موقع متخصص بالشؤون الصينية

وو سي كه:الصين تحترم خيارات الشعوب في منطقة الشرق الأوسط

0

صحيفة الشعب الصينية:
قال المبعوث الصيني الخاص لقضية الشرق الأوسط وو سي كه في ندوة بعنوان ” تأثير تغيرات الوضع في الشرق الأوسط” التي انعقدت يوم 21 مايو الحالي في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة اللغات الأجنبية بشنغهاي ،أن الصين اعتمدت على سياسة السلام والصداقة، بما فيه تأمين ما يكفيها من الطاقة في الشرق الأوسط لتحقيق التنمية الاقتصادية المستقرة على المدى الطويل.

زار المبعوث الصيني الخاص لقضية الشرق الأوسط وو سي كه في شهر ابريل هذا العام سوريا، وفلسطين وإسرائيل ولبيان وقطر وغيرها من بلدان الشرق الأوسط التي تشهد تغيرات هامة حاليا، بهدف تبادل وجهات النظر مع الأطراف المعنية حول مستجدات الوضع وآثارها على عملية السلام في الشرق الأوسط.

وقال وو سي كه إزاء التطورات المستمرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن الصين تتمسك بالمبدأ الأساسي المتمثل في احترام خيارات الشعوب، واختيار الطريق المناسب لبلدانهم، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول. وأضاف،أن الصين تتمتع بعلاقات صداقة متينة مع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعلى الرغم من حدوث تغييرات في المنطقة إلا أن الصين ستواصل باستمرار التنسيق والاتصال والتعاون معهم من اجل إيجاد حلول مناسبة للقضايا الإقليمية والدولية.

وبخصوص ما ذكره اوباما في خطابه يوم 20 مايو الحالي بشأن سياسته اتجاه الشرق الأوسط، وتعزيز التحول الديمقراطي، والمساعدات الاقتصادية. قال وو سي كه أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها مصالح حيوية في الشرق الأوسط، والاضطرابات الأخيرة في المنطقة لم تتوقعها أمريكا. وإن جميع الدول العظمى تريد أن يكون تغيير الوضع في الشرق الأوسط مهما كان سلبا أو إيجابا يناسب قيمها ويحافظ على مصالحها الخاصة في المنطقة.

وأضاف وو سي كه،إن الأوضاع الداخلية سبب الاضطرابات في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، لكن هناك أسباب دبلوماسية أيضا، حيث أن شعوب المنطقة مستاءة من اعتماد حكوماتها على الولايات المتحدة على المدى الطويل لحل قضاياها الخاصة، ولاسيما القضية الفلسطينية، والإيرانية، حيث تعتقد شعوب تلك المنطقة أنها خسرت استقلالها. وعلى الرغم من أن خروج المتظاهرين من الشباب العرب إلى الشوارع لم يكن لمناهضة الولايات المتحدة ولم يحملوا شعارات مناهضة للغرب، لكن بالتأكيد هناك استياء شعبي بشأن اعتماد حكوماتها على الغرب في مجمل القضايا والمشاكل في المنطقة.
وقال وو سي كه،أنه خلال زيارته لمنطقة الشرق الأوسط قال له أحد الباحثين العرب أن هناك استياء شعبي حول الأنظمة والسياسة الخارجية. وقد شعرت بذلك الولايات المتحدة ،وهذا ما يقلقها أيضا.

إن تسريع ما تسميه الولايات المتحدة بالتحول الديمقراطي وإعادة تأهيل، ينبغي معرفة من هو بحاجة إليه أولا. لقد تحقق تغير الأنظمة السياسية في مصر وتونس، لذلك فإن الولايات المتحدة تعبر عن دعمها للديمقراطية، لكن علاقتها مع الجيش لا تزال جيدة جدا، لا تزال تأمل أن يسيطر جيوش تلك الدول على الوضع.

وقال وو سي كه،إن الصين تفعل ما تراه صحيحا والولايات المتحدة تفعل ما تراه مناسبا بالنسبة لها. والصين لا تتنافس على وضع أي دولة، وجميع البلدان الآن واقعية، والصين لا يمكن أن تطور علاقاتها مع دولة على حساب دولة أخرى.

