موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: لماذا لا تهدأ أمريكا إزاء قضايا شينجيانغ؟

0

Paramilitary policemen hold their fists in front of a flag of Communist Party of China as they attend an oath-taking rally to ensure the safety of the upcoming 18th National Congress of the Communist Party of China, at a military base in Hangzhou
صحيفة الشعب الصينية:
أعلن مكتب الأمن العام في اورومتشي، عاصمة منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم، في بيان صحفي أصدره يوم 25 يناير الحالي، أن معلم من الويغور بجامعة مينتشو الصينية في بكين يدعى الهام توهتي شكل مجموعة انفصالية برئاسته وقام بأنشطة انفصالية تحت غطاء هويته، كما تآمر مع قوى انفصالية خارجية تابعة لتركستان الشرقية واستخدم الانترنت لتأييد “استقلال شينجيانغ” ، كما استغل الفصول الدراسية للتحريض على القيام بأنشطة انفصالية و الإطاحة بالحكومة، كما شكل عصابة إجرامية تسبب أضرارا خطيرا في الأمن الوطني والاستقرار الاجتماعي.

لقد لقي اعتقال المعلم الهام توهتي من الويغور اهتماما كبيرا من قبل وزارة الخارجية الأمريكية وعدد من الوسائل الإعلام الأمريكية،كما طالب بعض الأمريكيين مطالب عديدة غير معقولة بشأن حرية الهام توهتي والمعالجة اللاحقة للأمر. وقد جاء اعتقال الشرطة الصينية لالهام توهتي على أساس حقائق واضحة، ويتماشى مع التشريعات الصينية ، لماذا إذا لا تهدأ أمريكا ؟

ظلت أمريكا تنصب نفسها ” القاضي الدولي ” لفترة طويلة،وتحرص على إدلاء بتصريحات غير مسؤولة عن الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وغالبا ما تتجاهل الوضع الفعلي لديها،وتبيع بقوة ما يسمى ” القيم العالمية”،ولكن كثيرا ما تغفل وتتغاضى عن الحقائق الموضوعية لسلوك القوى الإرهابية والقوميات المتطرفة العالمية. وفي ظل سياسة المعايير المزدوجة في الحماية، فإن بعض المنظمات الإرهابية والحركات القومية المتطرفة والأفراد غالبا ما تدوس على السيادة القانونية والرأي العام تحت ستار ” الديمقراطية والحرية”، في حين أن أمريكا تصفهم بـ ” المقاتلين من اجل الديمقراطية وحقوق الإنسان”.

في الواقع، حققت شينجيانغ تنمية اقتصادية وتقدما اجتماعيا ونجحت في تحسين معيشة المواطنين، ويتمتع الغالبية العظمى من السكان بحرية ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ، وحريصون على الفرص الجيدة المتاحة بفضل سياسة الحزب الشيوعي الصيني والحكومة لمساعدة ودعم شيجيانغ، ومشمئزون جدا من تلك العمليات الإرهابية التي تضر بمنطقتهم،أما بالنسبة لهؤلاء الذين يسمون بـ ” النخبة الوطنية” والذين يرتدون معطف الديمقراطية وحقوق الإنسان للدعاية والإثارة والتخطيط لإيديولوجية الانفصالية والكراهية العرقية والأنشطة الإرهابية يثيرون للاشمئزاز، لأنهم في الحقيقة هم القوة الدافعة وراء الأنشطة الإرهابية في شينجيانغ. ويمثل التفسير أعلاه آراء الأغلبية العظمى من سكان شينجيانغ، ويعكس أيضا الواقع الحالي لشينجيانغ.

ومع ذلك،لا يبدو أن أمريكا سعيدة لرؤية الوضع الحالي وسلسلة الحوادث العنيفة التي تشهدها شينجيانغ في السنوات الأخيرة،وأعربت أمريكا وبعض وسائل الإعلام عن تعاطفهم وتفاهمهم حتى بلغ التجميل والحماية للغوغاء والسفلة من الناس والمتسرعين إلى الشر، ودعت السلطات الصينية توضيح الاتهامات لا مبرر لها، غير مبالية بهؤلاء المدنين الأبرياء الذين يعانون من العنف الإرهابي. باختصار، يبدو أن أمريكا تريد تمرير معلومات ” الفوضى في شينجيانغ” إلى العالم، وأن “شينجيانغ كلما كانت مضطربة كلما كانت أفضل”،ويبدو أيضا أن تفشي الأنشطة الإرهابية الأكثر عنفا في شينجيانغ تكون لها فائدة اكبر لتشويه سمعة الصين.

وبالعودة إلى قضية الهام توهتي. فباعتباره مدرس في الجامعة، استغل الوضع الخاص ومنصة تثقيف الطلبة الذي منحته له الدولة، واستغل الفصول الدراسية للأعمال غير المشروعة وتعرض الأمن القومي للخطر. وفي ظل ارتفاع أصداء المنظمات الإرهابية التي لو وصلت أنشطتها إلى أمريكا يصعب التسامح معها، فلماذا تتحول أمريكا ل””المدافع “عن ديمقراطية، الحريات وحقوق الإنسان عندما نتحدث عن هذه الأنشطة في الصين؟

الدروس الدامية حذرت مرارا وتكرارا من أن حقوق الإنسان والحريات في أي بلد يجب إرسائه على أساس سيادة القانون في البلاد، خلاف ذلك، فإن من المرجح أن يتطور حماية حقوق الإنسان والحريات إلى غطاء للعنف والقتل. في الصين، مثل الهام توهتي الناشط في الأعمال الدعاية للانفصالية غير المشروعة والتحريض على العنف والإرهاب، يجب أن يخضع لقيود قانونية والعقوبات. والقانون الصيني مقدس ولا تنتهك حرمته، وأمريكا لا ينبغي ان تتخذ لحقوق الإنسان كذريعة للتدخل في السيادة الداخلية للصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.