موقع متخصص بالشؤون الصينية

باحث سياسي: الصين لن تستخدم القوة ضد اليابان لحل قضية الجزر المتنازع عليها

0


موقع روسيا اليوم الالكتروني:
عبر فكتور بافلياتينكو الباحث في مركز دراسة اليابان بمعهد الشرقِ الأقصى الروسي في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم” عن شكوكه في استعداد الصين لاستخدام القوة العسكرية من أجل الدفاع عن سيادتها على جزر سينكاكو المتنازع عليها مع اليابان، ويرى أن الجانبين سيبحثان عن حلول دبلوماسية.

وقد جاء في المقابلة ما يلي:

س – متى وكيف نشأ النزاع الحدودي بين الصين واليابان؟

ج – تقليديا يعتبر أن النزاع نشأ في عام 1972 بعد إعلان الصين رسميا رفضها لسيطرة اليابان على جزر سينكاكو، باعتبار أن الجزر تعود لها تاريخيا. كذلك يعتبرون تقليديا أن الحافز الأساسي كان نشر تقرير حول وجود النفط في الجرف المحيط بهذه الجزر، وينظر إلى هذا الأمر على أنه السبب الاقتصادي للنزاع الحدودي. لكن في الواقع هذا نتيجة للحرب العالمية الثانية، فاليابان وفق اتفاق سان فرانسيسكو تنازلت عن احتلالها لتايوان وجزر سينكاكو التي كانت تابعة لمقاطعة تايوان. موقف الصين أقوى من وجهة النظر التاريخية. فبالنسبة لليابان يبدأ تاريخ الجزر من عام 1885، اي بعد خسارة الصين في الحرب مع اليابان حين احتلت اليابان تايوان وكل ما حولها.

س – ما قيمة هذه الجزر؟

ج – كل سنتيمتر مربع قيم بالنسبة للدولة. هذه الجزر صغيرة، مساحتها حوالي 6000 متر مربع، لكن أهميتها تكمن في أنها نقطة يبدأ منها تحديد المنطقة الاقتصادية والمياه الإقليمية لليابان. توجد بقع بيضاء في القانون الدولي البحري، بينها عدم تحديد مفهوم الجزيرة، فالعديد من هذه الجزر مجرد صخور تظهر فوق الماء، وتختفي تحته في فترة المد. والصين تصر على أنها لا علاقة لها بالأرخبيل الياباني وتعتبرها ضمن منطقتها الاقتصادية. من هذا المنطلق تكتسب الجزر أهمية استراتيجية، أما بالنسبة للثروات الباطنية فقد جرت دراسة غير مكتملة، وعلى الجانب الصيني ينتج الغاز في حقل تشونساو. أما الجانب الياباني فاكتفى حتى الآن بالتقديرات والنوايا.

س – الصين مستعدة للدفاع عن سيادتها بكل الوسائل. إلى أين يمكن أن تصل الأمور؟

ج – هذه عبارة دبلوماسية قبل كل شيء. أنا أشك بأن يعني هذا استعداد الصين لاستخدام إجراءات صارمة للدفاع عن سيادتها على الجزر، أن تستخدم الجيش. من الممكن ان ترسل الصين عدة سفن وتحتل الجزر وتكون قد حمت سيادتها. لكن ثمن إجراءات كهذه غال جدا. والصين تفهم هذا. واليابان أيضا تفهم هذا. الطرفان لا يرغبان في تخطي نقطة الأوج في التوتر القائم لأن النتائج لبلدين تصل دورة التبادل الاقتصادي بينهما إلى أكثر من 300 مليار دولار(في السنة)، ستكون مؤلمة بالنسبة للجانبين. أعتقد أن الطرفين رغم العبارات الرنانة لن يقوما بأعمال متسرعة وسيبحثان عن طرق أخرى للحل، وربما يتم الحفاظ على الوضع الراهن.

س – إذا برأيك لا يمكن أن يتطور النزاع إلى مستوى شبيه بالنزاع بين بريطانيا والأرجنتين على جزر الفولكلاند؟

ج – لا بالطبع. أزمة الفولكلاند وجزر سينكاكو أمران مختلفان. والعلاقة بين انكلترا والأرجنتين قصة مختلفة عن علاقات الصين واليابان.

س – برأيك ما أهمية هذه الجزر بالنسبة للولايات المتحدة؟

ج – حين احتلت الولايات المتحدة أوكيناوا، استخدمت هذه الجزر كهدف للقصف لتدريب طياريها، ولا تمثل أي قيمة أخرى بالنسبة للأمريكان. حين تفاقم هذا النزاع في عام 2010 بقي الأمريكان في الظل طويلا دون إعلان موقف، لكنهم اضطروا لذلك العام الماضي، فنائب وزير الخارجية كروولي قال: نعم نعرف بوجود هذه الجزر، لكننا لا ننوي التدخل في هذا النزاع. ثم صرحت كلينتون، ردا على طلب طوكيو، بأن هذه الجزر تدخل في منطقة الاتفاق الأمريكي الياباني للدفاع المشترك، لكنها لم تعد بأي مساعدة. ومنذ فترة وجيزة أعلنت المتحدثة الصحفية في الخارجية الأمريكية أن واشنطن لا ترغب في الاصطفاف إلى جانب أي من الطرفين. اليابان طبعا من أهم شركاء الولايات المتحدة في منطقة المحيط الهادي، لكن الصين هي الاقتصاد الثاني في العالم، بآفاق واسعة، وأنا واثق بأن الولايات المتحدة لن تقوم بأية تدابير عملية للتدخل في النزاع. وستسعى واشنطن لتسهيل الحل الدبلوماسي ولتخفيف حدة التوتر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.