موقع متخصص بالشؤون الصينية

(الصين على أربع عجلات) يكشف تناقضات الكبار

0


موقع صحيفة الحياة الالكتروني:
أمستردام – محمد موسى:
بعد النجاح الكبير الذي حصده برنامج «الصينيون آتون»، والذي عرض العام الماضي على شاشة القناة الثانية لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، تعود المؤسسة الإعلامية البريطانية لموضوعة الاقتصاد «الصيني»، في برنامجها التسجيلي الجديد «الصين على أربع عجلات»، والذي بدأت القناة التلفزيونية ذاتها بعرض أولى حلقاته مساء الأحد المنصرم.

وإذا كان «الصينيون آتون» اهتم بالنفوذ الاقتصادي الصيني المتصاعد حول العالم، من أفريقيا إلى أميركا الجنوبية مروراً بأوروبا والولايات المتحدة الأميركية، يقوم البرنامج الجديد برحلة عبر الصين البلد الذي ما زال مجهولاً عند كثر، على رغم انفتاحه الكبير على وسائل الإعلام في العقد الأخير، بعد أن كان وحتى سنوات التسعينات، مغلقاً أمام القنوات التلفزيونية الأجنبية، والصور التي كانت تخرج من البلد، تخضع لمرشح أجهزة الرقابة الحكومية الصينية القاسي.

أغلى السيارات وأقوى الحمير
يقوم مقدما البرنامج: أنيتا راني وجوستين روالت (الأخير قدم برنامج «الصينيون آتون»)، برحلتين مختلفتين داخل الصين، فتسلك المقدمة طريق «الأثرياء»، في محاولاتها رصد مظاهر الغنى التي ينعم بها كثر من الصينبين، فيما يذهب زميلها البريطاني إلى مناطق الريف النائية، حيث يعيش صينيون ما زال معظمهم تحت خط الفقر، ليرصد هو الآخر الوجه الأقل ظهوراً إعلامياً، ملتقياً مزارعين فقراء، بعضهم ينتمي إلى 250 مليون صيني من الذين يعيشون تحت خط الفقر، على رغم أن بلادهم أصبحت أحد اللاعبين الكبار في الاقتصاد العالمي، ومعظم منتجات العالم تصنع على أرضهم.

في الصين الغنية، سنتعرف إلى شباب صينين يقودون أغلى السيارات في العالم، ويكادون لا يعرفون شيئاً عن ماضي بلادهم الشيوعي، فنادق فخمة، طبقة متوسطة تتوسع كل عام، أصبح بإمكانها أن تقضي عطلات غالية في الصين، وربما تبدأ قريباً بالتنقل حول العالم، شوارع مليئة بسيارات حديثة، بعضها يصنع في الصين نفسها، إذ تزور مقدمة البرنامج مصنعاً كبيراً لسيارات «الجدار العظيم» الصينية، والتي وصل إنتاجها في العام الماضي إلى 18 مليون سيارة، ويتوقع أن تنافس انتشار السيارات الأميركية والألمانية في الصين، خصوصاً أنها تتجه لإرضاء جيل جديد صاعد من الصينيين، يبحث عن الترف في السيارة التي يقودها، والتي أصبحت، كما في أمكنة عدة من العالم، إشارة إلى الطبقة الاجتماعية التي ينتمي لها مالكها.

لكنّ حال معظم الريف الصيني لا تمت بصلة لحياة المدن الغنية الصينية. فالفلاح هناك ما زال يستعين بالجياد والحمير لحرث أراضيه، والشاب المولود في الأرياف، يحلم بانتقاله إلى المدن للهرب من جمود حياته وفقرها، ومناطق شاسعة تغيب عنها الخدمات، وتبدو، وكما أظهرها البرنامج، وكأنها ما زالت تعيش ظروف بدايات القرن الماضي.

طفرة وأخطار
يسلط البرنامج التسجيلي الانتباه على الطفرة العقارية في الصين، وأخطار معاناة البلاد أزمات حادة إذا توقّف النمو العقاري هناك، بخاصة مع ظهور بوادر أزمة عقارية كبيرة، تتمثل بمدن كاملة بنيت للأغنياء بأموال مقترضة، ولا تجد الآن من يسكنها، فتبدو اليوم وكأنها مدن أشباح. كما إن الحكومة الصينية التي عبّدت طرقاً، وأكثر من أي بلد في العالم في العقد الآخير، ربما تجد نفسها أمام مشكلة تسديد ديون الانفتاح الصيني، خصوصاً أنها قامت باستدانة المبالغ المخصصة لرصف الطرق الحديثة، والتي ساعدت كثيراً بربط مناطق نائية في الصين، وسهلت النجاح الهائل للاقتصاد الصيني.

ولأن رحلة البرنامج التسجيلي البريطاني عبر الصين ستكون بالسيارات، يتم الاهتمام بها، كأحد أوجه الرفاه الاقتصادي في البلد، وأيضاً بما تحمله من تحديات ومشاكل شديدة التعقيد، كالتلوث الذي تسببه ويضرب المدن الصينية، ويعد الأعلى في العالم، كذلك معدل الحوادث في الطرق، والذي يعد الأعلى في العالم، إذ يمثل ضحاياه السبب الرئيس لوفيات الصينيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و50 سنة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.