العراق: التقنية الصينية تعيد تنشيط حقل ميسان النفطي العريق من خلال التحوّل الرقمي

شبكة الحزام والطريق للتعاون الاخباري والإعلامي

نجح مشروع خدمات مجمّع حقول ميسان النفطية التابع لشركة النفط الوطنية الصينية البحرية (كنوك) مؤخرا، في حفر أول بئر مزوّد بالألياف البصرية الدائمة في العراق. وصرّح محمد، المدير العراقي لجهاز الأشغال المشتركة لمجمّع حقول ميسان النفطية، بأن هذا البئر يوفّر أساسا متينا للإدارة العلمية والإنتاج الأمثل للحقل، منوّها بالقوة التقنية ومستوى الإدارة الذي تتمتع به الشركات الصينية من حيث الالتزام بأفضل الممارسات في صناعة النفط والغاز العالمية.

وأضاف المهندس وانغ شوشين، إن إنتاج آبار النفط يتطلّب تعديل المعايير وفقا لظروف باطن الأرض. في السابق، كنا نضطر إلى إيقاف التشغيل لأغراض الصيانة واستخدام أدوات متخصصة في عمليات الكشف. وكان كل توقف يكلّفنا مايعادل خسارة بنحو 500 ألف دولار. أما الآن، وبفضل الألياف البصرية الدائمة، يمكن تحميل بيانات الضغط ودرجة الحرارة والبيانات الصوتية من قاع البئر إلى “سحابة شوانيوي” التابعة لشركة “كنوك” في الوقت الفعلي، وإرسالها في الوقت نفسه إلى مركز التحكم داخل الحقل.

يقع حقل ميسان النفطي في منطقة صحراوية جنوب شرق العراق، ويُعد من أقدم حقول النفط في البلاد وأكثرها تحديا. وقد عانى الحقل على مدى سنوات طويلة العديد من الصعوبات، من بينها تقادم المنشآت، وتأخر التكنولوجيا، ونقص الموارد. وأوضح لي فنغ، المدير العام لشركة النفط الوطنية الصينية البحرية في العراق، أن قطاع النفط والغاز يشكّل ركيزة أساسية للاقتصاد العراقي، مضيفا بأن زيادة الإنتاج في حقل ميسان، يحتاج إلى إدخال تقنيات جديدة واستغلال الإمكانات الكامنة في هذا الحقل العريق.

إلى جانب إنشاء آبار الألياف الضوئية، طبّقت الشركة الصينية للمرة الأولى في العراق “تقنية الحفر على شكل عظم السمكة لزيادة الإنتاج”. وبالمقارنة مع الطرق التقليدية، تتيح هذه التقنية الوصول إلى أعماق أكبر، وتوسيع منطقة التفريغ، وتحسين كفاءة استغلال المكمن، ما يجعلها مناسبة بشكل خاص للمكامن الكربوناتية.

المهندس العراقي علي جبر، كان من بين المشاركين في تجميع وتركيب تقنية الحفر على شكل عظم السمكة. وأشار خلال مقابلته، إلى أن التقنيات الجديدة التي أدخلها فريق المشروع الصيني، قد أسهمت في تحسين كفاءة إنتاج الحقل، ومكّنت الموظفين العراقيين من إتقان أحدث التقنيات.

وأفادت الشركة الصينية أيضا، بأنها قد أطلقت أيضًا خطة «3+3»، التي تهدف إلى شغل نسبة محددة من المناصب الرئيسية بموظفي شركة ميسان للنفط أو بموظفين عراقيين خلال ست سنوات، وذلك من خلال برنامج تدريب شامل للكوادر المحلية.

في ذات الصدد، قال لي فنغ، بأن آبار الألياف الضوئية و”تقنية الحفر على شكل عظم السمكة” تُعدّان من التدابير المهمة التي اتخذها الفريق الصيني لتعزيز التحول الرقمي. وخلال العام الماضي، قادت الشركة كذلك سلسلة من التقنيات والعمليات الجديدة، وأسهمت في معالجة المعوقات التي حدّت من نمو إنتاج الحقل واستقراره.

من جانبه، صرّح القنصل العام الصيني في البصرة، تشن بيتشونغ، بأن العلاقات الصينية العراقية تشهد تطورا سليما ومستقرا في مختلف المجالات. وأعرب عن أمله في أن يستفيد الجانبان بشكل أكبر من مزايا التعاون في مجال الطاقة لتعزيز التبادل التكنولوجي والتعاون في المشاريع المتنوعة، بما يعود بالنفع على شعبي البلدين.