موقع متخصص بالشؤون الصينية

الحُلم الصيني وبراءات الاختراع

0

chinese-companies

صحيفة الديار الأردنية ـ
يلينا نيدوغينا – قوانجوه*
الرئيس والأمين العام الصيني الجديد، شي جينبينغ، ينادي بضررة التطوير اللاحق لمنطقة كواندونغ وحاضرتها قوانجوه (جوانجو، كوانجو)، وتسريع توسيع الربط السياحي والإنساني بينها وبين دول وشعوب العالم، ولئلا يَقتصر التعاون بينها وبين غير الصينيين على الصِلات الإقتصادية والتجارية فقط، فتم تسهيل الوصول الى المنطقة من دول العالم، واعتمد نظام الإقامة للأجانب في المنطقة لمدة 3 أيام بدون تأشيرة، ونشط مطار المدينة باستقبال المزيد من الزائرين والسياح، ليَصل عديدهم السنوي الى أكثر من خمسين مليون فرد، واستقدام المزيد من الشركات والمؤسسات الأجنبية والطلبة الأجانب للعمل والدراسة في جامعات المنطقة وعاصمتها، وتحويلها بالتالي الى قِبلة لمحبي الحياة الهادئة والهانئة.
كواندونغ منطقة متطورة إقتصادياً، وهي تنافس دول الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وتنازل النمور الآسيوية في ساحات سباقات تطورية سلمية كذلك، وتعتبر بحق واحدة من النمور الإقتصادية الدولية، برغم من أنها ليست دولة مستقلة بل جزء أساسي في قِوام جمهورية الصين الشعبية، لكن قدراتها الإقتصادية والتجارية والإنسانية تتفوق على مجموعة كبيرة من دول غرب اوروبا وبلدان “آسيان”، ناهيك عن العواصم الناشطة في القارات الأخرى. وفي الغرب يتمنون وبعضهم يحاول وأد تجرية كوندونغ، ويسيرون بعملية التعتيم إعلامياً على وضعها وقامتها العالية، وتشويه صورتها، وهي عادة سياسية وإعلامية أمريكية، باتت معروفة ومكشوفة ومفضوحة. ومن الاتهامات التي يسوقونها ضد كواندونغ في الغرب، أن حِراكاتها “بطيئة في مكافحة الاعتداءات على براءات الاختراع والمُلكية الفكرية”.  لكن الرفيق “ليو جيون”، نائب مدير عام مكتب الإعلام الخارجي للحكومة الشعبية لمنطقة قواندونغ “كواندونغ”، أشار في اللقاء الذي جرى للوفد العربي الحزبي والإعلامي، ان دول الغرب السياسي استغرقت مئتي سنة بالتمام في عملية وضع ضوابط فاعلة ومنع الاعتداء على براءات الاختراع والتقليد، لكن الصين تمكنت بسرعة كبيرة وقياسية وخلال العشرين سنة الماضية من إجتراح ضوابط قانونية فاعلة ضامنة للتقيد بحقوق هذه البراءات والمُلكية الفكرية، وقد أحرز هذا النجاح مراده في وقف عمليا التزوير، برغم من ان الغرب يحاول تجنب الاعتراف بهذا النجاح الصيني المرفوع الى مستوى التشريع، ذلك ان للشركات الحق الكامل، صينياً، بالحماية القانونية والشيء نفسه لسلعها ولقضية تطوير نوعية هذه السلع بنجاح، وتعزيز طرائق إبداعاتها اللاحقة، لذا تستمر الصين “تسير بثبات على قدمين إثنتين” في هذه المسألة، لحماية عدد كبير من الشركات والبراءات، وهي عملية تستغرق سنوات، وليست لحظية، وتشتمل على خطط متكاملة من المكافحة القانونية والادارية، ونالت الصين نجاحات ملموسة في هذا السبيل تشهد على نجاعة وسائل وآليات الإدارة والقوانين الصينية، و.. الاشتراكية بألوان صينية.
يقول المسؤول الصيني، ليو جيون، أن في الصين حركية إقتصادية وسلعية بوتائر سريعة جداً، وهو أمر أدى ايضاً الى تشكيل فئات وطبقات وشرائح جديدة بفعل تكديس الثروات المالية في يد البعض من القِلّة، وبروز فقراء، وبالتالي إختلال المعادلة الاجتماعية. لكن المسؤول الصيني يؤكد وجود آليات صينية اشتراكية لإعانة الفقراء والارتقاء بوضعهم الاجتماعي والاقتصادي، وعدم تغوّل الطبقات الجديدة عليهم، وإشراكها في عملية الإعانة الإجتماعية التي تضمن النهوض بالفقراء والمستضعَفين وحماية مصالحهم وإنسانيتهم، من خلال شبكة شاملة ومؤسسية للآمان الإجتماعي والإقتصادي والعلاجي وغيرها، وهي شبكة أمان تنتشر في مختلف أنحاء الصين ومدنها وقراها، وهي فاعلة جداً وتتمتع بدعم قوي من لدن الدولة الصينية على مختلف المستويات، إبتداءً من الرئيس “شي”، والى شتى المنظمات والمؤسسات الحزبية والدولتية، فالانسان قيمة أسمى في الصين، والمحافظة عليه والارتقاء به هو هدف الحُلم الصيني الكبير.
*كاتبة وعضو في قيادة الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب أصدقاء الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.