هاينان تطلق رسميا سياسة العمليات الجمركية الخاصة وتدشن فصلا جديدا من الانفتاح

طلق ميناء هاينان للتجارة الحرة في 18 ديسمبر الجاري رسميًا، سياسة العمليات الجمركية الخاصة على مستوى الجزيرة بأكملها. وتمثل هذه السياسة الجديدة خطوة هامة بالنسبة لهاينان لتحقيق مستوى أعلى من الانفتاح. كما تعد تقدما جديدا في مسار بناء ميناء هاينان للتجارة الحرة، ليصبح نموذجا ملهما على مستوى الصين.

وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ، قد أكّد في وقت سابق على أن الهدف الاستراتيجي من تطوير ميناء هاينان للتجارة الحرة هو جعله بوابة مهمة تقود انفتاح الصين على العالم نحو عصر جديد.

وانطلاقًا من هذا الهدف، ستُطبّق جزيرة هاينان بأكملها، عقب إطلاق سياسة العمليات الجمركية الخاصة، نظاما للتحرير والتيسير يقوم على مبدأ ” فتح الخط الأول” و”الرقابة في الخط الثاني”، و”الحرية داخل الجزيرة”.

وتتمتع هاينان بموقع استراتيجي يربط بين المحيطين الهادئ والهندي، مستندة إلى سوق داخلية ضخمة، ومطلّة على دول جنوب شرق آسيا. وإلى جانب المكاسب السياسية المترتبة على إنشاء ميناء هاينان للتجارة الحرة، يتمتع الميناء بمزايا متعددة على صعيد “الشراء من العالم” و”البيع إلى العالم”.

في ورشة عمل بمجمع فوشينغتشنغ لصناعة المعلومات والإنترنت بمدينة هايكو، يستخدم موظف مبيعات من باكستان هاتفه المحمول للترويج للمنتجات الصينية باللغة الإنجليزية بطلاقة أمام مشاهدين من مختلف دول العالم. وقال وو تشينغجي، المدير العام للمجمع، إن المجمع يضم حاليًا أكثر من 10 آلاف شركة، وتجاوزت إيراداته 160 مليار يوان في عام 2024. وأضاف أن انخفاض معدلات الضرائب، وتبسيط النظام الضريبي، إلى جانب سياسة “الإعفاء الجمركي” التي يطبقها ميناء هاينان للتجارة الحرة، تُسهم بدرجة كبيرة في خفض تكاليف تشغيل الشركات.

وفي السوق الحرّة بمدينة سانيا، يتوافد السياح من شتى أنحاء العالم لشراء تشكيلة واسعة من السلع المعفاة من الرسوم الجمركية. وبعد تطبيق سياسة العمليات الجمركية الخاصة، ستوسّع نطاق هذه السلع من نحو 1900 سلعة إلى قرابة 6600 سلعة، ما أتاح لعدد أكبر من الشركات الاستفادة من هذه الحوافز.

أما محطة يانغبو الدولية للحاويات، فقد أطلقت منذ افتتاحها 59 خطا ملاحيا محليا ودوليا، لتؤسس شبكة شحن دولية توازن بين التجارة المحلية والدولية، وتربط بين البحار القريبة والبعيدة. كما حقق مطار هايكو ميلان الدولي سبقا في مجال التخليص الجمركي، إذ يمكن لمالكي البضائع إتمام بيانات الشحن خلال خمس دقائق فقط. في الأثناء يتدفق الأفراد والبضائع ورؤوس الأموال والبيانات من مختلف أنحاء العالم بشكل متواصل إلى ميناء هاينان للتجارة الحرة، ما يسرّع من تحوّله إلى قوة دافعة للانفتاح.

أشارر لين قوانغمينغ، كبير مخططي لجنة إدارة منطقة هاينان يانغبو للتنمية الاقتصادية، إلى أن السياست المتعلقة بالعمليات الجمركية الخاصة، ستسهم في جعل هاينان قبلة للمزيد من الكفاءات الدولية.

فيما قالت فو تشو، عضو لجنة الحزب ونائبة مدير إدارة منطقة هاينان بواو ليتشنغ الدولية التجريبية للسياحة العلاجية، إن العمليات الجمركية الخاصة ستوسع انفتاح الحدود وتعزز الربط بين ليتشنغ والسوق الدولية. مضيفة بأنه بعد إطلاق هذه السياسة، ستصبح إجراءات التخليص الجمركي للأدوية والأجهزة الطبية المستوردة أكثر سرعة وسلاسة. كما أن سياسات مثل تسهيل دخول وخروج الأفراد، والإعفاء من التأشيرة لمواطني 86 دولة، وتقليص مدة الموافقة على ممارسة الأطباء الأجانب في ليتشنغ إلى 15 يوما، ستوفر راحة غير مسبوقة للمرضى الدوليين وكبار الكفاءات الطبية الراغبين في القدوم إلى ليتشنغ.

من جانبه، أوضح تشو مي، نائب المدير والباحث بمعهد دراسات أمريكا وأوقيانوسيا التابع لأكاديمية التجارة الدولية والتعاون الاقتصادي بوزارة التجارة، أنه في ظل التحديات المشتركة التي تواجه الحوكمة العالمية، يوفّر إنشاء ميناء هاينان للتجارة الحرة مساحة جديدة أمام الصين والدول الأخرى، لاستكشاف فرص التنمية العالمية بشكل مشترك وابتكار مسارات تنموية جديدة.