موقع متخصص بالشؤون الصينية

مقالة خاصة:الخبراء يدعون الى تسريع دفع التكامل الاقليمى فى شمال شرق آسيا

0


صحيفة الشعب الصينية:
أشار بعض الخبراء الصينيين واليابانيين والكوريين الجنوبيين المشاركين فى ” مؤتمر وجهاء شمال شرق الصين ” الذي عقد مؤخرا فى مدينة هانغتشو حاضرة مقاطعة تشجيانغ شرق الصين الى انه يتعين على منطقة شمال شرق آسيا ان تستعد بعض الشىء لمكانتها الجديدة دوليا , وتسريع بناء المنطقة التجارية الحرة بين الدول الثلاث , وأن تحذو حذو اوروبا فى دفع التكامل الاقليمى .
” تحتل الصين واليابان ، وهي من بين الدول الثلاث بشمال شرق آسيا ، المركزين الثانى والثالث في اجمالى الناتج المحلى العالمى على التوالى , واصبح شمال شرق آسيا مع امريكا الشمالية واوروبا محورا آخر للتحكم فى التوجه الاقتصادى والسياسى العالمي . ” هذا ما قاله رئيس الوزراء الكورى الجنوبى السابق لى هونج – كو فى المؤتمر المذكور آنفا مضيفا ” مما يؤسف له ان نظام الادارة المشتركة يبدو أنه توقف عند مرحلة الانطلاق قياسا الى القيمة المطلقة والمكثفة للتبادلات والتعاون مستمر الزيادة ومتعدد المجالات .”
لقيت وجهة نظر رئيس الوزراء هذه استجابة من قبل الوجهاء الكثيرين المشاركين فى المؤتمر المذكور آنفا . ويرى المندوبون المشاركون فى المؤتمر ان ارتفاع مكانة شمال شرق آسيا الدولية والاضطرابات الاقتصادية الناجمة عن الأزمة المالية والازمة النووية اليابانية يجعلان مهمة المواجهة المشتركة للبيئة الدولية المعقدة وكثيرة التغير والتى تحملها الدول الثلاث ، الصين واليابان وكوريا الجنوبية ، تصبح أكثر ضرورة .
وأعرب رئيس الوزراء اليابانى السابق ياسو فوكودا فى كلمة مكتوبة بالمؤتمر عن ان منطقة شرق آسيا يجب عليها ايضا اعتبار خلق هيئة تعاون اقليمى سياسية وامنية واقتصادية وثقافية هدفا طويل الاجل فى الاطار الدولى عديد المستويات فى آسيا . ” وفى هذا الصدد يجب على الدول الثلاث التعاون الوثيق واظهار الدور القيادى .”
يذكر أن نسبة التجارة فى داخل منطقة شرق آسيا باعتبار الصين واليابان وكوريا الجنوبية مركزا لها قد بلغت 58 بالمئة مقابل 65 بالمئة من نسبة التجارة فى داخل منطقة الاتحاد الاوروبى , وشهد مستوى التعاون بين المنطقتين تقاربا وثيقا للغاية . بيد أن المندوبين يرون ان عمليات اتفاقية التجارة الحرة لمنطقة شمال شرق آسيا تقبع بعيدة وراء اتفاقيات التجارة الحرة لأمريكا الشمالية والاتحاد الاوروبى .
ودعا نائب رئيس مجلس الدولة الصينى السابق تسنغ بى يان فى محاضرته الرئيسية بالمؤتمر الى دفع منطقة التجارة الحرة بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية وبنائها حتى تصبح ثالث اكبر منطقة تجارة حرة فى العالم بعد منطقة التجارة الحرة لأمريكا الشمالية ومنطقة التجارة الحرة للاتحاد الاوروبى ، مما يعزز القوة الدافعة الداخلية والاستدامة للنمو الاقتصادى بين الدول الثلاث .
وأفاد رئيس المجلس الصينى لتنمية التجارة الخارجية تشنغ هونغ شينغ ان الحمائية التجارية الدولية ترتفع حاليا , وتنتمى الصين واليابان وكوريا الجنوبية معا الى الدول الكبيرة نوعا ما من حيث الاعتماد على التجارة الخارجية , وعليه يتعين اقامة منطقة للتجارة الحرة بين الدول الثلاث فى اسرع وقت ممكن لمواجهة التغيرات الجديدة فى الوضع الاقتصادى الدولى بشكل مشترك .
