تقرير سنوي: خبراء عراقيون يشيدون بفلسفة التنمية الجديدة الصينية ويعتبرونها مصدر إلهام لدول العالم
أشاد خبراء عراقيون بفلسفة التنمية الجديدة الصينية التي حققت من خلالها الصين طفرة نوعية في حياة شعبها وتمكنت من بناء اقتصاد قوي يعتمد على الابتكار والتنمية عالية الجودة، مؤكدين أن دول العالم والشرق الأوسط يمكن أن تقتدي بهذه الفلسفة لحل مشاكلها الاقتصادية وتطوير بنيتها التحتية.
فقد قال الدكتور حسين مقداد حسين أستاذ الاقتصاد في كلية الإدارة والاقتصاد بالجامعة العراقية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن “فلسفة التنمية الجديدة الصينية تقوم بالأساس على تحسين الاقتصاد الصيني المحلي ورفع كفاءته وتطويره وإدخال عناصر جديدة فيه، بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة المتطورة والذكاء الاصطناعي وتوظيف العلم لتطوير الاقتصاد”.
وأضاف أن “الصين تمكنت من تطوير اقتصادها بصورة كبيرة كما ونوعا وأبهرت العالم، لاعتمادها على الأسس العلمية الصحيحة، وقيامها بتعزيز الابتكار والتنمية عالية الجودة. وبعد نجاح اقتصادها محليا، ربطت أسواقها المحلية بالأسواق العالمية، من خلال انفتاحها وبمرونة عالية على جميع دول العالم، ما أدى إلى انتشار نموذج التنمية الصينية، الذي أصبح مصدر إلهام للعديد من دول العالم وخاصة في الشرق الأوسط”.
واستطرد مقداد قائلا إن “أحد أهم أسباب نجاح التنمية الجديدة الصينية هو فلسفتها القائمة على وضع الشعب في المقام الأول، والاهتمام بالاقتصاد، لأنه الأساس لتطور بقية القطاعات.”
كما ذكر أن الصين لم تكتف بذلك، بل طورت اقتصادها وحسنت من إنتاجها وبضائعها، ما جعل منتجاتها تحظى بحضور واسع في الأسواق الدولية، موضحا أن السيارات الصينية الحديثة الصديقة للبيئة أصبحت متوفرة في أنحاء العالم، ومنها العراق، الذي انتشرت فيه السيارات الصينية الحديثة، وغيرها من المنتجات الصينية عالية الجودة.
ولفت إلى أن فلسفة التنمية الجديدة الصينية يمكن أن تساعد على حل مشاكل العراق بما في ذلك الجوانب الاقتصادية، وتعويض النقص في البنى التحتية، وتحسين البيئة، ومكافحة التلوث وغيرها من التحديات التي يواجهها العراق.
بدوره، قال الباحث السياسي الدكتور ناظم علي، المهتم بالشأن الصيني، لـ((شينخوا)) إن “الصين تقدم نموذجا جديدا في مجال التنمية يختلف عن بقية النماذج التي تقدمها الدول الكبرى والغنية”. وأشار إلى أن النموذج الصيني يقوم على الشراكة والتعاون، مضيفا أنه نموذج تنموي “يركز على النمو الشامل المستدام الذي يعتمد على تعزيز جوانب الابتكار والتنمية عالية الجودة”.
وأضاف أن استراتيجية التنمية الصينية تدفع نحو التركيز على النمو السريع للاقتصاد يسانده التقدم في مجالات الابتكار التكنولوجي والعمل على البنية التحتية وتطويرها، من خلال تعزيز الممارسات المستدامة لتحقيق أهداف التنمية ورفاه المجتمع، وهذا يمكن تحقيقه من خلال التعاون الدولي الوثيق.
وبشأن منطقة الشرق الأوسط، قال علي إن الصين عززت علاقاتها مع دول هذه المنطقة الاستراتيجية وفقا لمبدأ التعاون المشترك، وتسعى مع دول المنطقة إلى تعزيز الاستقرار الاقتصادي والمساهمة في البناء بما يدعم الأمن والسلم الدوليين.
وفي السياق ذاته، قال ياسر مطلق، رئيس مؤسسة فواصل للبحوث والدراسات، في حديثه لـ((شينخوا)) إن فلسفة التنمية الجديدة الصينية تقوم على تقوية الاقتصاد الداخلي وربطه بالأسواق العالمية، وتشكل نموذجا ملهما لدول الشرق الأوسط لأنها عملية وغير أيديولوجية.
وأكد أن العراق يمكنه الاستفادة من التنمية الصينية من خلال تعزيز الإنتاج المحلي في الصناعة والزراعة لتقليل الاستيراد، وتطوير البنية التحتية (طرق، سكك، موانئ) بالشراكة مع الصين، فضلا عن السعي لتحقيق التحول الرقمي بالاستفادة من الخبرة الصينية في التكنولوجيا والمدن الذكية، وفي الطاقة المتجددة عبر مشروعات شمسية كبيرة، وتنويع الشراكات الاقتصادية مع الصين.
وأشار مطلق إلى أن الصين وبفضل فلسفة تنميتها الجديدة والناجحة تمكنت من ترسيخ روابطها بالاقتصاد العالمي، قائلا إن “نجاح الصين في بناء اقتصاد قوي منفتح على الاقتصاد العالمي هو أحد الأسباب المهمة لنجاح فلسفة التنمية الصينية”.
وخلص مطلق بالقول إن “النموذج الصيني يقدم للعراق فرصة ثمينة لبناء اقتصاد قوي ومستدام إذا توفرت إرادة إصلاح عراقية واضحة”.