موقع متخصص بالشؤون الصينية

المدن الجديدة في الصين تفشل في جذب عدد كافٍ من السكان

0


موقع قناة العربية الالكتروني:
تقع مدينة كانغباشي الكبيرة في قلب منطقة صينية شاسعة في منغوليا الداخلية، وتوفر لسكانها نمط حياة عصرياً مع مبانٍ جديدة وشوارع محاطة بالأشجار وحدائق واسعة ومطاعم.

الا انه بعد سبع سنوات على بدء تشييد هذه المدينة النموذجية على هضبة جدباء، تبقى غالبية الشقق خالية والشوارع الرئيسية شبه مقفرة، فأطلق على كانغباشي اسم “مدينة الأشباح” السلبي.

وصممت كانغباشي في الأساس لتكون حياً جديداً في مدينة اوردوس الكبيرة بمحاذاة صحراء غوبي على أن تستقبل نحو 300 ألف شخص.

ويقول سكان المدينة إن العدد الحالي لا يصل إلى 30 ألف شخص حتى فيما يتحدث الوسطاء العقاريون عن عدد أكبر بكثير.

وتنبت مناطق سكنية جديدة على غرار كانغباشي في كل ارجاء الصين ثاني اكبر اقتصاد في العالم التي تعرف نشاطاً عمرانياً لا سابق له يزيد من حدته النزوح عن الارياف.

فورة البناء هذه غذتها فورة أيضاً في القروض، ما أثار مخاوف من ظهور فقاعة عقارية.

وانتقلت الموظفة الحكومية كياو شيوفينغ للعيش في كانغباشي قبل ثلاث سنوات بعدما نقلت سلطات اوردوس خدماتها الادارية اليها. وهي تقول إنها تعشق المساحات الواسعة في المدينة ونمط العيش فيها خصوصاً قلة السكان.

وتؤكد كياو أن “كل شيء ممتاز هنا” وهي تتنزه في شارع تنتشر فيها المطاعم شبه الخالية والمتاجر التي تبيع الحلويات وإكسسوارات الزواج. وتضيف “الحياة مريحة وسهلة فيها”.

وتضم كانغباشي الواقعة على بعد 30 كيلومتراً من حي دونغشينغ الرئيسي في اوردوس، متحفاً للتاريخ ومنتزهات مزينة بمنحوتات عصرية ودور سينما ومدارس وجامعة.

ويقول زهو يوانهوا الذي غادر قبل سنوات مقاطعة جيانكسي الشرقية لفتح أحد متاجر السوبرماركت القليلة في المدينة الجديدة “انه منجم ذهب، انه مكان يمكن فيه كسب المال”.

ويوضح أن “عدد السكان القليل يعني انه من السهل تحقيق الارباح” مرحباً بقلة المنافسة.

في الجوار تنتشر عشرات الرافعات والمباني الإسمنتية العالية التي لم تنجز بعد. ورغم العدد الكبير للمساكن الخالية يتم تحضير مساحات جديدة لتشكل مناطق قابلة للبناء.

في حي يجينغولوكي المجاور الذي يشهد عملية تحول ايضاً، يوضح سائق سيارة الاجر ليو زيكينغ ان بلدية اوردوس دفعت له 300 الف يوان (32350 يورو) كتعويض على منزله البالغة مساحته 200 متر مربع الذي هدم. وتقوم مكانه ورشة لبناء ابراج سكنية. وسيحصل ليو وعائلته ايضا على شقتين عند الانتهاء من البناء.

وأوردوس الغنية بالموارد الطبيعية والبالغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة تسجل أكبر إجمالي ناتج محلي للفرد في الصين مع أكثر من 20500 دولار. وقررت السلطات بناء كانغباشي لمواجهة النمو السكاني للمدينة.

ويقول خبير الاقتصاد تينغ لو من “بنك اوف اميركا-ميريل لينش” إن السبب الثاني لبناء المدينة يتمثل بالعزم على تشجيع أصحاب مناجم الفحم الأثرياء أو الذين استفادوا من تجارة الغاز والعناصر الأرضية النادرة على استثمار أموالهم في المنطقة بدلاً من بكين أو شنغهاي.

وأضاف لو أن “الاستراتيجية تقوم على الاستثمار بكثافة في البنى التحتية المحلية والتوسع العمراني لجذب اصحاب مناجم الفحم لشراء ممتلكات في المكان”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.