موقع متخصص بالشؤون الصينية

مجتمع الصين.. كفاية فوفرة فرغيد

0

Flag of the People's Republic of China
صحيفة الديار الاردنية:
محمد سوداح*:
يَصل عدد مواطني جمهورية الصين الشعبية بحسب المراجع الصينية الى مليار وثلاثمئة مليون نسمة، بينما تشير مراجع أخرى غير صينية الى أن عديد السكان في القارة الصينية قد بلغ ملياري إنسان. وبغض النظر عن الرقم الأكثر دقّة، فإن الاقتصاد الصيني قد برهن على فعالية وفاعلية كبيرة جداً في تعامله مع أكبر بلد سكاني في التاريخ البشري على مر العصور والألفيات، إذ تمكن هذا الاقتصاد وقيادات الصين الجديد على وجه التحديد من تحقيق “القفزة العظمى للأمام والتحرير الاقتصادي” فالانتقال من مجتمع الكفاية، الى مجتمع الوفرة، فالمجتمع الرغيد، الذي أقر شعاراته المؤتمر الأخير الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني في اواخر العام الماضي بتوجيه من الأمين العام الجديد “شي جينبينغ” الذي ترأس الحزب والبلاد لقيادة دفتها، وهو حزب يُعدُّ أكبر حزب في التاريخ الانساني والاكثر تأثيراً فيه.

وفي خبرات الصين المتراكمة، يعود نجاح الدولة إلى التصنيع الواسع ومنخفض التكلفة، ويعزى كذلك الى البنية التحتية الجيدة ومستوى التكنولوجيا الفائق والمهارة الإنتاجية العالية والسياسات الحكومية المرنة والذكية والمُبدِعة، استفادت الدولة من الميّزات والمؤهلات البشرية التي نالت ارفع العلوم، وسخرت مناجم الطبيعة لتصعيد الانجاز الاسرع في التاريخ، لتصبح التجربة الصينية نموذجاً للدول، حيث تمكنت من تحقيق إقلاع اقتصادي وتكوين قوة اقتصادية صاعدة، منافسة للقوى الاقتصادية الكبرى في العديد من المجالات، وتجلى التطور الاقتصادي في جميع المستويات الزراعية والصناعية والتجارية، فهناك أراضٍ شاسعة مزروعة بمنتجات لا تحصى عناوينها، بالاضافة للاستفادة في تربية الماشية والصيد البحري على نطاق شاسع، أما بالنسبة للصناعة فقد تطورت بصورة ملحوظة خلال السنوات الماضية حيث ظهرت مناطق صناعية ضخمة، مما ادى الى تطور كبير في الانتاج الصناعي في عدد من الفرع وإغراق الاسواق بها،  وتلبية احتياجاتها، كما ان نوعية المنتجات الصينية كانت منافسة في الاسواق العالمية. وفي القطاع التجاري نلاحظ تطوراً واسعاً وسريعاً وتجاوباً مع المتطلبات السوقية وقيم وسلوكيات التعامل الدولية، لذا فقد ارتفعت قيمة المبادلات التجارية للصين في الثلاثين سنة الاخيرة على نحو غير مسبوق، فازداد الميزان التجاري، وكان للإنفتاح المتزايد للصين على دول العالم دور مفتاحي وهام في هذا المضمار. ان المعجزة الاقتصادية في الصين تواصل نجاحاتها بشكل سريع حيث تتزايد أهمية الاقتصاد الصيني في عالم اليوم، وقد توقع خبراء اقتصاديين بأن يتواصل النمو الاقتصادي للسنوات التالية ليتحول الاقتصاد الصيني بشكل جذري الى نشاطين رئيسيين: الاول العناية الاولى بالسوق المحلي وإغراقه بالمنتجات تلبية لحاجات اكبر دولة سكانية في العالم، وتحقيق الحياة الرغيدة للشعب؛ والثاني استمرار المنافسة في المسابقة الاقتصادية العالمية، لتذليل العقبات امام احتلال الموقع الاقتصادي الاول.وفي هذا السياق، اعلنت الصين في الشهور الماضية عن ارقام مشجعة تدل على ان الدولة صاحبة ثاني اكبر اقتصاد في العالم قد بدأت بالانتعاش برغم الازمة الاقتصادية العالمية، وتلك الازمات التي تواصل ضرب الاقتصادات الرأسمالية والنامية التي تعتمد على العشوائية والتخبط والصراع غير الشريف في تطورها، ويجر الانتعاش الصيني الى انخفاض في معدلات التضخم وتحسّن في دخل الفرد لاحراز مستويات عالية من الرخاء المتوقع.
*كاتب من سورية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.