الصين لا يمكن أن تقارن مع الولايات المتحدة حول كمية المساعدات الاقتصادية. حيث أن كل بلد لديها قدراتها وقوتها الخاصة. لكن الميزة التي تمتاز بها الصين هو احترام خيارات شعوب المنطقة، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. كما أن الصين تواصل في التعاون الصادق ومتبادل المنفعة، وبدون شروط.

وقال وو سي كه أنه في فترة زيارته إلى سوريا في ابريل هذا العام، كانت الاضطرابات قد بدأت هناك. وإن سوريا لديها خصوصيتها، وحزب البعث الحاكم لديه قدرة قوية. وتحتل سوريا مكانة هامة جغرافيا، وإن جميع الأحزاب السياسية السورية لا تريد الاضطرابات. وقد قال الرئيس السوري بشار الأسد أنه يمكن التغيير والإصلاح. ولا يزال هناك أمل أمام الشعب السوري، بالرغم من استيائهم من بعض الفاسدين الذين يحيطون بالرئيس، كما أن بشار الأسد مستعد لسير في طريق الإصلاح والتغيير.

 

وو سي كه : الصين لا تحاول سرقة نفط الشرق الأوسط، ولكنها تسعى لتعزيز التعاون المتبادل المنفعة

صحيفة الشعب الصينية:
قال المبعوث الصيني الخاص لقضية الشرق الأوسط وو سي كه في ندوة بعنوان ” تأثير تغيرات الوضع في الشرق الأوسط” التي انعقدت يوم 21 مايو الحالي في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة اللغات الأجنبية بشنغهاي أن الصين والشرق الأوسط بحاجة إلى بعضهما البعض في قطاع الطاقة، وإذا لم يكن هناك سوق للنفط يمكن أن يبقى هناك فقط. لقد سعت المملكة العربية السعودية إلى تطوير التعاون بينها وبين الصين. وفي ظل خفض الولايات المتحدة لوارداتها النفطية تدريجيا سعت إلى الانفتاح على الأسواق الصينية. لا يزال يمكن استغلال النفط الحالي في المملكة العربية السعودية 90 إلى 100سنة قادمة، لذا فيتطلب عليها ايجاد سوق مستقرة، ورأوا أن التطور السريع للصين على المدى الطويل يقابله الطلب على النفط على المدى الطويل لذلك فهم مستعدون للتوقيع على اتفاقية التعاون لمدة 50 عاما لضمان إمدادات النفط 50 سنة للصين، والواردات النفط السعودية للصين تحتل المرتبة الأولى. وإن 50 عاما من الإمدادات النفطية يعني 50 عاما من التعاون الاستراتيجي.

يعتبر التعاون الصيني ـ السعودي ليس في مجال النفط ليس سلبا لموارد المنطقة بل هو بيع وشراء والحصول على المال يعني التنمية.

وضاف وو سي كه،إن التعاون الصيني ـ السوداني نموذجا حيا للتعاون المثمر بين بلدان الجنوب. قبل عام 1997،كانت السودان تحتاج إلى 300 مليون في السنة لاستزاد البنزين، وكان يشكل عبئا ثقيلا على الحكومة السودانية. لكن بعد التعاون الصيني ـ السوداني تحولت السودان رأسا على عقب ومن دولة مستوردة للبنزين الى دولة مصدرة للنفط، وشهدت الحياة الاجتماعية تحسنا ملحوظا. والشعب السوداني متشكر جدا للشعب الصيني.

إن عدم استغلال الموارد النفطية وبقائها تحت الأرض، يعني عدم دخول سيولة للدولة، ولن تكون قادرة على تحسين حياة الشعب. وبالرغم من استفادة الشركات النفطية الصينية من التعاون الصيني ـ السوداني، إلا أن المصلحة الأولى كانت للسودان. لان الصين لا تحاول سرقة الموارد ولكن تسعى إلى التعاون متبادل المنفعة، وهذا هو هدف التعاون الرئيسي وليس استعمارا مثلما تدعي وتصفه الدول الغربية. تستورد الصين 10% من النفط في الدول الأفريقية، في حين تبقى 90 % من النفط في أفريقيا يصدر إلى الولايات المتحدة واليابان وأوروبا.

