موقع متخصص بالشؤون الصينية

الحُلم الصيني سنائي وسلمي وتعاوني

0

GreatWall

صحيفة الديار الأردنية ـ
مروان سوداح*:

الأحلام كثيرة لدى البشر، فبعضها أحلام يَقظة، والاخرى يمكن تفعيلها بيُسرٍ أو عُسرٍ، وفي الصين يحلمون كثيراً، ولهم الحق بذلك. فبلادهم كبيرة المساحة ومترامية الاطراف، وعدد سكانها سُدس البشر، أما اختراعاتهم واكتشافاتهم فهي الأكبر والأكثر تلاحقاً، وفي تطورهم تَلمس حُلماً واقعياً صَارَ ملموساً يوماً في إثر يوم، وشنة في إثر سنة، وعشرية وراء عشرية، وجميعها أزمنة تفيضُ حافلةً بالتقدم والتفعيل المتواصل للجهد والجهاد في نتاجات يومية، أبهرت العالم ولم تبهر الصينيين، الذين هم أصحاب الحضارة والعظَمةِ والأُبّهة منذ أكثر وأكثر من خمسة ألاف عام.

في الصينيين، في أفئدتهم وعقولهم ويومياتهم، أحلامٌ كثيرة، حتى ليَعجز المرء عن تِعدادها. فمن سرعة التقدم الاقتصادي المذهل، الى غزو الفضاء والكواكب، الى وضع الخطط الواقعية لتشييد مقر للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية على سطح القمر، الى التمتع بأكثر فوائض دولارية ونقدية في العالم، الى إعتلاء اللغة الصينية، رغم صعوبتها، ناصية اللغة المحكية بإمتياز في الكون الفسيح وفي أوساطه الاقتصادية والتجارية وحتى السياسية والدبلوماسية، الى نشاطات صينية يومية يشهدها العالم في مناحي الفنون والثقافة وحِراكات السياحة والتبادلات الإنسانية التي تضج بها دول العالم قاطبة و.. يومياً.

في الاحلام الصينية الارتقاء اللامنقطع الى أعلى!. لذا، ترى كيف ان عمائر هذه الدولة تحاكي السحاب وما فوق السحاب حتى، وكأنك فيها تعلو في فضاء الطائرات، وتخشى من الانزلاق الى أسفل، حتى لا تفقد الحُلم مع الصينيين، لتغدو من أصحاب الطريق الأعلى، سوياً معهم وبهم، لتصبح أحد المحظوظين بعالم جديد لم يسبق للبشرية ان طرقت أبوابه كما طرقتها بقوة صين اليوم شي جينبينغ.

في زيارة سابقة للصين، قالت لي إحدى قائدات الحزب الشيوعي الصيني خلال زيارتنا لمنطقة ريفية كثيرة التقدم ومبهرة، أن الحُلم الصيني أن يصبح لكل مواطن بيت خاص به، لائقٌ وجميلٌ وواسعٌ ومريحٌ وعصريٌ، في الريف أولاً وفي المدينة أيضاً، “وملحقاته المعاصرة كافة”، وبالتالي نيله حياة كريمة بل والأكثر كرامة في رياح العالم.. وليكن لدى كل مواطن صيني رغادة حياة وليس رغادة عيش، وشتان بين المفهومين والواقعين. ولتحقيق هذا الحُلم المتسع، نرى كيف ان المواطن الصيني يُقدِّسُ الوقت والإنضباطية، فهما طريق آمن ومأمون للوصول الى الحُلم وللتمتع بحياة هانئة وهنية. والمواطن الصيني عموماً لا يعرف الكسل والملل، ولا الطريق إليهما، ويرى نجاحه في كدح يومي وانتاج لا يتوقف، ليس لأن العمل متطلب حياة، وليس لأن من لا يعمل لا يأكل، بل لأن الشعار الصيني العظيم غدا اليوم شعاراً مصاغاً في قيمة العمل ذاته، فمن لا يعمل لا مكانة له في الصين، فـ”العمل الصيني” هو أسُ الحياة اليومية واستراتيجية لا نكوص عنها، ستجعل الكون في يوم يقترب صينياً بإمتياز، وسلمي وسلامي، تسوده قيم العدالة والآمان.. آمان الدولة على نفسها، وآمان المواطن على نفسه، وآمان الكل على الكل. والحُلم هنا حقيقي وحقيقة متجددة بروحها الوثابة، وسيكون جماعياً وجمعياً وموضوعياً في سياق نجاحات التقدم على قاعدة صينية ترسو عليها العائلة الصينية بكليتها، والى جانبها الامم التي تقبّلت هذه الفلسفة الصينية الإنسانية القسمات والمستمدة من روح الإنسان الجديد وعقله المؤنسن.

*رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب أصدقاء الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.