صناعة الثياب الصينية تعزز حضورها في أسواق الدول العربية
تشهد الثياب المصنعة في الصين إقبالا متزايدا في أسواق الدول العربية، مدفوعة بتحسن الجودة وتطور الحرف الإنتاجية وتنامي نماذج التفصيل حسب الطلب، ما يعكس انتقال “صنع في الصين” من الإنتاج الكمي إلى القيمة المضافة الأعلى.
وفي محافظة ونشانغ بمقاطعة شاندونغ بشرقي الصين، تعد شركة أمينة لتكنولوجيا الملابس المحدودة إحدى الشركات المتخصصة في إنتاج الثياب العربية الموجهة للتصدير. وقالت مديرة الشركة لونغ وان هوان إن تصميم الثياب يختلف باختلاف المناطق، حيث تفضل أسواق الشرق الأوسط الألوان الفاتحة والبساطة في القصات، بينما تميل منطقة شمالي وغربي إفريقيا إلى الزخرفة والتطريز التقليديين، في حين تركز أسواق جنوب شرقي آسيا على خفة الأقمشة وملاءمتها للمناخ الحار الرطب.
وأشارت لونغ إلى أن الثياب تبدو بسيطة شكلا لكنها دقيقة التفاصيل، إذ تختلف متطلبات الأقمشة والألوان والحرفية من بلد إلى آخر. ولذلك أدخلت الشركة فرق تصميم من السعودية في مراحل التصميم والبحث والتطوير، لضمان توافق المنتجات مع العادات الدينية والذوق المحلي، مع الحفاظ على الطابع العصري.
وخلال أكثر من عشر سنوات من التطور، أسهمت شركات محلية في ونشانغ في بناء سلسلة صناعية متكاملة تشمل التصميم والتصنيع والتصدير، حيث تصدر الثياب حاليا إلى أكثر من 30 دولة ومنطقة، من بينها السعودية والجزائر وماليزيا. وتصدر شركة أمينة وحدها أكثر من 800 ألف ثوب سنويا، وتشغل حصة لا بأس بها في سوق الثياب العربية المتوسطة والعالية المستوى.
وأضافت لونغ أن الشركات الصينية باتت تتحول من “المنافسة في الحجم” إلى “المنافسة في الجودة والتخصيص”، وأن شركتها قد مرت أيضا بهذا التحول، وأخذت تعمل على تعزيز جودة منتجاتها وابتكار تصميمات جديدة من خلال إدخال معدات تصنيع متقدمة، مع الحفاظ على تنفيذ الحرف اليدوية الدقيقة، مثل التطريز، يدويا على أيدي الخياطين المتمرسين.
وقال أحد عملاء الشركة من العراق إن استقرار جودة منتجات شركة أمينة شكل أساسا للتعاون طويل الأمد وركيزة مهمة لنجاح علامته التجارية في السوق المحلية. وانطلاقا من هذه الثقة، بدأ بعض العملاء من الشرق الأوسط بالاستثمار في مشروعات جديدة للشركة.