وسيلعب دور رأس الجسر لتنفيذ الصين هذه الاستراتيجية، مما سيخلق فرصة أكبر للتعاون والمنفعة المتبادلة.
تتصف العلاقات بين الصين والاردن بالقوية والمتينة، وسيسعى كلاً من البلدين الى توثيق عرى هذه الصداقة لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الصديقين.
كما تتعزز علاقات الصين مع الاردن من خلال منتدى التعاون الصيني – العربي الذي اعلن عن إنشائة في30 يناير 2004م من خلال آليات عمل متعددة، مثل الاجتماع الوزاري/ ولجنة كبار المسؤولين/ ومؤتمر رجال الأعمال/ وندوة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية/ ومؤتمر التعاون الصيني العربي في مجال الطاقة وغيرها.

*كاتب يمني متخصص بالقضايا الصينية، وممثل رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين في اليمن، ورئيس فرع الاتحاد الدولي باليمن، ورئيس منتدى قراء مجلة الصين اليوم باليمن، ورئيس نادي مستمعي القسم العربي لاذاعة الصين الدوليةCRI باليمن، ورئيس نادي مشاهدي الفضائية الصينيةCCTV العربية باليمن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.