وقال وو سي كه، لقد أعجبه قول وزير النفط السعودي السابق، بأن نهاية العصر الحجري ليس لأنه لا يوجد حجر، ولكن بسبب التطورات التكنولوجية الجديدة. وهذا يعني أن النفط يستخدم للتنمية عند توفره، وننتظر أن تحل طاقة وتكنولوجيا جديدة محل النفط، وفي في ذلك الوقت حتى لو كان هناك نفط، فلن تكون له أي قيمة. تهتم المملكة السعودية اهتماما خاصا بعلاقاتها مع الصين، وقد كانت أول زيارة قام الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية إلى الصين من أجل التطلع على السوق الصيني.

إن الصين بحاجة إلى النفط والدول المصدرة للنفط بحاجة إلى الأسواق الصينية. لكن الغرب دائما ما يبحث عن أخطاء مفتعلة لضرب التنمية الاقتصادية الصينية، وزرع الفتنة بين الصين والبلدان النامية. لكن يبقى على كل من يتسلم زمام السلطة أن ينظر إلى دور التعاون مع الصين في تنمية بلاده، بالإضافة إلى عدم تدخل الصين في شؤونها الداخلية.

 

وو سي كه: المصالح الجوهرية للصين في الشرق الأوسط

صحيفة الشعب الصينية:
قال المبعوث الصيني الخاص لقضية الشرق الأوسط وو سي كه في ندوة بعنوان ” تأثير تغيرات الوضع في الشرق الأوسط” التي انعقدت يوم 21 مايو الحالي في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة اللغات الأجنبية بشانغهاي ، أن الصين لديها مصالح وطنية واحتياجات إستراتيجية شاملة في كل فترة. وأهداف السياسة الخارجية الصينية في منطقة الشرق الأوسط مختلفة وذلك بحسب اختلاف فترات التاريخ.

واجهت جمهورية الصين في وقت مبكر من تأسيسها حصاراً من قبل الدول الغربية، ومن أجل فك الحصار كان كسب الاعتراف بها هو أعظم هدف.

إن الهدف الرئيسي للصين حاليا، هو التنمية الاقتصادية والانفتاح على أفضل الأسواق المحلية والدولية واستخدام أفضل الموارد المحلية والدولية. والسوق هو بلا شك من أجل الخروج بالمنتجات الصينية، والموارد تستخدم للتنمية المحلية. لكن هذه الأخيرة لا تؤخذ بالنهب والاستعمار، وإنما بالتعاون. من هذه النقطة، يعتبر الشرق الأوسط سوقا ضخما، ومنطقة غنية بالموارد الطبيعية. وفي الوقت نفسه، فإن هذه البلدان بحاجة إلى تطوير أنفسها، والصين لديها التكنولوجيا والمعدات وإدارة أكثر ملائمة بالنسبة لهم، حيث أن الجانبين يكملان بعضهما بعض.

وأضاف وو سي كه، تتمتع الصين بوحدة وطنية، ولديها نضال سياسي في مجال حقوق الإنسان وغيرها من المجالات أخرى، ومع ذلك،لا تزال بحاجة إلى دعم من دول الشرق الأوسط. بطبيعة الحال، فإن الدعم يجب أن يكون متبادلا. وإذا ما تم تناول بشكل جيد القضايا الأمنية و قومية منطقة الشرق الأوسط والتناقضات الدينية المعقدة فإن هذا مهم جدا لأمن غرب الصين. وإن الاهتمامات الثلاث هذه تحدد اتجاه الدبلوماسية الصينية في الشرق الأوسط. كما أن المنطقة مهمة في تحقيق الاستقرار والأمن والتنمية في الصين.

إن السياسة الصينية في الشرق الأوسط لم يكتب بعد على الورق الأبيض، ومع ذلك فإن إطار السياسة العامة ككل موجود. كما أن الدبلوماسية الصينية في الشرق الأوسط يحددها الاستراتيجيات المحيطة بها، حيث تعد الصين حاليا جزءا هاما من المناطق المحيطة، وأهميتها متزايدة. والصين تشعر باستمرار بقلق بالغ إزاء القضايا الساخنة في الشرق الأوسط، مثل محادثات السلام الفلسطينية ـ الإسرائيلية، القضية النووية الإيرانية. والصين قد طرحت أفكارا وحلولا سياسية وفقا للفلسفة الصينية ودعت إلى التسوية السلمية عن طريق التفاوض.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.