موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: هل مقتل السفير الأمريكي في ليبيا نهاية مأساوية للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ؟

0


صحيفة الشعب الصينية:
أدان الرئيس الأمريكي باراك اوباما بشدة مقتل السفير الأمريكي لدى طرابلس، جي كريستوفر ستيفنز، وثلاثة أمريكيين في الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأمريكية في بنغازي ليلة يوم 11 سبتمبر الحالي ونفذه مسلحون احتجاجا على فيلم أميركي اعتبروه مسيئا للإسلام،وإهانة للنبي محمد.وفي نفس اليوم ولسبب ذاته، اقتحم المتظاهرون في مصر السفارة الأمريكية في القاهرة. وهذا الصراع الأكثر حدة بين الولايات المتحدة و المجتمع العربي منذ اندلاع ” الربيع العربي”.

يعتبر مقتل سفير دولة كبيرة من الأحداث المتطرفة من الناحية الدبلوماسية، وهذا غالبا ما يضع السياسة الخارجية للدولة المتضررة في خانة الفشل الكبير.كما أن مقتل سفير الولايات المتحدة الدولة التي نادت بالثورة في ليبيا في مدينة بنغازي بوتقة الثورة التي شهدها ليبيا رمز سياسي خطير.

وجب مقتل الدبلوماسيين الأمريكيين اعتقاد مع شك الدوائر الخارجية في الفشل الأمريكي الثلاث: أولا، فشل الإستراتيجية الأمريكية للتحول الديمقراطي في الشرق الأوسط على مدى السنوات العشر. لقد اظهر مقتل الدبلوماسيين الأمريكيين في ليبيا التطور غير الحسن للتحول الديمقراطي في منطقة الشرق الأوسط، كما لم يفضي إلى تحول العالم العربي نحو الغرب أيضا،ويعكس مقتل السفير الأمريكي مدى الكراهية التي يكنها الناس في تلك المنطقة للولايات المتحدة على ارض الواقع.

ثانيا،فشل سياسة باراك اوباما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ عام 2011. إن تشجيع إدارة اوباما الديمقراطية في الشرق الأوسط،هو القضاء على السياسة القوية القديمة.ولكن رفض الولايات المتحدة القيام بالاستثمارات الجديدة في الشرق الأوسط، في حين نقلت العديد من قواتها إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ،أدى إلى التقليل من رافعة الولايات المتحدة الفعلية للوضع في الشرق الأوسط يوما بعد يوم.

ثالثا، فشل حرب الولايات المتحدة على محاربة ” الإرهاب”. اعتقدت الولايات المتحدة انه بمقتل أسامة بن لادن في العام الماضي تستطيع مكافحة ” الإرهاب”مرة واحدة، ويمكن خفض مستوى التهديد الإرهابي على الولايات المتحدة. لكن مقتل السفير الأمريكي في ليبيا قبل أمس يدفع بالولايات المتحدة إلى إعادة النظر في الاستنتاج السابق الذكر.

إن الهجوم على السفارة الأمريكية قبل أمس لا يمس بعمق الولايات المتحدة فقط، بل يمس الغرب كاملا.حيث أن خطورة الصدام بين الحضارتين العربية والغربية بما فيها الولايات المتحدة لا تتلاشى بسبب الثورة.بالعكس، فإن السخط الشعبي العربي ضد الغرب فقد حاجز الرجل السياسي القوي،وأصبح من الصعب وقف التغيير الحالي،ويزيد من فرص الصراع الحاد بين الحضارتين على وجه التحديد.

اظهر عصر الانترنيت عدم احترام المجتمع المدني الأمريكي للحضارة العربية.وخلال العامين الماضيين، حدث تدنيس وحرق القرآن الكريم عدة مرات من قبل المجتمع المدني الأمريكي والجنود الأمريكيين، مما أدى إلى غضب وسخط الجماهير العربية،وإن ما حدث في اليومين الأخيرين من الاحتجاجات هي أيضا تعبير على هذه المشاعر إلى حد ما.

مقتل السفراء الأجانب خلاصة اصطدام الحضارات البشرية،وسوف يدينها الرأي العام السائد في جميع أنحاء العالم.ولكن إذا كانت أحداث ” 11 سبتمبر” خلقت عقلية أكثر تعقيدا في المجتمع المدني العربي، فإن مقتل السفير الأمريكي في دولة عربية يوم 11 سبتمبر عام 2012 دليل على أن التاريخ يدور في دائرة كبيرة قليلة التحرك.

تكمن التحديات الجديدة التي تواجهها الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، في إمكانية ظهور الحركة الاناركية القوية جدا في المنطقة،ودخول الديمقراطية بملابس جديدة ،لكنها ملطخة بالطين ، وفوز الأحزاب الإسلامية في الجولة الأولى، ومعرفة الفائز في الجولة القادمة.

‏باتت‏ ‏حياة‏ ‏الدبلوماسيين الأمريكيين ‏ ‏في‏ ‏خطر في العديد من بلدان العالم، وهذه المغزى السياسية الخطيرة عميقة جدا. والأمل يبقى في تفكيك الولايات المتحدة بعناية لعقدة العوامل الخطرة المتشابكة،لحماية حياة دبلوماسييها الغالية، وأيضا من اجل تحقيق السلام والاستقرار في جميع إنحاء العالم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.