موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: التعاون هو الخيار الوحيد الصحيح بالنسبة للصين والولايات المتحدة

0

وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
كأمواج المحيط الهادئ، شهد تاريخ العلاقات التجارية والاقتصادية الصينية- الأمريكية تقلبات على مدار العقود الأربعة المنصرمة. وإذا كان لنا أن نسترشد بالتاريخ، فإنه فقط من خلال التعاون والحلول المربحة للجميع يمكن لأكبر اقتصادين في العالم الإبحار نحو مستقبل أفضل.
ومع تبني موقف عقلاني وتعاوني، تمكنت الصين والولايات المتحدة مرة تلو أخرى من حل النزاعات وجسر الخلافات وجعل العلاقات التجارية الثنائية أكثر نضجا من خلال الحوار والتشاور.
ولا تعد المشاورات الاقتصادية والتجارية الصينية- الأمريكية الجارية استثناء من ذلك. ولخصت الصين موقفها اليوم الأحد في كتاب أبيض حول المشاورات، قائلة إن التعاون هو الخيار الصحيح الوحيد للجانبين. فالتعاون يخدم مصالح البلدين، والنزاع لن يعمل إلا على إلحاق الضرر بهما.
ويأتي إصدار هذا الكتاب الأبيض في التوقيت المناسب. إذ بعد أن نشرت الصين كتابا أبيض حول الحقائق وموقفها إزاء الاحتكاك التجاري مع الولايات المتحدة في سبتمبر 2018، عُقدت عدة جولات من المشاورات الاقتصادية والتجارية اتفق خلالها الجانبان على معظم أجزاء الاتفاق. إلا أن المشاورات لم تخل من الانتكاسات، التي كان كل منها نتيجة خرق أمريكي للتوافقات والالتزامات والنكوص عنها.
إن موقف الصين جلي ومتسق وراسخ. فالنزاعات والخلافات على الجبهة التجارية والاقتصادية بحاجة إلى حلها من خلال الحوار والمشاورات. وإن إبرام اتفاق متبادل النفع ومربح للجميع يخدم مصالح الصين والولايات المتحدة، ويرقى إلى تطلعات العالم.
وستعمل تدابير الرسوم الجمركية الأمريكية على تقويض ثقة السوق والاستقرار الاقتصادي في البلدين. وفي الواقع، قد تضرر الاقتصاد الأمريكي بشدة نتيجة إجراءاته للرسوم الجمركية، ولا سيما من حيث تكاليف الإنتاج المتزايدة وارتفاعات الأسعار المحلية والنمو الاقتصادي ورفاهية الشعب.
وعلى الصعيد العالمي، عملت التدابير الحمائية الأمريكية المنفردة على إلحاق أضرار بالنظام التجاري المتعدد الأطراف وعطلت على نحو خطير السلاسل الصناعية وسلاسل الإمداد على مستوى العالم، وشكلت تحديا جسيما للتعافي الاقتصادي العالمي وتهديدا كبيرا لاتجاه العولمة الاقتصادية.
بيد أن التعاون له متطلباته الأساسية. فلا يمكن التضحية بحق الصين في التنمية ولا يمكن تقويض سيادتها الاقتصادية. ولن تفضي المفاوضات إلى أي نتيجة إذا حاول طرف واحد إكراه الآخر أو إذا كان طرف واحد هو المستفيد من النتائج. وما ترنو إليه الصين هو مشاورات متكافئة ومتبادلة النفع وذات نتائج مربحة للجميع.
وحتى الآن، تصر واشنطن على وضع “أمريكا أولا” في كل ميدان للتجارة الدولية، وهو ما يتجلى في حقيقة إصرارها على إبرام اتفاق تجاري مع الصين يصب في صالح الولايات المتحدة.
ومن شأن هذا تقويض الأساس للمحادثات التجارية الثنائية، ويوضح سبب عدم تمخض الجولات الـ11 للمشاورات عن اتفاق.
ينبغي للتعاون أن يرتكز على مبادئ، وثمة حدود دنيا في المشاورات. والصين بدورها لن تتنازل حيال القضايا المبدئية الرئيسية، لكنها ستتصرف بعقلانية بما يخدم مصالح الشعب الصيني والشعب الأمريكي وسائر الشعوب حول العالم.
إن بعض السياسيين في واشنطن بحاجة حقا إلى تذكيرهم بالمقولة الشهيرة لبنيامين فرانكلين بأن “الصدق أفضل سياسة”، حتى يمكنهم الوفاء بالتزاماتهم وتبني موقف تعاوني للتطلع للأمام وليس للخلف.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.