موقع متخصص بالشؤون الصينية

لوفيجارو: الصين تلقن أمريكا درسًا في التعامل مع الدول العربية

0


صحيفة الدستور المصرية:
تعج الصحافة الصينية الرسمية بمقالات تعلق بسعادة واضحة على الإخفاقات الجديدة للولايات المتحدة فى العالم العربي.
وتشير صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية اليومية فى موقعها على الإنترنت، إلى أن جميع المقالات حملت نفس المضمون: لقد لعب الأمريكيون بالنار خلال الربيع العربي، وإن هذه النار سترتد إليهم، وجاءت افتتاحية صحيفة “جلوبال تايمز” الصينية الرسمية تحمل عنوان “الفشل فى ليبيا يجسد الواقع المرير للسياسة الأمريكية”.
وترى الصحيفة أن الاعتداء على السفير الامريكى لدى ليبيا له “مدلول سياسى خطير”. وأضافت الصحيفة ان “السخط الشعبى تجاه الغرب فى طريقه للتصعيد، بصورة خارجة عن السيطرة”.
وأكدت وكالة الصين الجديدة أيضًا أن التمرد الحالى على الولايات المتحدة “يجسد الاستراتيجية السيئة” للولايات المتحدة و “يظهر حاجة واشنطن لإعادة النظر فى سياساتها فى المنطقة”، ولم ترق للصين مطلقًا الضربات الجوية التى تم شنها على ليبيا، معتبرة أن الغرب قد خدعها عندما أساء تفسير قرار الأمم المتحدة.
ولقد ظلت الصين، خلال حمى الربيع العربى، مخلصة لمبدأها الرسمى الداعى الى عدم التدخل فى الشئون الداخلية لدولة آخرى .. وهى السياسة التى دفعتها الى دعم الانظمة القائمة والى تجاهل الحركات المعارضة . و لكن إزاء انهيار النظام فى تونس ومصر و ليبيا، خشى الصينيون من ان “يفقدوا الاتصال” بالعالم العربى الجديد ، و ان يدفعوا ثمن تجاهلهم للثوار. كما ان موقفهم هذا قد يؤثر على مصالحهم الاقتصادية فى المنطقة.
واقدمت بكين، فى نهاية المطاف، على الاتصال بالثوار الليبيين، و حتى قبل سقوط القذافى. مثلما تفعل الآن مع المعارضة السورية، التى ينتظر أن يتوجه وفد من إحدى فصائلها إلى بكين الأسبوع الجاري، فى حين تواصل الصين دعم النظام السورى . وقالت وزارة الخارجية الصينية تعليقا على تلك الزيارة ان “الصين تعمل بشكل فعال و حيادى مع جميع الاطراف فى سوريا حتى يتم التوصل الى قرار سياسى بشأن الازمة السورية”، وترى صحيفة “لوفيجارو” ان الموقف العصيب الذى تواجهه واشنطن قد يسمح لبكين باستعادة نفوذها فى المنطقة.
وثمة تعليق آخر أوردته صحيفة “جلوبال تايمز” الصينية يستخلص من الغضب الذى اثاره الفيلم المسيء للاسلام ، درسا يذهب لما هو أبعد من الدبلوماسية فى الشرق الأوسط .. الا وهو ان الولايات المتحدة يجب أن تكون أقل غطرسة و تتعلم “احترام الثقافات الأخرى”. وتطالبها الصحيفة الصينية ضمنيا بالاعتراف ب- “الخصائص الصينية” الشهيرة فيما يتعلق بالنظام السياسى و حقوق الإنسان.
وأشارت الصحيفة الصينية إلى أنه يصعب أن نفسر للشعوب المسلمة عدم تمكننا من منع بث مثل هذه الأفلام، بالاختباء خلف حرية التعبير، واعتبرت الصحيفة أنه فى مثل هذه المواقف تظهر الجوانب الإيجابية للرقابة و لفرض قيود على الحريات الشخصية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.