موقع متخصص بالشؤون الصينية

(يْوهْ) رَجلُ المُهِمّات الصَعْبَةِ!

0


صحيفة الديار الأردنية:
م. يلينا نيدوغينا:
كانت إشارته كافية ووافية لإيفاءِ أصدقاء الصين الحقيقيين حقّهمُ المعنوي. ففي حفل تكريم ووداع المستشار السابق “تشن شينغ تشونغ” بعد انتهاء مهام عمله لثلاث سنوات ونيّف في الاردن، والترحيب في الوقت والحفل نفسه بالمستشار الجديد السيد “ليو تشينغ تشيان”، تحدث سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الاردن سعادة السيد “يوه شياو يونغ” عن العمل المثابر الذي تبذله سفارته، وهو بالطبع على رأسها، للإرتقاء بالعلاقات بين بلاده والاردن، مُدَلِلاً على أهمية هذه العلاقات ونفعِها وما تحقق فيها ومنها من نجاحات في المناحي المختلفة للتعاون. وفجأة يُشير السفير الى ناحيتي حيث كنت أجلس بالقرب من المنصة ويتحدث عن العلاقات التي تتطور أيضا بفضل تلكم التعاون والتنسيق مع الأصدقاء الحقيقيين للصين. كانت قاعة الحفل ضاجّة بالمدعوين والصينيين ووسائل الإعلام الصينية والكادر الدبلوماسي الصيني والأجنبي. لقد كانت إشارة السفير تكريماً وافياً وفي محلّه في هذا الحفل لأصدقاء الصين ممن يبذلون ما يَسعهم الجهد والجهاد من ذواتهم وعقولهم وبلا أية مكافئات أو مخصصات من أي نوع، للتعريف بالصين بالكلمة الصادقة والمُبَاشِرة وبلا رتوش ولا مساحيق. فكانت المواد المنشورة منذ سنوات وللآن خير دليل على عمق الصداقة والإخلاص للقضايا المشتركة في تربة البلدين لتنمو مستقيمة ومُورِقةً خضراء، فتحقق مُراد هذه الإشارة المشكورة بأن لفتت إنتباه الصينيين كما والاردنيين داخل القاعة، كما لفتت المواد اعلامية المنشورة إنتباه القراء من كل فئة وطبقة وشريحة في الصين والاردن في وقت لاحق وحالي مُضارِع!.

أعود للسفير الصيني السيد “يوه شياو يونغ” الذي أسميه “رجلُ المهامِ الصعبةِ”. فقد جاء تعيينه في الاردن في عشرية الأحداث الجِسام التي بدأ العالم العربي والاردن بضمنه يشهدها ويمور بها ويعاني منها. وهو أمر يِستلزم من السفير وكادر سفارته جهداً غير عادي لمواصلة متابعة التطورات صغيرها قبل كبيرها بهمة أكبر بحيث لا يفوتهم معلومة أو تطور قد يكون تأثيره مفصلياً، وللإحاطة بها، فإتخاذ القرار المناسب والحكيم بشأنها، والضامن لعلاقات صينية أردنية متزنة وناجحة وتصب في المصب المناسب دون ان تخدش طرفاً.

كانت طلعة السفير، كعادتها اليومية، بهيّة ووضّاءَة خلال حديثه أمام جموع الحضور للإحتفاء بالمستشارين “تشن” و” ليو”. وكان حديث السفير كعادته هادئاً للغاية وسَلِساً، وعميقاً ومفعماً بالمعاني عن بلاده وعلاقاتها، وعن سفارته وصِلاتها، مما شدَّ إنتباه الحضور إليه، والإصغاء الى مفردات خطابه ومعانيها وتميّزها. فقد اراد السفير هذا الحفل لتكريم زملاء له في مهمتهم الدبلوماسية ممن يعاونونه بإخلاص، فكان معيناً لهم ينبض ولا ينضب بالسهر على راحتهم وسعادتهم لدفعهم الى اجتراح المزيد من الأعمال الملاح التي تُعلِي شأن السفارة في بكين وعمّان، وفي أوساط  الشعبين الصديقين، فكان للسفير ما أراد من نفع فاضَ النجاح به ولهُ.

لقد تمكّن السفير “يوه شياو يونغ” متسلحاً بسياسة بلاده، وخلال حقبة زمنية قصيرة من تجاوز كل الإساءات التي كالتها قوى مختلفة ظالمة للصين. فلم نلحظ من سفارته سوى الهدوء بالتعامل مع مختلف الظواهر والخطابات والحِراكات. واستمرت السفارة وكعادتها بتقديم خدماتها للكل، والإعلان عن سياسة بلادها بشفافية، فحققت انجازاً بالتعريف الأوسع بها، وتبيان السمين من الغث المُستَهدِف لعلاقات الصين بالعرب ورغبة بعض القوى دق إسفين الخلافات بينهما، فكانت الصين ناجحة سَاندة نفسها الى آليات مُجرِبة في التعامل مع الآخر استنبططها من تاريخها الألفي وسياسة “البامبو” طويلة النفس والفائضة بالحكمة. فعندما تجتمع الأحرف لتصبح كلمات مُفعمات ونابضات بعمق المعاني، تغدو من تلقاء ذاتها مُرصعةً بِجملِ جادة مُشيدة بشخصية لها “السفير يوه” سَجلّها الحافل والمُشرّف ناصح لا يخبو لمعانه في خدمة الوطن الصيني وخدمة علاقاته مع الشعوب الاخرى، وعندها تكون حتماً للقلم مروراً على مشواره الدبلوماسي العملي المتفان بإخلاص فيستمر “يوه” قائداً ميدانياً ناحجاً ومحنّكاً يُدير عمله بسلاسة ويسوس السياسة بخفة ليخرج بثمرة العمل المُنتج.

يتميز السفير “يوه شياو يونغ” بشخصية مُحببة، لطيفة وقوية في آنٍ. وهو يَلتزم الإتزان في نهجه الدبلوماسي في البيان والعرض والاستنتاج، إلا أنك تتعرف في لهجته ومُحيّاه على شخصية قوية وصلبة وصلدة, تستند الى ثقافة واسعة وأُفق شاسع, وحنكة يستمدها من فضاءات المعرفة، جعلت من الآخرين مُحبّين له ومُقدّرين له نهجه وصفاء لسانه ومسلكيته. لذا فقد غدا السفير “يوه” مِثالاً يُحتذى. فهو إذ يستمع لجميع الناس، يستمعون إليه بإنتباه ليغرفوا من فصاحته ويستدلوا منها على سياسة بلاده الكبيرة والكبرى، وليستزيدوا بها في خضم تلاحق الأخبار المتواجهة، وبعضها ضالٌ مُضللٌ، عن سياسة الصين الشريفة في العالم العربي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.