موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: أوباما يمكن أن يصنع انجازا عبر تعزيز الثقة مع الصين

0

ObamaHuJinTao
شبكة الصين:
بعد تنصيبه لفترة ولاية ثانية يوم الأحد ، لن يجد الرئيس الأمريكي باراك أوباما متسعا من الوقت للاحتفال بهذا التنصيب، إذ أنه من بين المهام الشاقة التي سيجد نفسه أمامها هى إدارة العلاقات بالغة التعقيد والأهمية مع الصين.

ومن الزاوية التاريخية، لم تكن العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم وبين قوة تقليدية وقوة صاعدة قط بالعلاقات السهلة، فمثل هذه العلاقات تكون عرضة للتدهور إلى درجة قد يصبح فيها بقاء العالم عرضة للخطر.

وفي ظل هذه الخلفية، عادة ما ينظر بعض الساسة الأمريكيين إلى أقرب منافس مفترض لبلادهم بعدم ارتياح، وفي الآونة الأخيرة، بدأ القلق يساروهم إزاء الدور المتصاعد للصين على الساحة العالمية.

بيد أنه بالنسبة لأوباما، يمثل “التحدى الصيني” في الوقت ذاته فرصة مستترة لولايته الثانية ويضعه في الواقع أمام فرصة جيدة للمساعدة فى تحديد ملامح نموذج جديد للعلاقات بين القوى يمكن أن يصبح بدوره جزءا من انجازاته.

وقد تزامنت إعادة انتخاب أوباما العام الماضي مع تغيير القيادة في الصين، وهى ظاهرة تحدث مرة واحدة فقط كل عقدين وتتيح فرصة لفكر جديد حول العلاقات بين البلدين.

وقد اقترحت الصين بناء نوع جديد من علاقات القوى بين بكين وواشنطن، علاقات تقوم على التعاون متكافئ الكسب والثقة المتبادلة والتفاعل المواتي.

ويشير هذا إلى محاولة بكين كسر دائرة العلاقات المتقلبة بين البلدين وتغيير النمط التاريخي للصراع الذي يبدو حتميا بين قوة صاعدة وقوة تقليدية.

وقد اتخذت الصين الخطوة الأولي وباتت الكرة الآن في الملعب الأمريكي.

وبعدما تحرر أوباما من ضغوط الانتخابات، أصبحت لديه قدرة أكبر على توجيه دفه السياسة الخارجية. وعلاوة على ذلك، فإن العلاقات الاقتصادية والشعبية المتعمقة بين البلدين ستتيح أمامه أيضا المزيد من القنوات والموارد لضبط إيقاع سياسته تجاه الصين.

وبناء على سجل ولايته الأولى، يمكن للمرء ان يتفاءل بحذر ازاء ميل الرئيس نحو فكرة تعزيز العلاقات الامريكية ــ الصينية بدلا من السعى الى المواجهة.

على سبيل المثال، قال فى مناسبات عدة ان واشنطن ترحب بصعود الصين وان واشنطن تعتقد ان صينا قوية ومزدهرة يمكن ان يساعد فى تحقيق الاستقرار والرخاء فى المنطقة والعالم.

وخلال حملة انتخابات الرئاسة الامريكية، على الرغم من ان اوباما لم يكن فى مأمن من هواء تقريع الصين السام، الا انه اخذ لهجة معقولة نسبيا مقارنة مع منافسيه.

وفى نفس الوقت، مثل اسلافه السابقين، واصل اوباما سياسة واشنطن القديمة تجاه الصين ألا وهى التحوط المزدوج خلال فترة ولايته الاولى وفشل فى تعزيز الثقة الاستراتيجية بشكل كبير بين البلدين رغم ازدهار العلاقات فى مجالات اخرى.

وبتغيير سياسة الدفاع نحو اسيا أو ما يعرف بـ ” محور اسيا”، تزايد الوجود العسكرى الأمريكى فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ والتدخل فى قضية بحر الصين الجنوبى والدعم الخفى لليابان فى النزاع على جزر دياويو، بدا غياب الثقة الاستراتيجية بين واشنطن وبكين واضحا.

وفى عيون العديد من الصينيين، هذه الاجراءات تمثل إشارة مقلقة. ومع ذلك، لم تفكر الصين يوما فى انكار دور واشنطن فى آسيا وليس لديها أى نية فى الهيمنة على المنطقة.

والواضح ان غياب الثقة الاستراتيجية قد اصبح عقبة رئيسية امام نضوج العلاقة الصينية-الامريكية، ويعد بناء الثقة أول خطوة باتجاه اقامة نوع جديد من العلاقات بين القوتين.

ومن منظور تاريخى، يوجد امام اوباما فرصة فريدة لاقامة نوع جديد من العلاقات الصينية-الامريكية من أجل السلام الدائم ورخاء البلدين والعالم أجمع.

وقد نادى اوباما بـ ” نوع جديد من السياسات”، ومن جانبها تنتظر الصين والعديد من المناطق فى العالم رؤية ما اذا كان ذلك يمكن ان يساعد فى بناء نمط جديد للعلاقات بين واشنطن وبكين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.