موقع متخصص بالشؤون الصينية

عين على الثقافة والحضارة الصينية هياي .. كونغاي، كونغاي

0

صحيفة الديار الأردنية ـ
بقلم الكاتبين العراقيين سليم السراي ومحمد البازكيري:
تمتاز الثقافة الصينية بمميزات ذات خصوصية مشهورة , قاومت البقاء , وخذلت النسيان ,وتعلقت في القلوب والاذهان , لفترات تاريخية مختلفة , فمنها كانت فترات شديدة الحرج , وأخرى تخللها النمو والتطور , وربما مرت بمرحلة خطأ حصل في النظام الاجتماعي والبيئي .
لا بد لنا ان نتوقع كل شيء ,فالحضارة الصينية نشأت على امتداد واحات جغرافية واسعة , وهذا ما جعلها قادرة على الاستيعاب والتأثير , بما يحيطها من الحضارات التي نشأت على موضتها او نمطها التكويني , وخصوصا في مراحلها البدائية , فالصراع من أجل البقاء الذي يدوم قصيرا أمر لا بد من توقعه , بيدَ إنه يترك اثارا لا يستهان بها , يعاني منها الشعب لسنوات طويلة , وكذلك مرحلة السلم التي يكون عمرها الاطول زمانيا , لكنها ايضا تتخللها بعض المشاكل الشاذة في بعض فتراتها .
لا نعلم يقينا ان ما تركه الارث الثقافي الصيني هو حقيقة حال , ونخص هنا هي تلك القصص الشعبية التي تتداول الى الان , فهل يصدق الحديث عليها إنها أسطورة , نسجها الخيال الصيني , أم إنها حقيقة تاريخية حدثت في يوما ما , لذا بقي العقل الصيني يتداولها ومتمسكا بها .
ربما ..
من الاساطير الصينية هي إسطورة” كونغاي ” والتي تتحدث عن احد الملوك الذي اراد ان يصنع ناقوسا ضخما ,يصنع من الذهب والحديد والفضة والنحاس , وكلف أحد الحكام بصنعه .
مما يجب الانتباه اليه في هذه الاسطورة , هي وجود المعادن النفيسه بجوار الحديد , وكذلك تكليف الملك أحد حكامه ,هذه العناصر أخذت تجمع تفاصيل روحانية بين الترف والفقر والاستبداد , فما أعتقده هنا ان الذهب والفضة تشير الى النعومة والترف , واما الحديد والنحاس فإنهما يشيران الى الجوع والفقر , وأما تكليف احد الحكام فهذا أمر ينتهي بنا الى خطورة الاستبداد والظلم .
تقول الاسطورة ؛ ولكن المعادن المختلفة أبت أن تتحد مع بعضها , فعظم الامر على ابنة الملك كونغاي , وطلبت العون والمساعدة من العرافين , فأنبأوها ان المعادن لن تتحد ما لم تمتزج بدماء فتاة عذراء .
قررت الاميرة كونغاي بإلقاء نفسها في القدر المخصصة لصهر المعادن , حيث أتحدت المعادن بعدئذ , وصنع منها ناقوس الملك, والمعجزة حدثت في صدى الناقوس كلما دق , فإنه يردد صدى ( هياي .. كونغاي ..كونغاي ) .
لا يهمنا هنا خاتمة الاسطورة , ان تكون حقيقية أو من الخيال , يكفي القول ان تكون مأثورة تتناقلها الاجيال في الصين , وقد خرجت هذه الاسطورة الى خارج حدود سور الصين، وقد خلدها الشاعر العراقي بدر شاكر السياب في أحد روائعه بقوله :
ما زال ناقوس أبيك يقلق المساء
بأفجع الرثاء :
” هياي .. كونغاي , كونغاي ”
فيفزع الصغار في الدروب
وتخفق القلوب
وتغلق الدور ببكين وشنغهاي
من رجع : كونغاي , كونغاي
فلتُحرقي وطفلك الوليد
والفحم والنحاس بالنضار
والعالم القديم بالجديد
آلهة الحديد والنحاس والدمار
أبوك رائد المحيط , نام في القرار :
من مقلتيه لؤلؤ يبيعه التجار
وحظك الدموع والمحار
وعاصف عات من الرصاص والحديد
وذلك المجلجل المرن من بعيد
لمن , لمن يدق ” كونغاي , كونغاي “

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.