موقع متخصص بالشؤون الصينية

الحُلمُ الِصيني.. وطني وصارم

0

China-Iraq

صحيفة الديار الأردنية ـ
مروان سوداح – قواندونغ*:
صديقنا، المسؤول العراقي الكبير، علي عبد الرضا العطواني، هو مشروع سياسي عراقي نَابه يُعتمد عليه ببِعد بَصره وبَصيرته لخدمة شعبه العراقي وأمته العربية وحلفه الإسلامي، المُتّفق معه ومع حزبه “المجلس الأعلى” في مساقات النضال وآلياته. علي يؤكد بفمٍ ملآن، أن الصين الشعبية صديقة، وهي مشروع وقوّة استراتيجية مهمة لفلسطين والمنطقة الأوسطية والوضع الدولي،  ولا يوجد أي طرف عراقي ينكر هذا الرأي، فالجميع متفق أن الصين لا تهدف الإساءة، ولا ترمي الى أية سلبية في علاقاتها العراقية والعربية، ولا تبحث عن مصالح إحتكارية ولا استكبارية، لذا فإن العلاقة مع الصين شفافة، وهي واضحة وتقوم بكامل قامتها تحت الشمس.
في حديثه عن موقف الصين، دولةً وحزباً، من الوضع الاوسطي، يكشف المسؤول العراقي علي العطواني، أن الجميع يراقبون التوازن القائم بفعل الحِراك والنشاط الصيني على الصُعد المناطقية وعلى مساحة العالم، “حَتى لا يَطغى في السياسة الدولية قرار أُحادي الجانب”، ومن الضروري مواصلة الحِراكات والمواقف الصينية والروسية على طبيعة توجهاتها الراهنة للوقوف بقوة بوجه اللوبيات الدولية المُستكبِرة. وفي “القضية السورية”، يُشير الأخ علي الى أن الموقف الصيني حِيال سورية  هو موقف “متوازن بين القوى الدولية”، كدولة صديقة للصين، لكن الموقف في العراق تجاه هذه القضية أكثر تشبثاً بالحقوق العربية السورية. فسورية دولة جارة للعراق وشقيقة، ولدى الطرفين حدوداً جغرافية طويلة، وقد عانت هذه الحدود وعانى العراق من إختراقات الإرهابيين من سورية، وهي حقائق لا تتسربل بالأسرار، وتتحدث عنها مختلف وسائل الإعلام العراقية والعربية والعالمية، وفي الوقت نفسه يؤكد علي بأن “المجلس” العراقي لا يؤيد الدولة الوطنية السورية فقط، بل انه يؤيد أيضاً سياسة الرئيس بشار الاسد، كذلك الامر بالنسبة للمواطنين العراقيين ، ومُعرباً عن أن مواطني بلاده و “المجلس” لا يرغبون برؤية الدولة السورية وهي تقع تحت حكم الإرهابيين.
وفي “المجلس” ذاته، يقول علي بأنه يتمتع بشعبية واضحة منذ العام 2000، حيث كانت قيادة شابة قد تسلمت مقاليد القيادة التنظيمية، وطرأ بالتالي العديد من التغييرات على وضع التنظيم المجلسي، وبخاصة في مجال التوثيق والإعلام و”التنظيم الرسمي”، وعلى صعيد الشعارات سيّما الرئيسي وهو “إقامة الدولة العصرية العادلة”، واستمرار العلاقات “الجيدة” مع ايران، برغم عدم ارتباط “المجلس” بفكرة ولاية الفقيه، التي تم التخلي عنها وفقاً لخصوصيات الوضع العراقي ومكوناته المختلفة، فلم تعد هذه الفكرة مُلزِمة “للمجلس”، فـ”ليست كل قرارات ولاية الفقيه مُلزِمة للمجلس الأعلى”، بعد الإعلان “عن تغيير المرجعية الدينية”. وفي النشر الورقي، فقد تحوّلت صحيفة “الاستقامة” الى موقع الكتروني “للمجلس” قبل سنتين، وهي منتشرة ولافتة، وهناك جُهد متواصل لاستمرارية إعلاء شأنها وتعظيم تأثيرها، سيّما مع إزدياد تأثير “المجلس الأعلى” في العراق، حيث يَشغل “المجلس” 16 مقعداً نيابياً في البرلمان العراقي من أصل 325 مقعداً.
كانت زيارة الصين في أيلول الماضي من هذا العام، اي قبل أيام معدودات، مُنَاسبةً فريدة من نوعها للأخ علي العطواني للاستزادة من تجربة صينية عظيمة، وهو المُتطلع دوماً الى فضاءات النجاح، ويرنو الى زيارة ثانية جديدة للصين لاستكمال الإطلاع على التجربة الصينية، من خلال برنامج كان، كما يَصفه علي، “مضغوطاً جداً”، لكنه “يشتمل على فوائد كبرى حتى مع ترافق الضغط المتأتي من كثافة برنامج الزيارة.. فالصينيون يحترمون الوقت ويلتزمون به وببرامجهم بدقة متناهية ولو كانت مرهقة ولا راحة فيها، لكن كل هذه الأمور والأوضاع تعكس رغبة صينية عميقة بنشر التجربة الصينية والتعريف بها، ورفض إهدار ولو ثانية واحدة سُدى، بل توظيفها قدر المستطاع لتكن مفيدة وفاعلة”، فالحُلم الصيني جميل، وهو وطني وصارم في آنٍ واحد.
*رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.