موقع متخصص بالشؤون الصينية

مقالة: الصين تتطور الى قوة استثمارية دولية حاسمة

0


صحيفة الشعب الصينية:
اقيمت الدورة الخامسة عشرة لمعرض الصين الدولى للاستثمار والتجارة فى الفترة 7 – 11 سبتمبر الجارى فى مدينة شيامن بمقاطعة فوجيان جنوب شرقى الصين .

وقبل سنوات عديدة كان الرأسمالى العالمى يبحث عن ” السوق فى الصين ” ، واما الان فيبحث ” الرأسمالى الصينى ” السوق بالعالم.

ان الصين هى دولة تدفقات الاستثمارات الاجنبية التقليدية .وتتطور حاليا الى قوة استثمارية دولية هامة وحاسمة. ويعكس هذا التغيير السحر الفريد للاقتصاد الصينى.

وفى ظل عدم اليقين في الوضع الاقتصادى العالمى ، بقى هذا المعرض يجذب انظار العالم قاطبة . اذ جذب هذا المعرض الكثير من الوفود الاجنبية من 108 دول ومناطق و10 منظمات دولية و636 هيئة اجنبية للمشاركة فيه . ويتوجه قرابة 50 الفا من كبار الشخصيات ورجال الاعمال الاجانب الى الصين ليبحثون فى الصين عن قوة دافعة جديدة للاقتصاد العالمى .

وقد نظمت بولندا (ضيف الشرف فى هذا المعرض) وفدا كبيرا الى شيامن للمشاركة فى هذا المعرض . وقال موظف القنصلية العامة البولندية فى شانغهاى , ان الوفد البولندى هذا سيجرى مباحثات مع المؤسسات الصينية حول فرص التعاون فى مجالات العلوم والتكنولوجيا الفائقة وحماية البيئة والمعلومات الالكترونية والطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحيوية.

وقال وزير الاقتصاد الليتوانى فى مؤتمر صحفى ان الاستثمارات الصينية فى ليتوانيا كانت قليلة فى الماضى ، ولكن منذ عام 1997 ازدادت هذه الاستثمارات خمسة اضعاف, ونرى ان هناك فرصا كبيرة بين البلدين لتعزيز مجالات الاستثمار والنقل والسياحة والتجارة.

واشارت الاحصاءات الى انه خلال الدورات الـ 14 الماضية لمعرض الصين الدولى للاستثمار والتجارة ، اجرى اكثر من 100 الف رجل اعمال اجنبى مشاورات ومحادثات شاركت فيها اكثر من 3 الاف شركة متعددة الجنسيات , وابرمت اكثر من 15 الف اتفاقية , واستثمرت اكثر من مئة مليار دولار امريكى فى الاسواق الصينية.

يصادف هذا العام الذكرى العاشرة لانضمام الصين الى منظمة التجارة العالمية . وخلال هذه السنوات العشر ازدادت صادرات الصين 4.9 ضعف , ووارداتها 4.7 ضعف , وازداد اجمالى الناتج الوطنى اكثر من الضعفين , وارتفع معدل الفرد من اجمالى الناتج الوطنى الى اكثر من 4 الاف دولار امريكى فى عام 2010 من اكثر من 800 دولار امريكى فى عام 2000.

تعتقد الشخصيات السياسية والتجارية والاكاديمية من انحاء العالم انه خلال السنوات العشر الماضية بعد انضمام الصين الى منظمة التجارة العالمية ، عززت الصين تنميتها الذاتية بشكل كبير ، كما جلبت حيوية عظيمة للاقتصاد العالمى واصبحت عنصرا ايجابيا ضروريا للتنمية السليمة للاقتصاد العالمى . واشارت الاحصاءات الى انه فى نهاية عام2000 كانت واردات الصين 225.1 مليار دولار امريكى فقط ، ولكن حتى عام2010 وصل اجمالى واردات الصين الى 1400 مليار دولار امريكى.

واظهرت الاحصاءات التى اعلنها هذا المعرض, انه فى عام 2010 بلغت الاستثمارات الاجنبية المباشرة فى الصين 68.81 مليار دولار امريكى محتلة 5.2 بالمئة من اجمالى الاستثمارات بالعالم, ومحتلة المركز الخامس بالعالم , ومتجاوزة الدول الاستثمارية الخارجية التقليدية بما فيها اليابان والمملكة المتحدة لاول مرة.

وقال تشن ده مينغ , وزير التجارة الصيني , انه حتى الان قد استثمرت الصين فى 178 دولة ومنطقة بالعالم . وحتى عام 2010 ولدت الاستثمارات الصينية في الخارج 11.7 مليار دولار امريكي من عائدات الضرائب , وخلقت فرص عمل لـ780 الف من السكان المحليين.

وقال تشن انه ” خلال عملية التوجه للخارج التي تقوم بها الشركات الصينية، حصلنا على دعم من معظم البلدان، ومع ذلك فإن بعض البلدان والمناطق تهدف إلى استبعادنا بحجة الامن القومي”. وقال تشن “اعتقد ان ذلك ليس مواتيا لمساعينا المشتركة لمعالجة الازمات المالية، وليس ملائما لتحقيق انتعاش الاقتصاد العالمي في اقرب وقت ممكن”.

وقال اندريا غولدشتاين، مدير العلاقات العالمية في قسم الاستثمار التابع لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ، انه لا داعي للقلق بشأن الاستثمارات القادمة من الصين، مستشهدا بما سبق من المبالغ الضخمة لاستثمارات الولايات المتحدة في أوروبا في العقد السادس من القرن الماضي وتدفق رأس المال العالمي من اليابان في ثمانينات القرن الماضي.

وقال غولدشتاين انه في هذا الصدد، تتمثل المسألة الحاسمة في فتح الحوار والتواصل حول المواضيع ذات الصلة، وفي الوضع الاقتصادي العالمي الحالي، اذ ان الاستثمارات الخارجية الصينية لها أهمية كبرى للتنمية العالمية المتوازنة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.