موقع متخصص بالشؤون الصينية

دولارات الأثرياء في الصين تُحَوِّل حليب الرضاعة الطبيعي سلعةً فاخرة

0

milkproblem_450

موقع ايلاف الالكتروني:
تجارة غريبة بدأت تشهدها الصين أخيرًا، تتمثل في بيع حليب الرضاعة الطبيعي إلى أطفال ومرضى وحتى كبار أثرياء يحتاجونه نظرَا إلى ما يوفره من مناعة. أثارت الخطوة موجة غضب شعبية رافضة أن يتحوّل حليب الأم إلى سلعة تنتقص من خصوصية العلاقة الفطرية بين الأم وأولادها.

بدأت الصين تشهد ظاهرة غريبة أخيرًا تتمثل في قيام الأثرياء هناك بدفع آلاف الدولارات شهريًا من أجل شراء حليب رضاعة طبيعي من بعض المرضعات لمنحه إلى أطفالهم. بل واللافت هو بدء تنامي تلك الظاهرة الجديدة كذلك بين الأفراد البالغين، الذين يشترون هذا الحليب ويشربونه، إما بشكل مباشر من المرضعة أو بعد أن يتم إفرازه.

تسببت تقارير صحافية تناولت تلك الخدمة في إثارة موجة من الغضب في الصين، وهو ما تجلّى بوضوح في التدوينات التي نشرها عشرات الآلاف من الأشخاص على موقع “سينا ويبو”، وهو موقع صيني مشابه لموقع تويتر للتدوين المصغر.

وجبة للميسورين!
وبحسب ما ذكرته صحيفة “ساوثيرن متروبوليس” اليومية، فإن وكالات التوظيف المحلية بدأت تقدم خدمة جديدة تتمثل في تقديم مرضعات إلى المواليد الجدد، أو المرضى أو أي شخص بمقدوره أن يدفع حتى 16 ألف يوان (حوالى 2600 دولار) في الشهر.

وأوضح العملاء أنهم يريدون الحصول على العناصر الغذائية المفيدة التي يوفرها حليب الرضاعة الطبيعي، خاصة وأنه يحتوي على تركيبة مميزة من الأجسام المضادة، والخلايا الحية، والإنزيمات، والهرمونات والأحماض الدهنية، وهي التركيبة التي دفعت ببعض الأشخاص والأسر الثرية إلى أن تتعامل معه باعتباره أحدث الأطعمة الخارقة.

ونقلت تقارير صحافية عن لين جون، مالكة شركة Xinxinyu التي تقدم الخدمة، قولها: “بمقدور زبائننا من البالغين أن يتحصلوا على الحليب مباشرة من خلال الرضاعة الطبيعية، أو يمكنهم دومًا تناوله من خلال مضخة ثدي، إن كانوا يشعرون بالحرج”.

إباحية مقنعة وترفيه
فيما قال المنتقدون إن تلك الممارسة تحوّل حليب الأم إلى سلعة، وتنقص من قدر العلاقة شديدة الخصوصية بين الأم والطفل الرضيع. وقال المعلق الصيني، كاو باوين، على مدونته الخاصة “تضاف تلك الممارسة إلى مشكلة الصين المتعلقة بمعاملة المرأة كما لو كانت سلعة استهلاكية، وكذلك التدهور الأخلاقي للأغنياء في الصين”.

وفي استطلاع إلكتروني، أكد تسعة من بين كل عشرة أشخاص أنهم لا يوافقون على تلك الممارسة. وقال أحد المستخدمين على موقع “ويبو” للتدوين على شبكة الإنترنت إن تلك الممارسة عبارة عن “إباحية مقنّعة”، بينما أشار آخرون إلى أنها ليست سوى شكل من أشكال الترفيه الجديد بالنسبة إلى الأشخاص شديدي الثراء في الصين.

مع هذا نوهت صحيفة الدايلي ميل البريطانية بأن الصين ليست الوحيدة التي مضت في هذا الاتجاه، بل إن المملكة المتحدة سبقتها إلى ذلك، حيث سبق هناك أن تم إنشاء بنوك تابعة لنظام التأمين الصحي تعرض حليب الرضاعة الطبيعي للأمهات غير القادرات على إرضاع أطفالهن بأنفسهن، إلى جانب إقدام سيدات على بيع حليب الرضاعة الطبيعي لأفراد بالغين، يرون أنه يساعدهم على معالجة مجموعة من الأمراض.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.