وقال الرئيس ان ” الاجراءات الايجابية جراء تكامل الاتحاد الاوروبى ومنطقة التجارة الحرة لأمريكا الشمالية نصبت حواجز تجارية عديدة امام الفائض التجارى ذي القيمة الهائلة للدول الآسيوية من خارجهما . وتحتاج دول شمال شرق آسيا بصورة ملحة الى تسريع خطواتها فى عمليات التكامل الاقتصادى الاقليمى بغية مواجهة قوة المنافسة القوية من خارج منطقة التجارة الحرة .
وبالاضافة الى بناء منطقة التجارة الحرة يرى المندوبون المشاركون فى المؤتمر ان الازمة المالية العالمية أحدثت بصورة كاملة خللا شديدا فى النظام النقدى العالمى باعتبار الدولار الأمريكى قاعدة له داعين الدول الثلاث ، الصين واليابان وكوريا الجنوبية ، للعب دور قيادى فى مجالات التخلص من الاعتماد على الدولار الامريكى كعملة موحدة , واقامة نظام مالى آمن .
وأعرب رئيس وزراء جمهورية كوريا السابق لى هونغ – كو انه فى ظل النظام المالى الدولى القائم حاليا ، يتعين على الدول الثلاث التخلى عن موقفها السلبى السابق , والمشاركة النشطة فى تحسين وتجديد النظام المالى الدولى .
وأشار رئيس معهد الاقتصاد الوطنى لصندوق الاصلاح الاقتصادى الصينى فان قانغ الى وجوب التفكير النشط فى مختلف الترتيبات الاقليمية الثنائية ومتعددة الاطراف فى عمليات عدم الاصلاح النظامى للنظام النقدى الدولى لمدة طويلة وعدم التحقيق النهائى للنظام النقدى الدولى المستقل , لجعل النظام النقدى الدولى يحدث ” تغيرات واقعية ” .
وقال الرئيس فان قانغ ان ” تحقيق العملة الموحدة هو حلم بعيد المنال , واذا سارت الاسواق المالية نحو مزيد من الأمان ، فيجب التطور نحو تنوع العملات , ” مقترحا ” التحقق من الحمل المتبادل لديون البلدان المختلفة في شمال شرق آسيا , ودفع تنوع العملات الاحتياطية , وخفض الاعتماد على الدولار الامريكى .”
ويرى فانغ قانغ ان كيفية تعزيز التعاون الثنائى وخفض مخاطر السوق المالى بعد الازمة المالية هى موضوعات تواجهها الصين واليابان وكوريا الجنوبية بصورة مشتركة . و” انها تولى اهتماما اكثر بمخاطرها الاقتصادية الذاتية عندما تحمل السندات المالية بنفسها , ويمكنها ان تجرى تنسيقا وتعاونا بصورة احسن فى مجال السياسة الكلية .”
وأكد الخبراء ان الصين واليابان وكوريا الجنوبية لا تزال تقبع فى مراحل صناعية متفاوتة , وفى ظل الوضع الاقتصادى الدولى القاسى الحالى اصبح تسريع تعديل الهيكل الصناعى لدول شمال شرق آسيا اتجاها لا مفر منه , ويحتاج ذلك الى الدفع المشترك من الدول الثلاث على اساس التكامل . و” يحتاج هذا الاتجاه الى التكامل بين الدول الثلاث موضوعيا , واجراء تعديل الهيكل الصناعى وتقسيم العمل الدولى بشكل منتظم .” حسبما قال شيوى له جانغ رئيس مجلس ادارة شركة ( مجموعة ) باوقانغ الصينية .
ونظرا للاحوال السوقية الحالية المتمثلة فى تكرار الارتفاع القياسى لاسعار الموارد المعدنية الرئيسية دوليا ، اقترح المندوبون اقامة آلية تنسيقية بين الدول الثلاث ، والتى تنتمى معا الى الدول الكبيرة المستهلكة للموارد المعدنية , وزيادة حقوقها في ابداء وجهات نظرها . كما طرح المندوبون ان مؤسسات الحديد الصلب بالدول الثلاث لديها حيز تعاون كبير للغاية من حيث شراء خام الحديد , ويجب على حكومات الدول الثلاث ان تعمل بصورة منسقة لمواجهة الوضع في شمال افريقيا والشرق الاوسط , والصيانة المشتركة للامدادات المستقرة والآمنة للموارد فى منطقة شمال شرق آسيا .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.