موقع متخصص بالشؤون الصينية

كيف تصبح المرأة الصينية قوة سياسية؟

0


موقع قناة BBC الالكتروني:
لا تبد لين شوانغ بحذائها القتالي وشعرها المربوط لأعلى في ربطة ذيل حصان، شبيهة بالرجال الذين يتبوأون المراكز القيادية في الحزب الشيوعي الصيني، ولكن هذا لم يمنعها من قضاء أربع سنوات من عمرها لتصبح عضو في الحزب، على أمل تحسين فرصها الوظيفية.

ولين، التي تتحدث الإنجليزية بطلاقة، طالبة بجامعة بكين وتدرس تخصص الصفوة وهو العلاقات الخارجية، وهي أيضا عضو نشط بمنظمة الشباب الشيوعي وتمتلك حماسة سياسية شديدة، وعندما كانت تدرس أحد الفصول الدراسية في نيويورك هذا العام كانت ضمن الفريق الموجود يوم زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لجامعة كولومبيا.

قالت مبتسمة “إنه لمن الرائع أن تكون قريبا من الرئيس.”

فتاة بهذه البراعة يمكن أن تكون في العديد من الدول الأخرى مرشحة رئيسية للعمل في الحكومة، ثم تسهم في النهاية في إدارة شؤون بلادها.

ولكن لين لاتنوي الاهتمام بهذا الاختيار، وتقول شارحة “أنا لا أعرف الكثير عن الثقافة السياسية الصينية، ولكني أعتقد أنها مجال ذكوري”، وهي ترغب بدلا من ذلك في أن تعمل في إحدى المنظمات غير الهادفة للربح، ربما واحدة من اللائي يحاربن العنف المنزلي.

وليس من الصعب ملاحظة أن لين وقريناتها من المتفوقات ربما يحاولن الابتعاد دوما عن النظام السياسي الصيني، فالقيادات النسائية قليلة الانتشار في المجتمع الصيني التقليدي الذي يعلي قيم الذكورة، وأشهرالنساء في التاريخ الصيني كانت الإمبراطورة الأرملة تسي شي وكذلك جيانغ تشينغ زوجة ماو زيدونغ، وكانتا تشاركان الرجال في السلطة.

ولا يبدو أن هذا الاتجاه سيتغير قريبا، فالشائعات تدور حول اللجنة الدائمة الجديدة للمكتب السياسي للحزب، وهي الهيئة التي تقف على رأس هرم السلطة في الصين، وسيتم إعادة هيكلتها داخليا بالرجال بعد أن يتم إطلاقها الشهر المقبل.

وتشير الشائعات إلى ان ليو ياندونج هي السيدة الوحيدة التي يتوقع أن تحظى بمقعد في اللجنة، ولا يتوقع الكثيرون في كل الأحوال أنها ستحدث فارقا كبيرا بكونها أول امرأة تحظى بعضوية اللجنة الدائمة.

وحتى لو استطاعت ليو تحطيم الحاجز الزجاجي في هيمنة الذكور، فإن هذا لن يؤثر على الشابة لين شوانج التي قالت “لقد نظرت إلى تجربة ليو ووالدها الذي كان أحد كوادر الحزب.”

كانت لين محبطة من هذا، فمرة أخرى يصبح نجاح واحدة من النساء القويات في الصين من خلال صلاتها العائلية، فقد كان والد ليو ياندونج هو ليو رويلونغ والذي كان مسؤولا زراعيا رفيع المستوى خلال الثورة الثقافية الصينية.

حيث تؤمن لين بأن نجاح ليو يانجدونغ كان سيصبح أكثر تميزا إذا كانت مجرد مواطنة عادية، وتقول “كان هذا سيجعلني أشعر أنه لاتزال هناك فرصة وأنه لايزال ممكنا للبنات العاديات أمثالي أن يحلمن هذا النوع من الأحلام، وأن الباب لايزال مفتوحا أمامنا حتى لو لم يكن آباؤنا من ذوي العلاقات الواسعة.”

الثقافة الصينية
ومن الغريب حقا في بلد تتولى فيه النساء مقاليد الأمور التجارية والأكاديمية، أن تحقق القليل من النساء النجاح في الحكومة.

فحسب جاو زياجوان أستاذة السياسة والإدارة العامة بجامعة زهيجيانغ أنه في عام 1975 احتلت الصين الترتيب الثاني عشر في القياس الدولي للمشاركة السياسية النسائية، واليوم تحتل الترتيب الرابع والستين في القائمة نفسها.

وعلى الرغم من تأكيد القواعد الأساسية على تخصيص حصة نسائية من مقاعد البرلمان الصيني تصل إلى 22 في المئة، فإن النساء حصلن على 21,3 في المئة فقط من المقاعد في الدورة البرلمانية هذا العام. وتعزو جاو سبب هذا إلى حقيقة أن حصة النساء ليست إلزامية.

وتصيف شارحة أن ترقية الكوادر النسائية تتم من قبل الحكومة بناء على توصيات الرؤساء.

في حين علقت ريتا هونج فاينتشر المعلقة في قضايا المرأة في الصين في مسألة أن تصبح مسؤولا قويا في الصين “عليك إقامة حفلات وتكوين شبكة علاقات و توزيع الكثير من البايجيو (وهو خمر الأرز الصيني)، وفي المقابل ترغب الكثير من النساء في البقاء في المنزل وتكوين أسرة على البقاء في المكاتب.”

وتؤكد فاينتشر إنه سيكون من الصعب على المرأة أن تخوض مثل هذه الأمور من الشرب والإسراف مثل زملائها الرجال دون أن يكون هناك حكم غير عادل عليها من قبل المجتمع.

وتميل الكثير من النساء في المعتاد إلى نمط الحياة المتواضعة، والعناية بعائلاتهن بعد أن ينتهي يوم العمل، ومع أن الكثير من أنماط التنشئة الاجتماعية تقاوم فكرة الإفراط في تعاطي الخمور، فإنه ليس سرا كبيرا أن العديد من المسؤولين الصينيين يتباهون بأعداد عشيقاتهم كدليل على البراعة.

حيث استطاع ليو شيجون وزير السكك الحديدية السابق الاحتفاظ بأكثر من 18 زوجة أخرى أو من يطلق عليهم “إيرناي” قبل إقالته بسبب هذا التورط، وهذا الشهر تم طرد السياسي بو شيلاي من الحزب الشيوعي بسبب تورطه في علاقات جنسية متعددة مع العديد من النساء حسب الإيضاحات الحكومية الرسمية على مسألة إقالته.

وتوضح جاو أستاذة العلوم السياسية أن الغرض من الدعاية التي تثيرها الحكومة حول ليو يانجدونغ هو ابراز اهتمامها بدعم المرأة.

ولكن الطالبة الشابة لين شوانج ، تبحث عن تغيير حقيقي وتقول موضحة “إنهم إذا قرروا تعزيز حصة المرأة أو الاهتمام بحقوق المرأة عندها سأحب الحزب الشيوعي أكثر من أي وقت مضى.”

وربما عندما يحدث هذا فإنه سيكون دافعا لهذه الشابة والكثيرات مثلها لربط حياتهن بالحزب الشيوعي العريق في ذكوريته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.